المقالات

كربلاء ذاكرة الدم الخالد

948 20:54:00 2009-12-24

خضير حسين السعداوي

بأي مقل نبكيك....يا عبق الدم ورائحة الشهادة التي توضأت بدمك.. أي ارض تشرفت بجسدك الطاهر وأي إباء بين جوانحك إنها(( لا)) الخلود(( لا)) الرفض والخنوع الخالدة عبر العصور لقد وضعت قانونا للرفض وميزان للعدالة والإباء كنت رغم قلة الناصر وكثرة الطغاة لم يفارق وجهك نور الإمامة ولم تحيد عن الهدف هويت جريحا تطأك الخيول بحوافرها وتعلوك الطغاة ببواترها منعوا عنك الماء بخستهم ضنا منهم انك ستضعف وتستكين لطغيانهم كان يوم استشهادك نهاية لكل الطواغيت لأنك أصبحت مدرسة تخرج منها ثوار الأرض ومن اختار طريق ذات الشوكة ولذلك احتار أعداؤك كيف يوقفوا بريق دمك القاني عبر العصور وكيف يمنعوا عشاق الشهادة من الوصول إلى ضريحك الطاهر فمرة يفرضون الأموال ومرة أخرى يقطعون الأكف والأيادي....لم تكن لطيف معين من الناس ولا لفئة معينة كنت أممي الأهداف يمتد طوفان دمك القاني ليغرق كل طغاة العالم هاهو غاندي العظيم قد تعلم من مدرستك الكثير(( تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما كي انتصر) بالفعل انتصرت امة الهند على جبروت بريطانيا العظمى التي لاتغرب الشمس عن مستعمراتها كل محرم دمك نديا لا يجف رغم ألف سنة ونيف من مئات السنين ارض كربلاء أصبحت قبلة لعشاق الحياة الحرة الكريمة تحت ظلال قبتك المذهبة كنا نستلهم العزم على تحدي الدكتاتورية البغيضة يحدونا قولك لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل..... وهيهات منا الذلة ...وإذا كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي يا سيوف خذيني......كانت سموفونيتنا الرائعة(( صحنا بيك آمنا يحسين بضمايرنا)) هذا النشيد الخالد الذي رددته الحناجر وهي تتحدى النظام الدكتاتوري المجرم كان منشورا سياسيا قد سهر مقل الطغاة واقض مضاجعهم... كانت تخيفهم هوسات وترنيمات الأطفال في الأزقة والشوارع يحملون الرايات ويرددون (( ابد والله ماننسى حسينا )) وكم كان رائعا في انتفاضة آذار عندما تحدت الجماهير المؤمنة بالعراق وبمبادئ الحسين رغم جبروت وقوة النظام الغاشمة إلا إنها استطاعت وبالأكف الفارغة أن تمرغ وجه الدكتاتور بالوحل نعم أنها مدرسة الحسين لا تستكين للظالمين كان أول سهم غدر لعمر بن سعد وهو يعلن بداية الجريمة ليخبر من حوله اشهدوا لي عند الأمير إني أول من رمى وفي النهاية يعلن احرقوا بيوت الظالمين والتي ليس فيها سوى الأرامل والأطفال هذا الذي كان يسمى حمامة المسجد أعمته الدنيا بطمعها وبرهنت على عدم إيمانه بقيم ومبادي الإسلام عندما يبرر جريمته بأبيات شعره التي ترنم بها قبل قتل الحسين

فوالله ما أدري وإني لصادق *** أفكر في أمري على خطرَينأأترك ملك الري والري منيتي *** أم أصبح مأثوماً بقتل حسينحسين ابن عمّي والحوادث جمَّة *** ولكن لي في الري قرِّة عينييقولون إن الله خالق جنَّة *** ونار وتعذيب و غل يدينفإن صدقوا بما يقولون إنني *** أتوب إلى الرحمن من سنتينوإن كذبوا فزنا بدنيا عظيمة *** وملك عقيم دائم الحجلينوإن إله العرش يغفر زلَّتي *** ولو كنتُ فيها أظلم الثقلينولكنما الدنيا بخير معجل *** وما عاقل باع الوجود بدين

هذه العقليات التي حملت السيوف ضدك ياابا الأحرار كانوا يعتقدون أن قتلك سيفتح الطريق أمام صفاء الدنيا لهم لكنهم لم يعلموا أن كل قطرة دم خطت طريقا جديد للتضحية والفداء قد أحاط بك فتية وضعوا القلوب على الأكف لأتضاح الرؤيا ووضوح الهدف(( إنهم فتية امنوا بربهم فزدناهم هدى)) علينا كعراقيين أن تصبح ثورة الحسين لنا دافعا قويا للإخوة والوحدة الوطنية ومواجهة الارهاب وبناء وطن كان أهم سبب لاستباحته من قبل الطغاة كونه يضم الأجساد الطاهرة للأولياء والصالحين بسنته وشيعته بلد فيه الفسيفساء الرائعة في التنوع في القوميات والمعتقدات تجمعهم خارطة واحدة تمتد من زاخو إلى البصرة أقول دائما الطغاة إلى زوال وهاهي قبتك تناطح السحاب علوا تهوى إليها قلوب العشاق من مختلف بقاع الارض ...... وكم رائعة عينية الجواهري في سيد الشهداءفِدَاءً لمثواكَ من مَضْــجَعِ تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِبأعبقَ من نَفحاتِ الجِنـانِ رُوْحَاً ومن مِسْكِها أَضْـوَعِوَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ "الطُّفوف" وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْـرَعِوحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس على نَهْجِكَ النَّيِّـرِ المَهْيَـعِوصَوْنَاً لمجدِكَ مِنْ أَنْ يُذَال بما أنتَ تأبـاهُ مِنْ مُبْـدَعِفيا أيُّها الوِتْرُ في الخالدِينَ فَـذَّاً ، إلى الآنَ لم يُشْفَـعِ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك