قلم : سامي جواد كاظم
حديثنا عن نهضة الحسين عليه السلام حديث تاريخي اكثر مما هو حديث بحثي يستخلص الابعاد المعنوية لهذه النهضة العملاقة واثرها في نفوس المجتمعات منذ الواقعة وحتى يومنا هذا ، وللجانب التاريخي اهمية بحيث اننا نستطيع من خلالها معرفة النتائج المعنوية لهذه النهضة المباركة .كل القيم الاسلامية لم تغب عن بال الحسين عليه السلام وهو في احلك الظروف فاي تصرف او عمل يعترضه يخضعه لعلمه اللدني والاخلاق المحمدية ويتصرف على اساسه والمثال على ذلك الخصها في ثلاث مواقف من عشرات المواقف التي رافقت الواقعة .الموقف الاول هو من يعتقد ان اللعين شمر هو من طلب من العباس عليه السلام الالتحاق به وترك اخيه والصحيح ان هذا الشمر مجرم ولا يعرف معنى للرحم وانما طلبه هذا جاء بامر من عبد الله بن ابي المحل بن حزام العامري لما كان عند ابن زياد وطلب منه ذلك وكانت عمته هي ام العباس عليهما السلام المعروفة بام البنين .وطلبهم هذا جاء تاكيدا لقول الحسين عليه السلام انما القوم يطلبونه هو .الموقف الثاني لما الشمر لعنه الله نادى على العباس عليه السلام رفض العباس اجابته ولكن الحسين عليه السلام طالما اخلاقه محمدية قال : اجيبوه ولو كان فاسقا فانه بعض اخوالكم ، ففي مثل هذه الظروف التي تظهر قباحة تصرف الارحام هنا الا ان الحسين عليه السلام يؤكد على اجابة الرحم حتى لو كان فاسقا ، ونحن اليوم نقطع رحمنا لاتفه الامور ولا تستحق حتى العتب ولكنها تؤدي الى قطيعة بل وحتى كراهية هذا ان لم تؤدي الى قتل وخصام عشائري .الموقف الثالث للحسين عليه السلام هو طلبه من اصحابه بمن كان عليه دين فلينسحب والحسين عليه السلام يشفع له يوم القيامة ،ومن كان له زوجة فليرجعها الى اهلها لانه لا يريد ان يسبين كما تسبى نسائه .مسالة الدين هي حقوق الغير بذمة الاخر فالذي يموت وبذمته دين فانه يكون عرضة لعذاب القبر كما وان ديونه تستقطع من ثلثه وتكون من مسؤولية الابن البكر لان الدين حقوق لابد من ارجاعها لاصحابها مهما كان الظرف ولا يسقط الا بموافقة الدائن ، فالبعد الاسلامي الذي يفكر به الامام الحسين عليه السلام وهو يرى تكالب الاعداء عليه ليجعله في مصاف صفوة البشر الذين جعلهم الله عز وجل حجة علينا ، ومن هنا يظهر لنا ثقل الدين بحيث ان الشهيد مع الحسين عليه السلام يحاسب على دينه والقصة معروفة لما راى الحسين عليه السلام اسامة بن زيد وهو على فراش الموت يبكي فساله عليه السلام مم بكاءك قال من دين اثقلني لا طاقة لي على رده فتكفل به الامام الحسين عليه السلام .واما بخصوص المراة فهنا معلومة لطيفة لا بد من التطرق لها على اقل تقدير للذي لا يعلمها ان احد اصحاب الحسين عليه السلام هو علي بن مظاهر الاسدي ومن اسمه عرف هو اخ حبيب بن مظاهر وهنيئا لهم موقفهم هذا ، طلب علي من زوجته اللحاق باهلها ، فقالت له وهل حصل مني مكروه ؟ قال لها العياذ بالله ما رايت منك الا خيرا ولكن الحسين طلب منا ذلك قالت سمعت اول كلامه واخره لم اسمعه فماذا قال ؟ قال لها قال لا اريد ان تسبى نساءكم كما تسبى نساءنا فقالت له ما انصفتني يا ابن مظاهر ايسرك ان تسبى زينب عليها السلام ويسلب ازارها وانا اتزين بازاري ؟ ام يسرك ان سكينة تسلب قرطيها وانا اتزين بقرطي ؟ لا كان ذلك ابدا بل انتم تواسون الرجال ونحن نواسي النساء .أي موقف هذا للمراة في هذه الظروف الصعبة واي عائلة انجبت هذه المراة وبعلها واخا بعلها ؟
https://telegram.me/buratha