محسن امين
قد لايستغرب اليوم من يتابع الشان العراقي من عدد الاعمال الارهابية سوى عنايته بصعودها السقف العددي عن الشهر الذي قبله من احصائيات الى الذي بعده بحسب ما تصدره وزارة الصحة بين الفينة والاخرى ، وهذا طبيعي فالنار لاتكوي الا صاحبها اولا وثانيا فان المشاهد المتكرر لصور الدم والموت في الشوارع التي رافقت الحاله العراقية منذ ان قتل الامام الحسين مضجرا بدمه عاريا لثلاث ايام في واقعة الطف الى يومنا هذا جعلت المعايش لهذه الاجواء ان يعتاد مثل هذه المظاهر المؤلمة والتي يفقد فيها العزيز والصديق والقريب بدم بارد وبلا جرم جناه الا انه موال لهذا المذهب وذاك التيار وهذه الفئة " ومن قتل نفسا فكانما قتل الناس جميعا".يخلف الانفجار ضحايا تذهب الى رضوان الله فيما يعيش الجرحى وذويهم الهم الاكبر بين مصاب الالم فجاعته والعوز والفاقه من جهة اخرى ، فيما نصيب الاعلام يهلل ويفتخر بتسجيله العاجل ونقل الحدث اولا باول بعيدا عن الهم ومشاعر المصابين ونفسيتهم.هذه الصورة رغم قصورها عن محاكاة الحالة - كون الجرح لايألم الا صاحبه - ولكن ممكن تلمس أركانها في حادثة تفجير الزعفرانية الذي استهدف موكبا لأتباع اهل البيت ( عليهم السلام) في الزعفرانية وهو موكب ( زنجيل) بقوم المعزون بانشاء سلسلة بشرية متقابلة الى مسافة طويلة بحسب الافراد المكونين لهذه السلسلة يحملون بأيديهم الزناجل الحديدية يضرب بها الصدور والظهور تفجعا بمصيبة الإمام الحسين(عليه السلام) وما جرى عليه وعلى اله في وقعة الطف وما اعقبها من سبي.وهم بذلك لايحاولون ايذاء احد ولا يتسببون بأزمة دولية وعالمية يمكن ان تتحالف ضدها قوى الكفر والضلال ، بل الامر لايعدوا كما قلنا مهرجانا سنويا وطقوسا دينية يعتقد أصحابها بأنها مواساة وإظهار للحزن بقتل بنت رسول الله الى العالمين (صلى الله عليه واله وسلم) ، حاله كحال أي مهرجان سنوي يقام في العالم وبكافة طوائفه من هندوس وبوذية - الأمثال تضرب ولا تقاس - والتي يفتخر الإعلام بنقلها إلى بقية العالم دون ضجيج وتشهير وتنكيل كما يفعل مع الشيعة في ممارسة طقوسهم.لقد استهدف الموكب ألعزائي في الزعفرانية والذي يحمل اسم موكب شهيد المحراب(قده) في المنطقة بعبوة ناسفة راح ضحيته العشرات بين شهيد وجريح ، وخلف الانفجار مأساة تضاف إلى مأساة ، فالضحايا كلهم شباب وفي ريعان العمر همهم هو خدمة أبا عبد الله الإمام الحسين( عليه السلام) وقضيته.وتركت حالة الاستهداف رغم انها ليست الوحيدة التي واجهت المواكب الحسينية في هذا العام ، إصرارا على القضية ورفع شانها وتحمل مخاطرها في سبيل خدمة لنهضة الحسينية الا اننا لا ننسى الوضع الماساوي الذي يلازم ذوي الضحايا ومن سقط من الجرحى الذين هم الان بحاجة الى مد يد العون لهم رغم ان العديد منهم لسان حاله يقول باركوا لي ولا تواسوني فالمواساة اليوم للامام الحسين شهيد كربلاء وجده رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) وأبيه وأمه الزهراء( صلوات الله عليهم وسلم).فسلام على الشهداء وسلام على الجرحى وسلام على شهيد المحراب(رضوان الله عليه) الذي يأبى محبوه والسائرون على طريقه الا الموت شهداء بتفجيرات دامية لرفع درجتهم عند عزيز مقتدر.
التفاته ( اغلب من اقام شعائر هذا العام هم من الشباب واليافعين مما يعني ان الشعائر بخير واهل العراق بخير)
https://telegram.me/buratha