محمد عماد القيسي
الامثال الشعبية نتاج تجربة الشعوب واعنمادها دليل علل ماتتضمنه من الححكمة وماتقدمه من خلاصة تجربة انسانية سابقة ومن هذه الامثال الكثيرة رسخ في ذهني هذه الايام المثل الشعبي القائل (تحزم للواوي بحزام اسد) اي استعد لمواجهة الثعلب كانك تواجه اسد وهي نصيحة بعدم الاستهانة بالعدو الصغير وضرورة الاستعداد والانتباه لمخططات العدو ومناسبة رسوخ هذا المثل في ذهني هو موجة التحذيرات التي تصاعدت في الآونة الأخيرة من عودة حزب البعث وبين مزايد على حجم البعث وإعداد البعثيين وبين مقلل لأهمية هذه التحذيرات معللا ذلك بان البعث انتهى على يد صدام منذ سنوات.
وحقيقة الأمر إنني مع الأمرين في إن واحد بمعنى إنني مؤمن حقيقة بان الشعب العرقي يرفض حزب البعث وأفعاله لان لم يترك فئة من العراقيين إلا وظلمها وأجرم بحقها وان اختلفت نسب المضلوميات والإجرام بين فئة وأخرى ولهذا فانا مع من يقول بان البعث أصبح في مزبلة التاريخ العراقي والإنساني والى الأبد .
ولكنني اتفق مع من يحذر من عودة منهج البعث وأسلوبه في الحكم والتسلط من خلال مجموعة قليلة من بعثيي الانتماء ممن افلتوا من عقاب الشعب العراقي المستحق بحجة المصالحة الوطنية والعفو عند المقدرة والتسامح ويساندهم ويعاونهم مجموعة ممن يصح تسميتهم ببعثيي الهوى أو السلوك
حيث إن كثير ممن دخل العملية السياسية أو يريد إن يدخلها وله دوافع وأهداف طائفية أو تسلطية أو اقصانية أو ارتباطات خارجية تخشى من التجربة الديمقراطية في العراق كل هؤلاء أشبه بالخرزات المتعددة والتي يحاول خيط البعث الواهن إن يجمعها ليعيد تسلطه على مقادير الأمور.
إن العمل على قطع أمال البعثيين بالعودة بتفعيل قانون المسائلة والعدالة هو الضمانة الحقيقية لفرط عقد أصحاب النيات المبيتة والحالمين بعودة عقارب الساعة إلى الوراء والتأكيد بإن البعث أصبح ذكرى سوداء لا نريد تذكرها أو سماع اسمها وان الواهمين سيعلمون حقيقة الأمور من خلال نتائج الانتخابات واختيارات أبناء الشعب العراق وفي كل الاحوال يبقى المثل الشعبي (تحزم للواوي بحزام اسد) يمثل الحكمة بعينها.
https://telegram.me/buratha