قلم : سامي جواد كاظم
كثيرا ما نردد كلمة الحسين عليه السلام هيهات منا الذلة ولكن تجسيدها على ارض الطف وعلى واقع حياتنا فيها عدم استيعابها في المحل الاول وعدم تنفيذها في المحل الثاني وللتوضيح لابد من نقل بعض الصور لليلة تاسوعاء كما يسميها الامام الصادق عليه السلام .المعلوم لدينا ان الامام الحسين عليه السلام راسل والتقى اللعين عمر الصخلة كما سماه امير المؤمنين عليه السلام وحتى قال له كيف بك وانت تقتل ولدي ، المراسلات واللقاءات كلها او اغلبها تضمنت اقتراحات الحسين عليه السلام الا وهي اما ان تتركوني اعود من حيث اتيت او اتجه نحو ثغر من الثغور والمطلب الثالث هو موضوع من قبل السلفية الا وهو ان الحسين عليه السلام قال اواجه يزيد في الشام فكان الجواب الرفض من قبل ابن زياد .صورة اخرى وهي خروج الحسين عليه السلام ليلا ليختبر الثنايا والعقبات والاكّمات المشرفة على المنزل واذا بنافع بن هلال خلفه فقال له الحسين عليه السلام من الرجل ؟ قال نافع جعلت فداك يابن رسول الله ، وبعد حديث جرى بيتهما رجع الحسين عليه السلام وهو قابض بيمينه يسار نافع وقال له الا تسلك بين هذين الجبلين وانجُ بنفسك قال نافع : اذن ثكلت نافعا امه ....... بقية الحديث وليلة تاسوعاء نفسها جمع الحسين عليه السلام اصحابه وقال له : معاشر المؤمنين ـ لاحظوا المؤمنين وليس المسلمين ـ لست اعلم اصحابا اصبر منكم ......... الى ان قال هذا الليل انسدل عليكم فلياخذ كل رجل منكم بيد رجل من اهل بيتي وتفرقوا في البيداء يمينا وشمالا ........هذا الطلب الحسيني واجه الرفض من الاصحاب ،والكل قالوا نفديك بارواحنا ونقيك بايدينا وصدورنا ولاندعهم يقتلوك ونحن احياء . وقبل المعركة صبيحة يوم العاشر خطب الحسين عليه السلام فيهم نقتطع هذا الجزء لعلاقته بما اكتب (الا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين السلة او الذلة وهيهات منا الذلة ...........والى نهاية الخطبة ) .لو تاملنا جيدا في طلب الحسين عليه السلام من اصحابه الانسحاب ليلا يتضح لنا ان هنالك منفذ يستطيع ان ينفذ منه من اراد الانسحاب ، والحسين عليه السلام طلب من عمر بن سعد اما الانسحاب من خلال مطلبين الرجوع الى مدينة جده او الى ثغر من الثغور فالحسين عليه السلام هو الطالب لذلك وابن سعد هو الرافض والمنفذ موجود أي ان الحسين عليه السلام يستطيع الرجوع الى مدينة جده من غير ان يطلب ذلك من ابن سعد .والمصير يعلمه الحسين عليه السلام وتكالب القوم مشهد امام عينه والحرب كر وفر بل حتى الانسحاب يعد من الخطط العسكرية التكتيكية ولكنها في واقعة الطف لا تعد ذلك لان الانسحاب هو كسب وقت لتعبئة قوة وطالما ان الحسين عليه السلام يعلم لا قوة تسنده وهو يرى مصارع عياله وصحبه ومع امكانية الانسحاب هنا تتجلى عظمة عبارة هيهات منا الذلة ، أي ايمان هذا ؟ أي كبرياء تلك ؟ أي ايمان عند عياله وصحبه لدرجة انهم لم يعرضوا عليه مصالحة اللعين يزيد حقنا لدمائهم بل انهم طوع امره الا تركه خالفوه فيه طالما ان الترك يمس ايمانهم وحياة الحسين عليه السلام .مصرعه ومصرع عياله وصحبه وسبي نسائه امام كلمة واحدة ينطقها الحسين عليه السلام المعادلة جدا صعبة لو تعرضنا لها نحن ولكن الحسين عليه السلام يعلم لو كسب عياله وصحبه خسر نفسه ودينه واما نحن اذا ما اعترضتنا الصعاب حتى ولو كانت يسيرة فسرعان ما ننسحب ولا نكمل المشوار ونتنازل عن حقوقنا ، ولو جعلنا شعارنا قولا وفعلا هيهات منا الذلة صدقوني لما تمكن ظالم من حكم شعب هذا شعاره .
https://telegram.me/buratha