المقالات

المال السياسي

687 13:16:00 2009-12-30

احمد عبد الرحمن

في كل محطة من محطات ثورة الامام الحسين عليه السلام، وفي كل مفصل من مفاصلها التأريخية والحاسمة نجد مصاديق حية لها في واقعنا الراهن، وهذه المصاديق الحية تتجلى لنا بوضوح في سياق مسيرة العمل السياسي الشائك والمعقد في العراق.ومن بين ما اشار اليه رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم في كلمته بالحشود الجماهيرية التي تجمعت في ساحة الخلاني وسط العاصمة بغداد صبيحة يوم تاسوعاء هو "ان التأريخ يجدد نفسه، اذ نجد المال السياسي والاغراءات والمواقع التي يوعد بها هذا وذاك يراد لها ان تكون فيصلا ومدخلا في اصطفافات بعيدة عن ارادة الشعب العراقي".وحينما يقال ان التأريخ يجدد نفسه، فالمقصود هنا ان صورة الوعود والاغراءات المادية الدنيوية الرخيصة والزائلة التي عرضت على بعض الاشخاص لكي يقفوا بكل عنجهية وصلافة بوجه الامام الحسين بن علي عليه السلام، نراها ماثلة امامنا بألوان وخطوط ومعالم وملامح مختلفة ، لكن بنفس الجوهر وذات المضمون.ولايخفى على أي كان المصير الاسود الذي انتهى اليه الذين دفعتهم مغريات الدنيا الزائفة الى منزلقات الانحطاط والرذيلة والذل والخنوع.لن يختلف مصير من يتبنون نفس المواقف، وينتهجون ذات الاساليب، ويتاجرون بكل شيء من اجل الاستحواذ على المواقع والمناصب، والتسلق الى كراسي السلطة ، لا من اجل ارساء وترسيخ القيم والمباديء الصحيحة، ولا من اجل خدمة الناس والوطن، ولا من اجل تصحيح الاخطاء وتقويم السلبيات، وانما لاجل تحقيق المكاسب السياسية والمادية الدنيوية الزائلة عاجلا ام اجلا.ان استغلال الاموال الاتية من هذه الجهة او تلك، او الاموال العامة، لتحريف قناعات الناس، وتغيير توجهاتهم، وكسب الاصوات، وشراء الذمم، واستهداف الشرفاء والمخلصين والخيرين، وللاستئثار بالمواقع والمناصب، يعد كل ذلك من اخطر صور ووجوه الارهاب والفساد، ومن يعملون ويتحركون بهذا المنهج لم -ولن-يكونوا من المخلصين والصادقين، ولن ترتد لهم طرفة عين حتى ولو احترق العراق بكل ما فيها، اذا كانت مصالحهم وامتيازاتهم الانية الضيقة محفوظة ومصانة. ان الوقوف بوجه اصحاب اجندات المال السياسي امر لابد منه، اذا اريد للعراق ان يسير نحو بر الامان، وان لايعود الى عهد الظلم و التسلط والاستبداد والتهميش والتغييب والحرمان.نجاح هؤلاء-لاسمح الله-يعني فشلا للعراق ولابنائه المخلصين والخيرين، وهذا ما لاينبغي ان يحصل ابدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك