منى البغدادي
ان قراءة متأنية لمناهج وبرامج الائتلاف الوطني العراقي تمنحنا رؤية متبصرة على اهمية ان يكون هذا الائتلاف فاعلاً في المرحلة القادمة للعراق ومستقبل العراق للخصائص التي يتمتع بها من جهة وعدم توفرها في الكيانات الاخرى من جهة ثانية ومرونته وديناميكيته من جهة ثالثة ويمكن الاشارة العابرة الى اهم هذه الخصائص.- سعة الافق والنظرة الاستيعابية والاستقطابية للائتلاف الوطني العراقي تجعله قادراً على الانفتاح مع بقية الاطراف دون الانعزال او الانغلاق وفق النظرة الحزبية الضيقة او الرؤية الطائفية المتحجرة، واهلية الائتلاف الوطني العراقي وتأثيره في الواقع العراقي المحلي والاقليمي والدولي تجعله موضع وفاق لدى الجميع بخلاف غيره ممن لا يمتلك الافق الاستيعابي والانفتاحي على كل الاطراف لاسباب كثيرة لا يمكن استقصاؤها او الاشارة اليها بوضوح لكنها بشكل اجمالي تتلخص بان كل كيان بحسب ما يحمله من افق تأثيري وتغييري على علاقته مع الاخرين وتجربته السابقة واللاحقة في التصعيد والتأزيم مع الاطراف الفاعلة في المعادلة الجديدة في العراق.- الوسطية السياسية والرؤية التوازنية التي يتصف بها الائتلاف الوطني العراق وقدرته على الوقوف في الموقف المناسب في مواضع الازمات وهو الموقف المؤثر والمغير وليس الموقف المتفرج او الوقوف على التل بحجة انه الاسلم يمنح الائتلاف الوطني مصداقية امام الاخرين وهذه المصداقية والثقة تضفي اليه الاحترام والاهتمام من قبل الاخرين من بقية القوى السياسية.- كل المؤشرات والايحاءات في الخطاب والاداء والممارسة لقوى الائتلاف الوطني العراقي تعكس اهميته للمرحلة القادمة لان العراق لا يتحمل او يحتمل التفرد بالحكم والقرار ومحاولة تهميش او اقصاء الاخرين باعتبار ان العراق لا يدار الا بكل مكوناته واطيافه ومن يعتقد بانه قادر على ادارة دفة الحكم في البلاد بمفرده دون حاجته للاخرين فهو استنساخ بائس للنموذج السابق الذي تحملنا كل اخطائه وحماقاته.- لم يتأطر الائتلاف الوطني بشخصنة او رمزية مفرطة يجعل اسقاطها اسقاطاً للائتلاف كله كما يحافظ الائتلاف على مرونة التحرك مع الجميع دون تعقيدات او ازمة ثقة ولا يختزل الائتلاف كل قياداته تحت مسمى واحد يكرس الاستبداد والفردية والاستحواذية ، بل يسمح بتحرك كل قياداته وشخصياته وكياناته المؤتلفة في فضاء الحوار والتفاهم والانسجام.
https://telegram.me/buratha