قلم : سامي جواد كاظم
الحسين عليه السلام رجل السلام والاسلام ويكفي حركته خلودها الى يومنا هذا بالرغم من تعنت طواغيت الارض في محوها من الوجدان الشيعي وباءوا بالفشل ،وهذا الخلود هو عقلي قبل ان يكون عاطفي ، فعند دراسة الحركة منذ الانطلاق وحتى كربلاء يظهر لنا جليا الى أي مدى كان يفكر الامام الحسين عليه السلام في ارضاء ربه لانقاذ امة جده ، واما السفاسف التي تحاول ان تختلق ثغرات وشبهات حول هذه الواقعة التي اصابت كبد الامة الاسلامية فانها باءت بالفشل .ومن روائع الحسين عليه السلام وهو في طريقه الى الكوفة هو لقائه بشر بن غالب الاسدي فيسال الحسين عليه السلام عن تفسير اية الا وهي ( يوم ندعوا كل اناس بامامهم ) ولا اعلم هل هنالك قصد من هذا السؤال ام انه جاء صدفة ؟ فالمهم جاء جواب الحسين رائع فقال هما امامان ، امام هدى دعا الى هدى وامام ضلالة دعا الى ضلالة ، فهذا ومن اجابه الى الهدى في الجنة وذاك ومن اجابه الى الضلالة في النار، وهو قوله ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) . بداعة اجابة الحسين عليه السلام هو تاكيد لاحاديث اخرى للمعصومين عليهم السلام في تنبيههم الى ان احدى طرق تفسير القران هو تفسيربعضه بالبعض أي تفسير القران بالقران وها هو حديث الحسين عليه السلام يدل على ذلك ، كما وانه عليه السلام لم يضرب مثلا للاسدي في حالته التي هو عليها ، ولكنها تكون سؤال، الحسين امام ويزيد امام من هو الداعي الى الهداية ومن هو الداعي الى ضلالة ؟ فبيعة الحسين عليه السلام ليزيد كما يريد الطغاة يعني نسف القران فكيف هو الهادي يبايع الضلالة ؟ البعض يعتقد ان المسالة هي مبايعة اللعين يزيد فقط هي سبب هذه النهضة وهذه لا شيء حسب اعتقادي انا بل وحتى عطش الحسين عليه السلام هي وجه من وجوه القباحة التي يتصف بها يزيد وجيشه وجاء العطش ليكون صورة مكملة للصورة النهائية التي اظهرت اجرام الامويين ، فالحسين عليه السلام كان يجيب كل من طلب منه بعدم التوجه الى الكوفة حفاظا على حياته ومنهم مثلا عمرو بن لوذان الذي حاول اقناع الحسين عليه السلام بالعدول عن رحلته هذه فاجابه عليه السلام : والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي .....أنتهى ، فالحسين عليه السلام يعرف مصيره المحتوم عليه ولكنه هو الذي اختار شكل مصيره . فالحسين عليه السلام لو لم ينهض صدقوني فان القوم سيقتلوه وينكلوا به بنفس الطريقة التي فعلوها في الطف والفارق ان مقتله هذا سوف لا يخلد كما خلد في الطف ولقُرأ على الامة السلام ولا ثورة تنهض ضد الظلم بل ان كلمة ثورة تمسح من قاموس الكلمات ، ويصبح شعار الامم هيهات منا العزة ، فالذي يتجاوز على دار امه يفعل الاشنع والاتعس .نصبت الخيام في رمضاء كربلاء وانا ادعوا كل اتباع اهل البيت ان لا يبكوا الحسين قبل فجر العاشر من عاشوراء بل ليفخروا بامامهم ويسلطوا الضوء على شموخ الحسين عليه السلام وكيف كانت ترتسم العزة على محياه ولعل الاعداء شهدوا بذلك قبل الاصدقاء ، فالى كل الاخوة الخطباء اظهروا صورة الحسين عليه السلام العظيمة هو وعياله وصحبه قبل العاشر فاي عزة هذه عندما يفخرعلي الاكبر عليه السلام وهو يكلم والده بمصيرهم البطولي طالما هو في مرضاة الله ، لا تبكوا على الحسين قبل العاشر .هنا التفاتة اقف ضد كل من كتب عن هذه النقطة المهمة ، الا وهي قرات في بعض الكتب ان الحسين عليه السلام في ليلة تاسوعاء لما جمع اهله وصحبه وبعد ان اثنى عليهم وذكرهم بالمصير المحتوم قال لهم ( وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من اهل بيتي فجزاكم الله جميعا خيراً، وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم، فان القوم انما يطلبوني ولو اصابوني لذهلوا عن طلب غيري ) ، كتبوا عن هذا الموقف ان الحسين يختبر اصحابهمن يتمالك نفسه ولا تنزل دموعه ليس حزنا ولكن عظمة للحسين عليه السلام الذي لا يترك باب الا وطرقه من اجل السلام والحفاظ على عياله لانه يعلم ما سيصيبهم من بعده ، أي اصحاب هؤلاء الذين يعلمون المصير منذ ان التحقوا بالحسين عليه السلام ، وياتي بعض الكتاب يفرد باب لهذه الليلة يعنونه الحسين يختبر اصحابه ، فهل حقا بعد هذه الرحلة المضنية ياتي الحسين ليختبر اصحابه أي راي هذا ؟ الحسين واثق من اصحابه كما يثق من نسبه الى رسول الله (ص) ، الحسين تصرف هكذا ليقول للعالم ان اصحابه خير الاصحاب ، والى يومنا هذا التاريخ يطأ طئ راسه للحسين واصحابه عليهم السلام اجمعين .الحسين حتى ليلة العاشر عرض على الصخلة ابن سعد ثلاث اقتراحات اما ان يرجع الى مدينة جده او يذهب الى احد الثغور او يذهب الى يزيد ، فطالما يطلبه يزيد والحسين يريد ان يلقاه لماذا رفضوا هذه الاقتراحات الا يدل انها نية مبيتة للنيل من الحسين عليه السلام مهما كان موقفه من يزيد .والحمد لله رب العالمين
https://telegram.me/buratha