إدريس الحساني / البصرة
مرّت إنتخابات مجالس المحافظات وبينت المرجعية الدينية العيا المتمثلة في الإمام السيستاني (دام ظله ) موقفها من القوائم المتنافسة في تلك الإنتخابات والتي مضمونها وملخصها أنها تقف على مسافة واحدة من الجميع . ولقلة الوعي لدى المجتمع وضعف التحليل لمثل هكذا نصوص تمّ إدخال الشبهات من قبل الجهات المغرضة والمعادية لخط الإسلام الأصيل وتحريف هذه المقولة لجعلها شعاراً تتشرف به تلك الجهات لأنه بحسب تصورها يجعلها في مصاف القوى الإسلامية ذات الثقل السياسي والديني في الساحة العراقية وهي لا تحتاج أكثر من رسم صورة تمويهية للمواطنين لتحتل هذه المكانة . والحقيقة يمكننا القول إن إمتلاك العقل الذي يثاب الإنسان ويعاقب بسببه يحكم بالتدبر وفهم الأمور من دون عجالة أو قراءة سريعة . ويمكن أن نستشف ونستنتج من قول المرجعية هذا ومن خلال تكملة النص الذي يقول باختيار الأكفأ ممن يحافظون على الثوابت الدينية والوطنية وغير ذلك ، أن الشعب العراقي يجب أن يعي حقيقة محتواها إن المرجعية الدينية العليا ومن خلال مؤتمرات تيار شهيد المحراب الثقافية والدينية والسياسية نجدها دوماً تثني على هذه الفعاليات وتعبر عنها بأنها ركيزة أساسية في بناء الدولة والحفاظ على القيم الإسلامية ، ونجدها أيضاً تعبر عن قادة هذا التيار وفي مناسبات شتى بالمخلصين ويبدو ذلك جلياً في بيانات التعزية للمراجع العظام في شهادة شهيد المحراب (قدس سره) وهو رئيس المجلس الأعلى آنذاك والتعبير عنه بالرجل المضحي والمخلص والمحافظ على الثوابت الدينية والوطنية ، ونجد ذلك أيضا في بيانات التعزية للمراجع العظام بحق سماحة السيد عبد العزيز الحكيم (طاب ثراه) ووصفه بأوصاف قل نظيرها ولربما لا نبالغ إذا ما قلنا بأنها فريدة لمثل هذا المقام وهو رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ونجد ذلك في وصفهم لمؤسسة شهيد المحراب وقول المرجع الأعلى لهم قولكم قولي وفعلكم فعلي .. وهو ينثي على القائمين والمشرفين على هذه المؤسسة وفي أكثر من مؤتمر لمؤسسة شهيد المحراب في النجف الأشرف نجد كلمات المراجع العظام تصدح بالشكر والثناء على القائمين والراعين لهذه القضايا وسماحة السيد عمار الحكيم مسؤول المؤسسة هو رئيس المجلس ألأعلى حالياً وفي أكثر من قضية أفكر في إصدار كراس بخصوصها لتوعية المجتمع نجد المرجعية الدينية تقف موقفاً مدافعاً وآخر شاكراً لما تبديه هذه الشخصيات . ومن جهة أخرى لا نجد هذا الأمر في أي كيان أو حزب أو تنظيم على الإطلاق وأتحدث من منطلق القوة وكمتتبع لهذه القضايا منذ فترة طويلة بل أجد العكس تماماً من استياء المرجعية وتذمرها من بعض التصرفات والمواقف من بعض القوى المتواجدة على الساحة ناهيك عن عزوف تلك القوى عن خط المرجعية بالعكس تماماً من انضواء هذا التيار المبارك تحت لواء المرجعية فما يريده مقام المرجعية العليا اليوم تجده غداً صوتاً صداحاً في البرلمان عبر رجالات تيار شهيد المحراب ولا يخفى على أحد هذا الموقف . واذاً فالشعب العراقي يجب أن يشخص الأكفاء والمدافعين عن حقوقه والمحافظين على الثوابت الدينية والوطنية بهذه المقاسات والموازين لكي يصلوا الى حقيقة مؤداها أن المرجعية الدينية العليا يجب أن تقول قولها هذا وعلى الشعب تشخيص المصداق لما تقوله .
وأخيراً أكرر ما قاله سماحة المجاهد السيد عمار الحكيم آنذاك المرجعية تقف مسافة واحدة من الجميع ولكن هل الجميع يقف مسافة واحدة من المرجعية . ولربما إذا إستطعنا الجواب على هذا السؤال فسوف يتبين لنا من هم أبناء المرجعية والمدافعين عن الإسلام وقيمه ممن هم في منأى عن المرجعية الدينية العليا لنختار حكامنا وممن يديرون أمرنا في الإنتخابات البرلمانية المقبلة بصورة صحيحة نتحمل فيها المسؤولية الشرعية والوطنية وبعيداً عن المزايدات وحملات التشويه والتسقيط والتي راح ضحيتها الإمام علي (ع) في وقتها حينما وصل نبأ إستشهاده وقيل أنه استشهد في المحراب ذهب شرذمة من الناس يقولون أويصلي علي حتى قتل في المحراب ؟ اعتقد أننا وسط هذا التضليل ويجب أن نعي المرحلة بكل أبعادها السياسية والدينية .
https://telegram.me/buratha