بقلم:نوال السعيد
خلال الثلاثة اعوام الماضية، وتحديدا منذ مرض والده الراحل السيد عبد العزيز الحكيم، اثبت السيد عمار الحكيم انه رجل يتمتع بقدر كبير من الحكمة ورجاحة العقل والحصافة والحنكة السياسية، التي قد لايمتلكها رجال اخرون خاضوا غمار العمل السياسي لفترات طويلة وفي ظروف واوضاع مختلفة.لم يكن السيد عمار الحكيم خلال مرض والده رئيسا للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي من الناحية الرسمية، ولكنه من الناحية الفعلية كان اكثر من ذلك بكثير.فقد كان لتحركه السياسي داخليا وخارجيا، وتحركه الميداني على الصعيد الشعبي والجماهيري اثرا كبيرا في اظهار صفاته وملكاته القيادية من جانب، وفي تعزيز حضور ومكانة المجلس الاسلامي الاعلى العراقي من جانب اخر، اضافة الى دحض كل التقولات والادعاءات والتحليلات التي كانت تروج لفرضيات وسيناريوهات التصادم والانشقاقات والصراعات داخل المجلس الاعلى بعد مرض زعيمه السيد عبد العزيز وانحسار فرص شفائه من المرض.واكثر من ذلك بات الحديث عن ان تصدي السيد عمار الحكيم لزعامة المجلس الاعلى، جاء على ضوء انتهاج مبدأ التوريث العائلي للزعامة حديثا فارغا لاقيمة له ولايجد انسانا عاقلا وموضوعيا يصغي اليه ويأخذ به.لو كانت زعامة المجلس الاعلى تنتقل عبر مبدأ التوريث العائلي لكان الاولى ان يترأس المجلس الاعلى بعد استشهاد السيد محمد باقر الحكيم احد ابنائه.ان الحكمة ورجاحة العقل والحنكة السياسية ، وهي صفات مطلوبة وضرورية لمن يتصدى للعمل السياسي، يضاف لها صفات اخرى يتمتع بها السيد عمار الحكيم وهي التقوى والتواضع والزهد والبساطة، حيث تأثر بعمه شهيد المحراب وبأبيه، وبكبار العملاء ومراجع الدين الذين اتاحت له الظروف الاقتراب منهم والتعامل معهم، وهذا ما اضفى حالة تكاملية على شخصيته، وهذا ما يمكن ان يجعل منه شخصية سياسية محورية ومؤثرة في مستقبل العراق السياسي.ولاشك ان الحكيم عمار يمثل نموذجا فريدا ومتميزا للقيادات الشابة في عالم اليوم.
https://telegram.me/buratha