المقالات

رقية بنت الإمام الحسين عليه السلام الضحية في سلسلة جرائم حكام بني أمية الحلقة السادسة من ملاحم الطف

990 08:14:00 2009-12-23

محمود الربيعي

لقد كان في الطف أصداء وأصداء، ولكل من كان في الطف مع الحسين عليه السلام صدى خاص يقرن بالحسين عليه السلام، ومن تلك الأصداء صدى صوت الطفلة الرقيقة رقية بنت الإمام الحسين عليه السلام ، هذه الطفلة التي لم تتجاوز الخمس سنوات قضتها في حضن أبيها الإمام وهي تعيش محن أهل البيت محنة فمحنة، وتنتقل من حزن إلى حزن لينتهي بها المطاف إلى أكثر الأحزان الماً ولوعة يوم الطف.. يوم أستشهد ألإمام الحسين عليه السلام وبقية أهل بيت النبوة، وفي ملحمة حزينة سبيت فيها النساء وبقية الله في الأرض من الأئمة الطاهرين عليهم السلام ممن كان مريضا او صغيرا في السن كما هو الحال بالنسبة للإمامين علي بن الحسين زين العابدين ومحمد بن علي الباقر عليهما السلام.

لقد شهدت الردة في عصر بني أمية أحداثا تركت بصماتها على التاريخ بوجهيه الصادق الأمين الذي سجلته أيدي المؤمنين، والكاذب منه الذي سُطِّرَ بشكل لم يسبق له مثيل على أيدي وأقلام كتبة الفراعنة والطغاة الذين باعوا ضمائرهم وأعاروا أقلامهم للسلطان، فكان ماكان من تشبيه الإمام الحسين عليه السلام وهو الإمام المفترض الطاعة أنه خرج على إمام زمانه وخليفة المسلمين يزيد بن معاوية ذلك الفاجر الفاسق فزعموا بأن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام ألقى بيده إلى التهلكة عندما خرج على يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، في الوقت الذي ترضوا فيه على يزيد شارب الخمر وملاعب القرود الذي أراد أن يطفئ شعلة الإسلام بنيران الجاهلية.

هذا اليزيد العنيد، والزمرة الجاهلة المريضة بجنون الغرور والغطرسة ممن كانت معه أبت إلاّ أن تقهر نفس الطفلة رقية بنت الإمام الحسين عليها السلام في اللحظة التي سئلت عن أبيها وطلبت رؤيته، فأمر الطاغية الملعون على لسان رسول الله بالكشف عن رأس أبيها المقطوع لتقع صريعة الصدمة التي زلزلت أركان روحها الطاهرة والتي عندها لم تتحمل ذلك الموقف الشديد فأراد الله سبحانه وتعالى أن يرفع روحها المعذبة ليلحقها على عجل بأبيها العظيم وبه في جنات النعيم وملك لايبلى ولسوف يعطيك ربك فترضى وهي راضية مطمئنة بقضاء الله وقدره.

كيف لأمة تفعل فعل يزيد أن ترتاح وتنام قبل أن تمزق هذا التاريخ السود الملعون المخضب بدماء العترة الطاهرة والذي رسم بأيدي أهل الجريمة من الذين لايستحقون في هذه الدنيا إلاّ اللعنة والعقاب بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.

لم يكن الطف صرخة نسوية فقط من زينب وسكينة وليلى وأم البنين وأم سلمة، بل كان صرخة الطفولة بإسم عبد الله الرضيع إبن الإمام الحسين عليه السلام الذي قتل وهو ملفوف بقماطه، ورقية إبنة خمس سنين والتي قتلت حسرة على والدها وحبيبها الإمام الحسين عليه السلام.

فياأحرار العالم تيقضوا وأنتبهوا الى التاريخ وأقرؤوه جيدا كي لاتترضوا على مجرم، ولاتشاركوا ظالم، ولتكونوا أحرارا مع الإمام الحسين الذي لم يخرج أشِراً ولابَطِراً ولكن خرج لطلب الإصلاح في أمة جده آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ليقيم العدل ويدعو الى السلم، والذي لم يعطي بيده إعطاء الذليل ولم يُقِّر لهم إقرار العبيد، ولكي يؤسس للحق الذي لامناصَّ سيظهر يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج.

إن ظاهرة الطف تستلزم أن يتخذ الإنسان لنفسه موقفاً عقائدياً واضحاً من المجرمين، وليكن منهجنا سليماً في الإصطفاف مع الصالحين، ويجب على كل النفوس الأبية أن تلتحق بأحرار العالم في كل مكان ولينصرن الله من ينصره بالغيب، ولينصرن الله المظلومين والمستضعفين في كل بقاع الأرض.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك