الحاج هلال فخرالدين
فبلغ سيل الكذب والتضليل والتحريف من قبل معممى مدرسة السقيفة في تبرير جور وارهاب أئمة البغى والعدوان حدا لايصدق من تزيف نصوص الدين عبودية للظالمين حتى اصبح هذا هو السبيل الوحيد الذى يعزفون عليه لتخدير الامة وسلب ارادتها فكان ركاماً هائلاً فاق اضعاف مضاعفة كذب وتزوير احبار اليهود لحقائق التوراة ووصايا النبي موسى (ع)..! كـ ( اطاعة من تغلب بالسيف من الحكام وان كان فاسقاً .. و إن تصبر وان تسلط عليك الفاجر عليه الوزر ولك الاجر ( وعلى هذا المنوال من المنطق المعوج اكدوا على عدم الخروج على الظالم حتى (لا تشق العصا وتحدث فتنة)..!! هذا المعنى يؤكده الامام ابن حنبل ويشدد بعدم الخروج على الحاكم او الثورة عليه وإن كان فاجراً عاصياً..! ان هذه الاباطيل هى التي خدّرت المسلمين قروناً،وجعلتهم خانعين للذل ولسياط الجلادين ثم انزلتهم الى الحضيض ..ولا ندري لعل هذه- الفتوى-هي التي شجعت العائلة السعودية في الاخذ بالسلفية الوهابية ..!! فهنا نتسأل اذا كان امام السلفية الوهابية يأمر بعدم الخروج والثورة على الظلمة والمفسدين حتى لاتحدث فتنة ، فلماذا خرج اتباعه ومريدوه من الجماعات (المتأسلمة ) كالقاعدة والطالبان وغيرهما من التكفيريين والمتطرفين خرجوا على قاعدة امامهم وسفهوا أئمتهم ونددوا بعلمائهم وشنوا الحروب الارهابية على حكامهم ؟؟؟ ثم راحوا يشيعون الرعب والقتل والابادة في صفوف المسلمين وغيرهم حتى عمت فتنتهم الخافقين وجرت البلايا على المسلمين ؟؟!!والبديهية التى لاتحتاج الى جدال ان النبي مبلغ رسالات ربه والله يامر بمقاومة الظلم وجهاد الظالمين حتى تتحقق العدالة ويامن الناس والامام احمد نفسه يذكر في مسنده ان النبي(ص) امر بمجاهدة الولاة وان كانوا من قريش (استقيموا لقريش ما استقاموا لكم فإن لم يستقيموا فضعوا سيوفكم على عواتقكم ثم أبيدوا خضراءهم ..) وامثال هذا كثيرة مسند احمد والجامع الصغير..فهذا التناقض الواضح فى متبنياتهم اوقعهم فى تناقضات عملية كثيرة لايستطيعوا مجابهتها الا من خلال التزيف والتبرير من غير حجة مقنعة ولا اية نازلة
لم يكتفى السلف الطالح بمساندة ودعم الخلفاء الجائرين و الامراء الفاجرين و السلاطين الفاسقين واى سبل القهر والرعب سلكوه للصول الى سدة الحكم حتى جوزوا لمن يعتلي كرسي الخلافة ان يستمر فيها وان كان فاجرا ظلوماً غشوماً بل وإن كان خارجاًعن طاعة الله وفي هذا المجال يقول :العلامة التفتزاني :( ولا ينعزل الامام بالفسق او بالخروج عن طاعة الله ) شرح العقائد النسفية 185-186 .. فلا ندرى ماذا ستحكم ايها القارئ وانت تسمع ما يسطره منطق العلامة (القاضي) البقلاني المناقض للعدالة والذي لا يقره دين ولا يقبله عقل ولا يرتضيه وجدان فهو يصف الحاكم بـ(الامام ) فأي إمام هذا الذي يرتكب كل تلك المحرمات ويفعل الموبقات ويستهين بالشرع ويبطل حدود الله ويقتل النفس المحترمة ويستبيح الاعراض ويصادر الاموال من غير حجة او بينة ؟؟ اذن لماذا يستنكرون جرائم هولاكو وتيمورلنك..؟ وفي ذات الحال يقرون بشنائع جرائم هؤلاء الحكام حيال الاسلام ووما ارتكبوه بحق المسلمين ؟؟ فهل توجد اساءة للاسلام ونبيه (ص) اكبر مما اجترحه اعوان الظلمة هؤلاء ..؟ فعلى أي دليل شرعي اسس البقلاني حكمه المطلق الداعم للظالمين والارهابيين : ( لا ينخلع الامام بفسقه وظلمه وغصبه الاموال وضرب الابشار-الوجوه- وتناول النفوس المحرمة وتضييعه الحقوق وتعطيله الحدود ) التمهيد للقاضي البقلاني 181 ..بل والانكى ما يؤكده: (وترك طاعته في شىء مما يدعو اليه من معاصي الله ) وهذا ما لم يذهب اليه شرع ولا دين ولا حتى الجاهلية الاولى.!! بل يتنافى مع ابسط معايير الاخلاق وصحيح السنة الشريفة تقول : ( لا طاعة المخلوق في معصية الخالق )
ولولا حشود مرتزقة المعممين في كل عصر وحشود فتاواهم المباركة لاعمال الظلمة وايجاد المخارج لجرائمهم وانتهاكاتهم لما استطاع الطغاة من التسلط على رقاب الامة بحد السيف والقهرحتى بلغ بالبعض منهم يجعل من تلك الجرائم مناقب يؤجر عليها الحاكم وانها في خزين حسناته ..وفى ضوء هذه المرحلة التي وصلت اليها الامة من حالة السبات والخنوع للظلم ..والا فكيف تمكن زعيم الطلقاء معاوية ابن اكلة الاكباد ان يمكن شقى الامة يزيد من النزو على منصب الخلافة وفي الامة سيد شباب اهل الجنة ابن بنت رسول الله (ص) الامام الحسين (ع) وكبار الصحابة من المهاجرين والانصاروخيار التابعين ... ذلك اراد الامام الحسين بنهضته تلك ان يكسر حاجز الخوف ويعرى السلطة الاموية الغاشمة ويعرف بنهج علماء السوء الذين اصبحوا مطايا للسلطة يفتونها حسب الطلب ووفق ما يرغبون من غير اي وازع ولا رادع حتى اصبحت السلطة السياسية تحتكر الدين لنفسها وتسويق مأربها بحد السيف وتحارب كل صحابى مصلح يريد ان يرجع الى اصول الدين ونقاوة الدين الذي يحترم الاخر ويامر باقيم والمبادىء والدعوة الى الله بالتى هي احسن فلاسلام ليس فيه مءسسة كنسية تصادر الدين لها وتجعل من نفسها قيمة عليه فلاسلام علاقة بين العباد وربهم من دون حاجة لوسيط او صكوك غفران .. فقد شن الشيخ محمد عبدة حربا شعواء على اولئك الخلفاء الذين سخروا الدين لمطامعهم ونزواتهم بقوله :( ان الايمان بالله يرفع الخضوع والاستعباد للرؤساء الذين استذلوا البشر بالسلطة الدينية وهي دعوى القداسة والوساطة عند الله ودعوى التشريع والقول على الله بدون اذن الله او السلطة الدنيوية وهي سلطة الملك والاستبداد فالمؤمن لايرضى ان يكون عبدا لبشر مثله )الاعمال الكاملة ج3 ص430 يؤكد عبده على احقية دورالامة في خلع وتنصيب الحاكم لقطع دابر استبداد الخلفاء :(والامة هي صاحبة الحق في السيطرة على الحاكم وهي تخلعه متى رات ذلك في مصلحتها فهو حاكم مدني من جميع الوجوه) المرجع السابق ج3 ص85
https://telegram.me/buratha