قلم : سامي جواد كاظم
استجابة لرغبة الاخ المتابع من اوربا ولانه وجه رسالته الينا وطالما فيها دفاع عن عقيدتنا ضد اعدائنا فاني على استعداد لذلك ، وقبل البدء بالكتابة هنا احب ان اشير الى نقطة مهمة الا وهي اني ساعتمد على الرسالة التي وجهت لي واذا كان تقرير المراسل في الـ سي ان ان باللغة الانكليزية فان الخطأ في الترجمة قد يحصل واذا كان بالعربية فهذا هو المطلوب .يقول مراسل الـ سي ان ان في اول فقرة من الرسالة ( ما هي ذكرى عاشوراء؟ ولماذا يستهدف فيها الزوار؟ ولماذا تجتذب عشرات الآلاف من المسلمين الشيعة في مسيرات عاطفية، يعمد خلالها البعض إلى ضرب أنفسهم حتى النزف) .اجيب لو انه شطر السؤال نصفين ماهي عاشوراء ؟ النصف الاول وباقي الاسئلة النصف الثاني ، وبعد الانصاف في الجواب على السؤال الاول فانه سيستغني عن اسئلة الشطر الثاني ولا يدعي انها عاطفية ، والعاطفية تحصل كثيرا من قبل الاقوام من غير الملل فانهم يبكون الحسين عليه السلام من غير علمهم بالاسباب ، واقول للاخ المراسل حتى وان كانت عاطفية فكيف بكم بمن يلغي العاطفية ؟ محرقة تدعونها وابناء ملتكم انكروها تقيمون لها معرض سنوي وتتعاطفون مع كذبة واذا ما افصح احد ما عن كذبتها يعرض للعقاب .فلو كان الحسين كذبة لما تعاطفنا معه لان التعاطف مع موقف يجب ان يكون هنالك تبادل في المنفعة فماذا كسبنا من الحسين حتى نتعاطف معه ؟ كسبنا عقيدتنا ، كسبنا الحفاظ على ديننا ؟ كسبنا مبادئ الحرية وعدم الذلة ولست بصدد عرض مصادر التاريخ التي تثبت ذلك فانتم ادرى بها ، ولكن ماذا تقول عن من ليس من الشيعة ويمجد عاشوراء ؟ ويتابع هذا المراسل قوله (في معركة على السلطة، كانت إحدى أهم نقاط الانقسام بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية)، أي ان واقعة الطف هي معركة على السلطة .وينظرهنا الى الاغلبية والاقلية ، ولكنه لو قرأ عاشوراء جيدا لعلم ان الحسين تمت مراسلته لكي يبايعوه وليس هو جاء ليفرض نفسه عليهم والاغلبية في الكوفة هم الذين بايعوه بدليل ان ابن زياد لما دخل الكوفة دخل متنكرا بزي الحسين عليه السلام ولاقى ترحيب من اهلها كلهم بحيث انهم يحيوه السلام عليك ياابن رسول الله ولو كان هنالك من يؤيد ابن زياد لاعترضه على اعتبار انه الحسين عليه السلام وطالما لم يعترضه احد اذن ليس الاغلبية بل الكل في الكوفة تريد الحسين عليه السلام اضافة الى ذلك واثناء مسير الحسين عليه السلام الى الكوفة وفي طريقه التحق به الاف مؤلفة لان الامر له الا يدل هذا على ان الاغلبية له ؟ولان الاغلبية له اذن ماهو مكان الحسين من الاغلبية ؟ مكانه هو انهم بايعوه ليحكم فيهم ، والسلطة هنا بالرغم من انها حقه الشرعي والقانوني والديمقراطي فالشرعي بامر من الله ورسوله والقانوني بحكم الصلح الموقع بين الحسن عليه السلام اخو الحسين عليه السلام مع معاوية ابو يزيد والديمقراطي بحكم الاغلبية التي بايعته فالسلطة في نظر الحسين عليه السلام وسيلة وليست غاية .وبالرغم من ذلك عندما نكثوا من بايعوه فليعلم المراسل ان الحسين لم يقاتل بل قال لهم دعوني ارجع ان لم ( تنتخبوني ) لان هذه هي الديمقراطية بعينها فانه لا يفرض نفسه على قوم يرفضوه ، ولكن الطغاة رفضوا ذلك قاصدين اذلاله وهيهات لهم ان ينالوا ذلك من الحسين عليه السلام .واما الانقسام الذي يتحدث عنه فانه قد حصل يوم السقيفة ولانه غير مطلع على التاريخ الاسلامي فاني اتركه ليبحث عن هذه المفردة .ويضيف هذا المراسل (حيث يحتشد الشيعة، في مظاهر رمزية لتأنيب الذات والتكفير عن إخفاقهم في نصرة الحسين أثناء ثورته ضد الخليفة يزيد بن معاوية ) ، اقول كيف تقول في بداية تقريرك انها مسيرات عاطفية وتقول هنا انها رمزية وتانيب الضمير والتكفير عن اخفاقهم في نصرة الحسين ، فما دخلنا بمعركة جرت قبل اربعة عشر قرنا حتى نؤنب ضميرنا بسبب اخفاقنا في نصرته ؟ وتشويه الحقائق اما لجهلكم او حقدكم والامران لا يصبان في صالحكم يا سي ان ان .الذكريات كل مجتمعات العالم تعيشها وكل ذكرى حسب طبيعتها وهي بعينها احتفال او كرنفال منها الاليمة ومنها السعيدة، الهولوكوست بعيدا عن انها كذبة لماذا تحتفلون بها سنويا ؟وانتم في امريكا لا علاقة لكم بها .اما ان هنالك سلبيات ترافق هذه الشعائر فهذا نعم حصل ولكن هذا لا يعني الغاء او تشويه عقيدة ولو ان احياء هذه الشعائر الحسينية تعود بالاثار السلبية على من يحييها لتركوهم وشانهم لا منعهم فهنالك شعائر تقام عند مذاهب اخرى كلها خرافات وتبذير اموال وانتهاك حقوق لا احد يعترضهم ، بل انكم استحدثتم انواع من الرياضة تؤدي الى هلاك الذي يمارسها مجرد اشباع غريزة من غير هدف ويتم صرف الملايين عليها من الدولارات للرهانات والاعلام وهنالك ملايين من الفقراء لا احد يلتفت اليهم .لماذا لا تلتفتون الى الايجابيات في الشعائر؟ منها بذل الطعام للفقراء ومنها استحضار قيم البطولة والاخلاق من خلال نشر الثقافة الحسينية .ولا اعلم هل يتغابى الكاتب الى هذا الحد بحيث انه يعتقد لو لم نقم الشعائر الحسينية بان حبنا للحسين عليه السلام سيخدش ؟ ومن قال له اننا لم نحييها في زمن الطاغية ؟ وكذلك نعم الامريكان باسقاط عميلهم هم منحونا فرصة كانت مواتية لنا في عام 1991 ولكنهم ساندوا عميلهم وبددوا الفرصة التي خلقناها بدمائنا فجاءت الفرصة الامريكية . اتمنى ان اكون قد ارضيت المتابعة من اوربا بعد رضاء الحسين عليه السلام علينا جميعا .
https://telegram.me/buratha