ميثم الثوري
يبدو ان الاعتراف بالتقصير او القصور الامني في العراق الجديد اصبح امراً اقرب للمستحيل بل اصبح امراً غير مألوف ولم نجد احداً يعلن بشجاعة مسؤوليته عن الاخفاقات الامنية الاخيرة بل تنصل الجميع وحمل كل واحد منهم الطرف الاخر ولم يجرؤ احد على تحمل ما حصل من تردي امني في الفترة السابقة.تحول الخبراء الامنيون خبراء في فن التبرير والتنصل عن التردي الاخير بينما وجدنا مسؤولين في بلدان غير ديمقراطية يقدمون استقالتهم بمجرد ارتطام قطارين او غرق عبارتين كما فعل وزير النقل المصري ووزراؤنا يتمسكون بالمسؤولية اكثر في كل كارثة واخفاق.واذا كان تبرير القادة الامنيون للاختراقات الامنية الاخيرة امراً غير مقنع واجوبتهم غير مبررة فان اعلانهم مسؤولية التحسن الامني الاخير الذي رافق عاشوراء الامام الحسين (ع) قضية مفضوحة ومخجلة لتناقضهم مع اساس المبررات التي ساقوها لاسباب الاخفاقات وذلك لامر بسيط هو انهم اعلنوا بشكل واضح بانهم غير مسؤولين عن التفجيرات الاخيرة لانها واقعة في مناطق خارجة عن صلاحياتهم كما ان عمليات بغداد هي المعنية بمسك الملف الامني وهي مرتبطة مباشرة بالقائد العام للقوات المسلحة بينما اعلنوا مسؤوليتهم عن ضبط الامن في كربلاء خلال زيارة عاشوراء رغم ان الامور لم تجر بشكل ايجابي في مناطق بغداد فقد استهدف التحالف التكفيري الصدامي مواكب تيار شهيد المحراب بالعبوات الناسفة.السباق الاخير للاعلان عن النجاح الامني في زيارة عاشوراء اصبح مفضوحاً ومكشوفاً فالذين رفعوا رؤوسهم معلنين مسؤولية النجاح هم انفسهم الذين اختفوا في تفجيرات الثلاثاء الدامي ولم يصرحوا باي تصريح او توضيح.نعتقد ان استغلال النجاحات الامنية لاغراض انتخابية يمكن ان يقابلها استغلال اخر هو الاعتراف بالخطأ لاغراض انتخابية ايضاً فالذي يعلن بشجاعة مسؤوليته عن الاخفاقات الامنية الاخيرة ويعتذر لشعبنا سيحظى باحترام واهتمام واصوات الجماهير بالتأكيد وربما يفوق احترام من يزعم بانه السبب في استتباب الامن واستقرار البلاد.علينا ان نتعلم كيف نعتذر لشعبنا ونعترف باخطائنا فانه من يحترم ابناء شعبه ودماءهم سيكون فوق كل المواقع والمناصب وستأتيه كل المناصب زاحفة بين يديه وجاثمة على ركبتيه بينما من يفكر بالمناصب على حساب شعبه سيخر المناصب وثقة شعبه وذلكم هو الخسران المبين.
https://telegram.me/buratha