(بقلم:علي السّراي)
من قال إن الحسين عليه السلام حكراً على المسلمين وبالاخص الشيعة منهم؟؟؟وان كربلائه قد أوطرت وانحصرت على طائفة معينة؟؟؟ وهل سفينة الحسين إلا للبشرية جمعاء ورحمة من الله على العباد؟؟؟لقد ضمت ملحمة كربلاء الطهر والفداء في يوم عاشوراء مختلف عناصر القوة والمتانة التي أهلتها للبقاء مدى الدهر ولتكون راسخة شامخة عبر الزمن في ضمير الانسانية جمعاء،مهما عصفت فيها من متغيرات وأحداث جسام الغاية منها درسها ومحو آثارها ووضع حدا لها عند مريديها، إلا أن جميع تلك المحاولات بائت بالفشل رغم قساوة فراعنة بني أمية وطغاة بني العباس وغيرهم من المستكبرين ليصل الامر اليوم إلى التكفيريين الوهابيين واذنابهم البعثيين المجرمين القتلة،هؤلاء الاغبياء الذين لم يتعظوا من أسلافهم الغابرين الذين خسروا الدنيا قبل الاخرة في محاربتهم للشعائر الحسينية، فقد كان وما زال وسيبقى الحسين عليه السلام يُرعب جميع طغاة الارض وهو جاثم في مرقده الملكوتي الشريف .ولا زالت عاشورائه مناراً يُقتدي به ومعيناً معطاء لا ينضب يتحفنا كل يوم بالمواقف البطولية الشجاعة.نعم أيها الإخوة والأحبة والأعزة يا مسيحيي وأيزيدية وصابئة العراق، إن وقفتكم البطولية الباسلة ومؤاساتكم لإخوتكم من أتباع أهل البيت عليهم السلام ومشاركتكم لهم أحزانهم هذه اللأيام لهي وقفة حسينية عاشورائي قل نظيرها ، فالحسين ايها الاحبة هو حسينكم، حسين البشرية جمعاء، حسين كل المظلومين والمستضعفين، حسين الثائرين وأُباة الضيم .
لقد كنا ومن زلنا في إعتصاماتنا التي نقيمها أمام سفارات مملكة آل سعود في المهجر نرفع صور الكنائس والمراقد المقدسة التي استهدفها الإرهابيون جبناً إلى جنب لنقول للعالم بان هؤلاء المجرمون لا يستهدفون الإسلام وحده بل كل ماهو غير وهابي تكفيري، وما وقفتكم الشجاعة هذه التي جسدت التلاحم الاخوي بين مكونات الشعب العراقي إلا تكملة لهذه المسيرة المباركة واعلان صريح لكل قوى الارهاب و الظلام التي تتربص بنا شراً بأن مشاريعهم ومخططاتهم قد باءت بالفشل الذريع وإن العراقيين وبمختلف دياناتهم وأطيافهم وطوائفهم واتجاهاتهم وقومياتهم كالجسد الواحد والبنيان المرصوص لا تستطيع أي قوة مجابهته او التاثير عليه مهما رصدت لهذا الامر من اموال وجندت من مرتزقة في الداخل والخارج ، بنيان ستتكسر عند سفحه أحلام الطغاة المريضة التي ترنوا إلى زرع الفتنة بين أبنائه ، أيها الاخوة والاحبة من مسيحيين وصائبة وايزيديين وباقي الاقحوانات العطرة التي يتكون منها النسيج العراقي نُقبل جباهكم العالية التي ناطحت السحاب علواً واقتدار، إن تعطيلكم أعيادكم وتطوع إخوتنا وأحبتنا من الأيزيديين والصابئة في أفواج الدفاع عن المواكب الحسينية وزارابي عبد الله عليه السلام في مناطقهم جنباً إلى جنب مع قوات الدفاع والداخلية ضد الارهابيين التكفيريين وأيتام البعث المقبور لهي وقفة مشرفة ستكتب بحروف مشرقة من نور في سجلكم في تاريخ العراق الحديث ، وهو شرف ما بعده شرف وجميل كبير لا نستطيع أن نفيكم حقه بل الذي سيشكركم على ذلك هو الحسين عليه السلام.فسلام عليك سيدي يا منار للانسانية جمعاءوسلام عليك يا مرعب الطغاة والمستكبرين عبر العصوروعهدا لك سيدي باننا سائرون على الطريق حتى النهاية...وشعارنا هيهات منا الذلة
علي السراي
https://telegram.me/buratha