سعد الدراجي
تعتبر (التشابيه) جزء من العرض الإسلامي الذي أفرزته أحداث ملحمة عظيمة في التاريخ الإسلامي تمتلك مقومات العمل المسرحي، وان ارتبط دينيا وروحيا مع أهم رموز الفضيلة والتقوى للدين الإسلامي الحنيف إلا وهم آل بيت الرسول (ص) الأطهار، وشهادتهم... هذا من باب ومن باب أخر احتوت هذه الواقعة المأساوية بين الحق الواضح والجلي وبين الباطل المارق المعلن، بين الأهداف السامية المرتبطة بنسل النبوة الشريفة ،ومطلب ملحد رخيص يرفض الفكر الإسلامي جملة وتفصيلا ويريد قلعه من الجذور!، كذلك عدم تكافؤ المعركة بين جيش منحرف جرار، وقلة من المؤمنين صادقي الإيمان جعلت من مظلومية الواقعة وخسرانها العسكري ربحا إيمانيا وانتصارا جديدا لعقيدتها الإسلامية ، فالطقس العاشورائي يحتوي على عناصر درامية كبيرة ومتكاملة الجوانب، وفيها من الجوانب الابداعية الكثير كملحمة خالدة فيها تمهيد وحبكة درامية وفعل مسرحي يتيح الفرصة للمختصين بالتصرف والإبداع. فـ(التشابيه) كانت حكرا على بعض الفرق المسرحية أو بعض المواكب ،ولكن ألان وبعد النشاط الشعائري الكثير الذي حدث في العراق بعد سقوط النظام البائد بدأت الهيئات والمواكب الحسينية تجسد واقعة الطف الأليمة في كل مكان وفي جميع أنحاء العراق لما تمثله هذه الواقعة من دلالات الإسلام الحقيقية التي ترتقي بالمجتمع إلى أعلى درجات الأخلاق والآداب الإسلامية من إباء وتضحية وبطولة، وتمسك بالعقيدة الحقة التي جسدها الإمام الحسين (ع) هو وأهل بيته وأنصاره، فكان لهذا الانتشار (لمسرح التشابيه) الأثر الواضح في صقل المواهب وبروز أناس مبدعين في مثل هذه الإعمال من باب الاخراج والتصوير والديكور والملابس والماكياج ،وكذلك ساهمت هذه الإعمال بتطوير خطباء المنبر الحسيني لذلك فان معظم الموالين لأهل البيت (ع) ينتظرون يوم العاشر من المحرم للمشاركة في مثل هذه (التشابيه) التي يعتبرون المشاركة فيها يعني المشاركة مع الحسين في ثورته المقدسة ضد الظلم والطغيان ...
https://telegram.me/buratha