المقالات

علي الأكبر بن الإمام الحسين عليه السلام رمز البطولة والثبات الحلقة التاسعة من ملاحم الطف

1339 14:06:00 2009-12-26

محمود الربيعي

المقدمة التأريخية أمه السيّدة ليلى بنت أبي مُرَّة بن عروة بن مسعود الثقفي، عمره في الطف 25 سنة لذلك فهو أكبر من أخيه الإمام زين العابدين عليه السلام عليه السلام الذي كان يومذاك عليلاً سنتين، عرف عنه رواية الحديث عن جده علي بن أبي طالب عليه السلام وهو صغير السن، وكان شجاعاً لايهاب الموت في سبيل الحق، إذ أن الموت في نفسه ليس له معنى غير الشهادة في سبيل الله.يذكر المؤرخون أنه حينمالم يبقَ مع الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء إلاَّ أهل بيته وخاصَّته، تقدّم علي الأكبر عليه السلام راكباً فرسه الجناح وأستأذن أبَاه عليه السلام في القتال فأذن له، ثُمَّ نظر إليه نظرة آيِسٍ مِنه، وأرخَى عينيه، فَبَكى ثمّ قال: (اللَّهُمَّ كُنْ أنتَ الشهيد عَليهم، فَقد بَرَز إليهم غُلامٌ أشبهُ النَّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك)، ثمّ يرجع إلى أبيه فيقول: (يا أباه العطش) !! فيقول له الحسين عليه السلام: (إصبِرْ حَبيبي، فإنَّك لا تُمسِي حتّى يَسقيك رسولُ الله صلى الله عليه وآله بكأسه)، ففعل ذلك مِراراً.قصة إستشهاده رضوان الله تعالى عليهيروي المؤرخون: أن اللعين منقذ العبدي رآه وهو يشدُّ على الناس، فأعترضه وطعنه فصُرِع، وأحتواه القوم فقطَّعوهُ بِسِيوفِهِم، فجاء الحسين عليه السلام حتّى وقف عليه، وقال: (قَتَلَ اللهُ قوماً قتلوك يا بُنَي، ما أجرأهُم على الرحمن، وعلى إنتهاك حرمة الرسول)، وأنهملت عيناه بالدموع، ثمّ قال عليه السلام: (عَلى الدُّنيا بَعدَك العفا)، وقال لفتيانه: (إحملُوا أخَاكُم)، فحملوه من مصرعه ذلك، ثمّ جاء به حتّى وضعه بين يدي فسطَاطه.الدروس والعِبَر المُستقاة من الحَدَثْيتبين من النقل التاريخي أن شخصية علي الأكبر من الشخصيات الثابتة التي كان لها مكانة عظيمة في فلب الإمام الحسين عليه السلام الذي أبدى توجعه ومصابه أليم بحيث دعا على قاتليه دعاءاً عريضا بعد أن بكى عليه، لكن الإمام الحسين عليه السلام لم يجعل لهذا المصاب أثراً في نفسه وأستمر على القتال حتى قدم نفسه على مذبح الشهاداة قرباناً وتقرباً لله عز وجل.إذن نستلهم من موقف الطف ومن الملحمة الحسينية العظيمة مواقف شهادة لشهيد الطف العظيم علي الأكبر رمز البطولة والشجاعة والصلابة النقاط التالية:أولاً: شدة إرتباطه بحملة الرسالة المحمدية ومنهم جده علي بن أبي طالب والإمام الحسين عليهما السلام وهو سلوك عام ينطيق على جملة الأئمة المعصومين عليهم السلام الذين يحيطونه.ثانياً: كان عنصراً نشيطاً فاعلاً متبنياً للفكر الإسلامي المنظم لذلك كان يختار ليستلهم من فكر قيادته ويعمل على تثقيف من يهمه أمره من الجماهير التي ينشط في وسطها.ثالثاً: أنه يحمل في نفسه خاصية الثبات بعدما رأى بعينه سقوط كل من كان قبله من أهله وعشيرته فلم يخذل وصمم على أن يقدم خير مالديه ويغتم فرصة حياته ليكيل للعدو ضربة الشهيد المحب للشهادة.رابعاً: كان رضوان الله تعالى عليه متكلما يحمل روح الجماعة والفكر والقيادة والتوجيه. سلام على آم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، وسلام على علي أمير المؤمنين والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وسلام على أهل الطف ممن وقف الى جانب الحسين عليه السلام وسلام على علي الأكبر حشرنا الله معهم ومع محبيهم إنه سميع مجيب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك