المقالات

؛؛رمزية عاشوراء؛؛ رمزية التوحد الوطني العراقي

967 16:35:00 2009-12-28

د.علي عبد داود الزكي

أن الأمام الحسين عليه السلام خرج على الظلم والجور والانحراف والتخاذل خرج ممتلئا بروح النصر والتضحية والفداء من اجل امة جده الرسول المصطفى عليه وعلى اله أفضل الصلاة والسلام . انتصر الحسين بقيمه ومبادئه انتصر على أراذل العبيد عبيد يزيد ابن الطلقاء. الأمام الحسين أعطى معنى عظيم للحرية والإيثار والنبل والشجاعة ووضع حدا للخوف في داخل النفوس.. وهذه الرمزية التي تحققت في ملحمة كربلاء بانتصار دماء الأحرار على سيوف العبيد .. انتصر الفكر الصالح ليترسخ ويبقى عبر العصور تتداوله الألسن بقدسية نبل وحكمة وليبقى رمزا للحرية ورمزا للشرف والمبادئ كأسطورة عظيمة تنبه الغافلين في كل زمان ومكان ..

قد يستغرب البعض لسلوك الكثير من الناس في أيام عاشوراء..حيث ان اغلب العراقيين يلاحظ بأنهم ينفضوا غبار حب الدنيا وتترقق قلوبهم حبا بالحسين فكرا وعقيدة ويتوحدون برحمة عفوية هذه الرحمة العفوية والتوحد لازالت ترعب الطغاة . حب الحسين هيجان جماهيري يسير كالطوفان بامنيات الخلاص ..سيبقى هذا الولاء ألعقيدي سيف حق مسلولا لينبه الكل الى حقيقة أن القيم السامية متجسدة بفكر الحسين أمام الإصلاح الذي وقع وثيقة الإصلاح بأقدس دماء.. مع الأيام نسلو الجميع وأحزاننا تذوب وتنسى لكننا مهما مرت الأيام والأعوام لا ننسى الحسين ولا ننسى كربلاء ولا ننسى أن نستذكره بدموع ساخنة دموع الحب والولاء وقلوبنا تهتف لبيك يا حسين .. لبيك يا حسين.. لبيك تعني نعم للحق نعم للفضيلة نعم للسلام المشرف نعم للعدل وتعني كلا للباطل كلا للفساد والمفسدين كلا لحرباوات الزمان والمكان كلا للنفاق والمنافقين)..أننا نستذكر أبا الأحرار كل عام بهيام حب ورحمة ووجل ونستذكر يوم عاشوراء بألم ودموع تزكي وتطهر نفوسنا..

أن الثقافة العراقية هي ثقافة حسينية فيها الألم والنبل والصبر والتضحية والفداء ومن كل هذا تولد الحكمة لتنير السبيل الى التراحم والخلاص والأيمان بالغد وكيفية مواجهة الظلم والتجبر والطغيان .. أن الثقافة العراقية هي ثقافة حزن وشجن.. وهذه سمة تراحم توحدنا كعراقيين بان مستقبلنا واحد وطننا واحد..ووطنيتنا بحفظ مراسم عاشوراء . أن ما يوحدنا العراقيين هو حب الحسين والتوحد بفكره العظيم فكر العدالة والحق والشرف والتضحية والآباء. أن كرنفالات إحياء عاشوراء مهيبة وتمنح العراقيين سمة رفع شعارهم الوطني بصرخة الشرف التي تنطق بها الجموع ؛؛ لبيك يا حسين؛؛ لترعب كل ظالم وكل طامع وكل باطل. أن التضامن الشعبي في جمع أحباب الحسين في يوم عاشوراء عظيما والكرم والرحمة نراها مجسمة في كل المحتشدين . هذا يبدوا واضحا لكل العراقيين شيعة وسنة ومسيح وصابئة وغيرهم من الطوائف والملل والأعراق العراقية أن كرنفالات عاشوراء بمواكب الزناجيل تشير الى طرد الألم وتفريغ هموم النفوس بالبكاء وإزاحة هموم الصدر ومواكب الراكضين بفقدان الشعور الفردي والاندماج بجسد واحد وهو جسد التكامل في إحياء عاشوراء بالولاء للحق. يوم عاشوراء نبكي وتذرف دموعنا الساخنة ونزيح هموم أنفسنا ونزيح هموم وراسب الألم التي نعيشها كعراقيين...ونبتهج للتوحد الجماهيري الكبير ونبتهج لهذه الجموع التي تعيش حاله من الهيام والتوحد بحب الحسين أن مراسم عاشوراء هي مراسم التقارب والتالف والمسامحة .كثيرا ما يشارك الشيعة أخوانهم السنة والمسيح والصابئة في إحياء هذه المراسم...وفي هذا العام تزامن ايام عاشوراء مع اعياد الميلاد للاخوة المسيحيين.. ولقد قرر الاخوة المسيحيين قرار نبيل وشريف بمنع أي احتفالات لهم هذا العام خارج الكنائس وجعلوا احتفالاتهم فقط داخل الكنائس هذا دليل التلاحم الوطني .. يجب أن يحمي بعضنا بعضنا ويجب أن يحترم بعضنا بعضا...

سيبقى الحسين ملكا للبشرية جمعاء في كل العالم ولكن حب الحسين هو الذي سوف يضع حدا للألم العراقي وسيوحد الكلمة العراقية... لنهتف لبيك يا حسين سوف تتصدع جبهات الإرهاب الوافد وسينهض العراق بفكر الحسين سينهض العراق بفكر الحسين ومبادئه وعدله...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك