اسدي الاسدي
قد يقال باننا امة لا تعرف قدر العظماء الا وهم راحلون نحو السماء ولا تدرك اهمية وجودهم فوق الارض الا عندما يكونوا تحت الارض وتتفاعل مع العظماء وهم في القبور اكثر من تفاعلها معهم وهم احياء قريبون منها.واحياناً تكون حركة العظماء خارجة عن الفهم العام وسياقاته السائدة وربما يرونها مثالية وهي في الواقع واقعية وليست خيالية او مثالية وذلك لان العظماء في كل زمان ومكان سابقون لوعي زمانهم واقرانهم ومعاصريهم.فالذي يتابع حركة وتصورات شهيد المحراب يرى بوضوح الرؤية المتبصرة والنظرة الواقعية والافق المستشرف لكل الرؤى القادمة التي لا يشعر بها الاخرون وربما لم يتوقعونها.قد تكون حركة القادة الكبار مثيرة للجدل احياناً وعصية على الافهام في اول تبادراتها الذهنية لصعوبة تفسير وتبرير كل ما يمكن ان يظهر وراء هذه الحركة.وقد تكون نظرة الاخرين لظواهر الاشياء دون الغوص في اعماقها او زواياها غير المنظورة ابتداءً فتحتجب الرؤية ويزيد الغموض والضبابية.ولكن بمرور الزمن تتضح الكثير من الخفايا والمعطيات غير المنظورة لحركة القادة الكبار الذين يحاولون تكريس الوعي الاصيل لدى قواعدهم الجماهيرية وليس الانسياق وراء سياقات العقل الجمعي ومؤثرات الاعلام المضاد.فالمسؤولية التأريخية والوطنية والشرعية والاخلاقية عند القادة الاسلاميين هي محاولة تبديد شوائب ورواسب الوعي الذي كرسته ثقافة النظام البائد الخطيرة وايجاد القناعة والثقافة الرامية الى تحديد المسارات الصحيحة.والسير وراء ثقافة الشارع دون تصحيح بعض سلبياتها واخطائها ستكون لها تداعيات خطيرة على مستوى الوعي العام واما قيادة الشارع بالاتجاه الصحيح وتصحيح كل اثار الحقبة الماضية التي تاكدت فيها ثقافة الرمزية وتأليه الحاكم وعقدة العنتريات وتصدير الازمات.فقد لا يجد القائد صعوبة بالغة عندما يجس نبض الشارع ليتحرك ازائه ويسير ورائه ولكنه يسهم في تضليل وعي الشارع وتعريش الاخطاء الماضوية من اجل مكاسب ظرفية ووقتية بينما توجيه مسارات الشارع وتصحيح وعيه بالاتجاه الصحيح وايجاد رؤية متبصرة وواضحة دون تمويه او تشويه ودون تضليل او تجهيل.الذي يتابع حركة سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي يجد بوضوح الوعي المتقدم والمتألق الرؤية المعمقة للاحداث والقدرة التمييزية للتفكيك بين المتداخلات التي لا يدركها الا اصحاب الوعي والبصيرة.وربما لا تكون معطيات حركة سماحته السياسية آنية وفورية لاسباب التعقيدات السياسية في البلاد وظاهرة التضليل الاعلامي المضاد ولكن ستظهر بقوة ووضوح كل هذه المعطيات والايجابيات التي أثمرتها حركة ومسيرة هذا القائد الفذ.
https://telegram.me/buratha