عبد الحمزة الخزاعي
قناة العراقية الفضائية ، هي القناة الرسمية للدولة، ولاتوصف بأنها حكومية، وهي تمول من المال العام بحسب ما نسمع باستمرار، وهذا يعني انها ملكا لكل العراقيين.ولكن الواقع القائم يؤكد خلاف هذه الحقيقة، ويرسخ حقيقة ان العراقية من الناحية الواقعية تابعة للحكومة الحالية، وسياساتها ترسم وتوجه من قبل مكتب السيد رئيس الوزراء وليس من قبل هيئة امناء شبكة الاعلامي العراقي، التي يفترض انها الجهة المشرفة على سياسات وعمل القناة.شخصيا تربطني علاقة طيبة بأحد اعضاء هيئة الامناء الذي عين قبل عدة شهور في هذا المنصب، وهذه العلاقة الطيبة اتاحت لي ان اسأله عن الجهة التي تحدد سياسات وتوجهات قناة العراقية، وتملي عليها القرارات، قال لي بالحرف الواحد "ياصديقي العزيز ان الحديث حول هذا الموضوع ذو شجون، وبصراحة هيئة الامناء عاجزة عن ان تفعل، ونحن امام خيارين امام التصعيد والتصادم مع مكتب رئيس الوزراء، وبالتالي فأن النتيجة هي الاقصاء او الاعفاء او الفصل بطريقة دبلوماسية مهذبة، لتبقى الامور على حالها، او التزام الصمت والسكوت والقبول بالامر الواقع، والمحافظة على ما نتمتع به من امتيازات".ويضيف صديقي "اتفق معك قبل ان تقول انت بلسانك ، انها نوع من الانتهازية والانهزامية، وربما خيانة للامانة".. لكن الواقع هكذا ، ولايمكن ان نكون انبياء وملائكة.وعندما سألته هل يعقل ان تغطي قناة الدولة الممولة من المال العام مناسبة كبيرة جدا شارك بأحيائها ملايين الناس ، وهي عاشوراء الامام الحسين، لساعات متفرقة، وتبقى تبث برامجها المبتذلة، ومذيعاتها اللاتي لايحتجن بمكياجهن الصارخ وملابسهن المثيرة الا ان يتعرن امام المشاهدين؟.رد صديقي علي قائلا "ياصديقي العزيز ان هذا مايريده رئيس الوزراء، وما ينقل عنه عبر مستشاره الاعلامي ياسين مجيد، ومستشاره الاخر ومدير عام المركز الوطني للاعلام علي الموسوي، ومدير عام شبكة الاعلام العراقي عبد الكريم السوداني يرتاح في قرارة نفسه لمثل تلك التوجهات والسياسات على ضوء خلفيته الفكرية الماركسية، ورئيس هيئة الامناء حسن السلمان لايعترض ويحاول ان يتبنى موقفا متوازنا ويفلسف القضية على طريقة النعامة التي تدس رأسها في التراب حينما تشعر بالخطر، حتى لايقال له انت مجلسي، أي من اتباع المجلس الاعلى بزعامة السيد عمار الحكيم، علما ان من اوصله لهذا المنصب هو المجلس الاعلى. ولكنه في كثير من الجلسات والاجتماعات يحرص على التأكيد او الادعاء بأن مهنيته وكفاءته جعلته يتبوأ هذا المنصب وليس المحاصصات السياسية.وكان الحديث طويلا مع صديقي عضو هيئة الامناء، وسأنقل مقتطفات اخرى منه في مقال ثان.
https://telegram.me/buratha