أياد الشحماني
التنوع العرقي والديني والمذهبي في العراق لم يكن في السابق إلا حالة من الانسجام والتعاون والتعاطف بين المكونات العراقية حتى تسلط حزب البعث المقبور على مقاليد البلاد والعباد وأراد في سبيل سيطرته وبقاءه إثارة كل أنواع الفتن المذهبية والقومية والدينية واستمر إذنابه بهذه المحاولات حتى بعد زوال نظام البعث.وفي المقابل عملت الفعاليات الدينية والوطنية العراقية على ترسيخ وتمتين الوحدة الوطنية والدينية العليا وكانت السباقة في هذا المجال حيث أكدت دوماً على حرصها وتبنيها للقضايا العراقية ولأمور العراقيين مهما كانت قوميتهم أو دينهم أو مذهبهم ودفاعها عن الأقليات الدينية وأوصت بحمايتهم من اعتداءات التكفيريين والإرهابيين ولعلنا نتذكر موقف السيد على السيستاني واستعداداتهم الاستقبال الإخوة المسيحيين في مدينة النجف عندما استهدفهم الإرهاب ألصدامي ــ التكفيري في كنائسهم ومناطقهم.
واليوم يقدم الإخوة المسيحيين في الجنوب نموذجاً جميلاً من الإخوة الوطنية وذلك باقتصار احتفالاتهم بعيد ميلاد السيد المسيح (ع) وأعياد رأس السنة في الكنائس مراعاة وتعاطفاً ومشاركة لإخوانهم المسلمين بإحيائهم لأيام عاشور و ذكرى شهادة الإمام الحسين (ع).
إن هذه المبادرة وان لم تكن مستغربة أو جديدة من الإخوة المسيحيين إلا أنها مصداق للأخوة العراقية وللتعاون الجميل بين العراقيين لخدمة وطنهم. فألف إلف تحية وتقدير لرجال الدين والقيادات المسيحية التي تبنت هذه المبادرة الوطنية الرائعة.
https://telegram.me/buratha