المقالات

السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام .. إحدى اللواتي حملن رسالة الطف

1233 09:59:00 2009-12-24

محمود الربيعي

السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام ليست المرأة الوحيدة من النساء اللواتي شهدن الطف بل هي واحدة من ضمن مجموعة النساء اللواتي كن مع الحسين وأصحاب الحسين وكن شاهدات على المجزرة البشرية الرهيبة التي قل نظيرها في التاريخ لأنها كانت خصوصية بكل أبعادها من حيث الهدف والتاريخ والمكان والزمان.فالمكان أرض الطف من مدينة كربلاء موقع الحادثة التاريخية والتي أَرَّخَ لها التاريخ كأول جريمة جماعية أرتكبت بحق أهل بيت نبي من أنبياء الله وعلى يد مجرمي قومه، فما أعجب هؤلاء القوم في باطلهم عندما ذبحوا إبن بنت نبيهم وذبحوا مجموعة العترة الطاهرة من آل بيت النبي الخاتم حتى لم يسلم منهم الطفل الرضيع أو لشيخ الكبير، ولا حتى المريض أوالنسوة بعدما هجموا عليهم بجيش جرار كان هدفه إبادتهم عن آخرهم، وجر الباقين أسارى سيق بهم الى ارض الشام حيث يزيد الملعون عدو الله ورسوله.

وفي غفلة من التأريخ رَكِبَتْ عصابة مجرمة طريق الباطل ولم ترعى لله حرمة ولاذمة، أرادت أن تحرق رسالة النبي الذي أٌرْسِلَ إليهم رحمة للعالمين، لينشر فيهم الفضيلة والأدب، ويسعى لأن يتم لهم مكارم الأخلاق.

تلك هي محنة سكينة وكتاب حزنها العميق وهي ترى أبعاد الجريمة التي أهتز لها العرش وبكت لها السموات وحزنت لها الملائكة وأشترك في ذلك الحزن جموع بشرية هائلة لاتزال الى اليوم تبكي لما حدث لأهل البيت في الطف من إبادة جماعية وهم أقرب المقربين من الله.. ذلك هو الإمام الحسين عليه السلام البطل الشهيد الذي أحيى سنة الله في الأرض وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هو، وبقية ألأئمة عليهم السلام، وبقية الصالحين ممن كانوا معه.

سكينة الطاهرة تلك المرأة التي فهمت الإسلام في بيت سيد شباب أهل الجنة وهي التي عاشت في بيت الإمام الحسين عليه السلام، بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، يحيط بها نسوة خالدات مثل عمتها زينب البطلة العالمة الفاهمة، وعمتها أم كلثوم بنت الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، نساء بيت الفضل والفضائل، وأختها الرقيقة رقية تلك الطفلة التي قهرها حزنها على أبيها فأنطفئت شمعتها من أول نظرة نَظَرَتْها وهي ترى رأس أبيها المقطوع، فما أعظمها من رزية ومصيبة أصابت أهل البيت، فلعن الله أمة قتلتكم، ولعن الله أمة ظلمتكم، ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به.

سكينة العزيزة في أهلها التي رأت مارأت من الحزن وهي تشهد مصارِعَ أهلها وترى الأجساد مقطعة في الفلوات، ثم جُرَّتْ أسيرة حرب وهي إبنة الإمام والخليفة الشرعي.

لقد كانت آهات حزنها واضحة بسبب فعل الجهلاء الذين تجردوا من كل القيم والأعراف الإنسانية، والذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، ونسوا ماذُكِّروا به من عذاب الآخرة ووقوع المكاره فيها وهو بلاء تطول مدته ويدوم مقامه ولايُخَفَفُ عن أهلهِ لأنه لايكون إلاّ عن غضب الله وهذا مالاتقوم له السموات والارض.

لقد سجلت نساء أهل البيت أروع ملاحم الثبات على المبدأ، ورسَّخَتْ كل منهن روح الجهاد في مواجهة الباطل فلم يَسْتَكِّنَّ لافي مجلس إبن زياد اللعين، ولا في مجلس يزيد الملعون.

لقد أضحت ملحمة الطف رسالة عظيمة لكل البشر في الوقوف مع الحق ونصرة أهله، والدفاع عن القيم والمبادئ السامية، والسعي إلى بناء دولة الحق على أسس التوحيد والعدل ومن أجل القضاء على الظلم والفساد وتلك مهمة الأحرار من الرجال والنساء.

ولقد ظُلِمَت السيدة سكينة بعد وفاتها وصوّرَها الظالمون أنها نَسِيَت الطف وماجرى فيه وكان ذلك من أعظم الكَذِبٍ الذي سَطَّرَهُ التأريخ ومؤرخوه المبطلون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك