احمد عبد الرحمن
في كل محطة من محطات ثورة الامام الحسين عليه السلام، وفي كل مفصل من مفاصلها التأريخية والحاسمة نجد مصاديق حية لها في واقعنا الراهن، وهذه المصاديق الحية تتجلى لنا بوضوح في سياق مسيرة العمل السياسي الشائك والمعقد في العراق.ومن بين ما اشار اليه رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم في كلمته بالحشود الجماهيرية التي تجمعت في ساحة الخلاني وسط العاصمة بغداد صبيحة يوم تاسوعاء هو "ان التأريخ يجدد نفسه، اذ نجد المال السياسي والاغراءات والمواقع التي يوعد بها هذا وذاك يراد لها ان تكون فيصلا ومدخلا في اصطفافات بعيدة عن ارادة الشعب العراقي".وحينما يقال ان التأريخ يجدد نفسه، فالمقصود هنا ان صورة الوعود والاغراءات المادية الدنيوية الرخيصة والزائلة التي عرضت على بعض الاشخاص لكي يقفوا بكل عنجهية وصلافة بوجه الامام الحسين بن علي عليه السلام، نراها ماثلة امامنا بألوان وخطوط ومعالم وملامح مختلفة ، لكن بنفس الجوهر وذات المضمون.ولايخفى على أي كان المصير الاسود الذي انتهى اليه الذين دفعتهم مغريات الدنيا الزائفة الى منزلقات الانحطاط والرذيلة والذل والخنوع.لن يختلف مصير من يتبنون نفس المواقف، وينتهجون ذات الاساليب، ويتاجرون بكل شيء من اجل الاستحواذ على المواقع والمناصب، والتسلق الى كراسي السلطة ، لا من اجل ارساء وترسيخ القيم والمباديء الصحيحة، ولا من اجل خدمة الناس والوطن، ولا من اجل تصحيح الاخطاء وتقويم السلبيات، وانما لاجل تحقيق المكاسب السياسية والمادية الدنيوية الزائلة عاجلا ام اجلا.ان استغلال الاموال الاتية من هذه الجهة او تلك، او الاموال العامة، لتحريف قناعات الناس، وتغيير توجهاتهم، وكسب الاصوات، وشراء الذمم، واستهداف الشرفاء والمخلصين والخيرين، وللاستئثار بالمواقع والمناصب، يعد كل ذلك من اخطر صور ووجوه الارهاب والفساد، ومن يعملون ويتحركون بهذا المنهج لم -ولن-يكونوا من المخلصين والصادقين، ولن ترتد لهم طرفة عين حتى ولو احترق العراق بكل ما فيها، اذا كانت مصالحهم وامتيازاتهم الانية الضيقة محفوظة ومصانة. ان الوقوف بوجه اصحاب اجندات المال السياسي امر لابد منه، اذا اريد للعراق ان يسير نحو بر الامان، وان لايعود الى عهد الظلم و التسلط والاستبداد والتهميش والتغييب والحرمان.نجاح هؤلاء-لاسمح الله-يعني فشلا للعراق ولابنائه المخلصين والخيرين، وهذا ما لاينبغي ان يحصل ابدا.
https://telegram.me/buratha