الحاج هلال فخرالدين
عندما تسلط معاوية على الامة بحد السيف الذي يدعونه عام (الجماعة) هو عام (الطغيان) وعام (الرجوع الى الجاهلية الجهلاء) عام (الانتقام ) فكانت خطبته المشهورة في الكوفة بداية مرحلة جديدة من الفرعونية في تاريخ الامة وهذا ما اعلنه على رؤوس الاشهاد مخاطبا لهم (لم اقاتلكم لتصلوا او تصموا بل لاتأمر عليكم ) ..واول ماقام به هو سن (دستور الارهاب) وان كان ظاهره محاربة الامام علي الا ان مغزاه وباطنه هو الحرب على النبي ورسالته يقول المطرف مخاطبا ابيه المغيرة بن شعبة والى معاوية على الكوفة : ما لي أراك مغتما منذ الليلة فقال يا بني جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم!. قلت: وما ذاك؟ قال: قلت له «لمعاوية» وقد خلوت به إنك قد بلغت سنا يا أمير المؤمنين (؟!) فلو أظهرت عدلا وبسطت خيرا فإنك قد كبرت ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم فقال: هيهات هيهات أي ذكر أرجو بقاءه وإن إبن أبي كبشة -يعنى به النبي المصطفى (ص)كما كان ينعته به طغام قريش -ليصاح به كل يوم خمس مرات أشهد أن محمدا رسول الله فأي عمل يبقى وأي ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك لا والله إلا دفنا دفنا "..
واصبح هذا الدستور(منفستو الارهاب) كما يقول المفكر جمال البنا سنة ثابتة في الامة تتداوله السلطات المتعاقبة وفقا للظروف وطبيعة الحاكم شدة وضعفا وبتاصيل وتايد ومناصرة من شياطين المعممين بفتاوى من مرجعية شيوخ مدرسة السقيفة بطمس النصوص وتحريف الحقائق وعلى مر العصور وتعاقب الطغاة فاول عمل قام به معاوية حال بسط نفوذه على الكوفة فقد اصدرالاوامر بتتبع الصالحين وصلبهم على جذوع النخل ومنع عطائهم وزج كل مشتبه به في طوامير السجون بحجة حب الامام علي (قد برئة الذمة من كل من يوالي ابوتراب اي الامام علي ..)الخطبة البتراء وسياسة الرعب والارهاب والقمع من الامور الواضحة التي لالبس فيها ان الحكم الاموي قام على الظلم والجور بمالايتصور ومن عدم التورع بارتكاب ابشع المجازر دموية واشدها قسوة حتى مع الاطفال والنساء ولم يتورع عن اي شيء ولم يردعه اي مبداء او اي مقدس ولم يسلم من جرائمه حتى البيت الحرام من تهديمه وحرقه والحق ان سنة 53 هجرية تعد معلما بارزا في هذا الصدد إذ اصبح زياد بن ابيه واليا على الكوفة فأخذ اهلها بما أخذ به أهل البصرة من الغلظة والتنكيل وقطع الايدي لثلاثين رجلا من الصالحين والعباد واوقع بالصحابي الجليل (حجربن عدي الكندي) واستخدم اقسى وسائل التقتيل والابادة وكانت السلطة الاموية تشتري ذمم المعممين لوضع الاحاديث المكذوبة لدم سلطانها والوقيعة بمناهضيها من الاحرار والصلحاء من تتبعهم ومن دس العيون والجواسيس والتضيق عليهم لتنفر الناس عن هؤلاء الذين صمدوا امام جبروتها ومجابهة فراعنتها مطالبينهم بتطبيق الشريعة الاسلامية في الحكم الخطبة البتراء منهاج عمل ان منهج الرعب والعنف الذي سارت عليه السلطة الاموية تبينه هذه الوثيقة الشنيعة الدامغة المشرعنة للرعب والارهاب كما يحدد بنودها ابن ابيه فى خطبته (البتراء) اي التى لم يبتداء بها بذكر الله ففى خطبة زياد بن ابيه في المسجد التهديد بالعنف واخذ البريء بما يرتكبه المسيء قائلا :إنه سيأخذ البريء بالمذنب والمطيع بالعاصي والمقبل بالمدبر ,,الخ ومما جاء في خطبة زياد المدعوة (البتراء) لانه لم يحمد الله فيها ولم يصلي على النبي (ص):(..اني رأيت آخر هذا الامر لايصلح إلا بما صلح به أوله لين من غير ضعف وشدة من غير عنف وإني أقسم بالله لاخذن الولي بالمولى والمقيم باظاعن والمقبل بالمدبر والمطيع بالعاصي والصحيح منكم بالسقيم حتى يحذر الرجال منكم اخاه فيقول: انج سعيدا فقد هلك سعد او تستقيم لي -اطاعتي والتسلي لعبوديتى ..وايم الله أن لي فيكم لصرعى كثيرة فليحذر كل منكم أن يكون من صرعاي ...فقام اليه ابو بلال مرداس بن أدية وهو يمس ويقول :أنبأنا الله بغير ماقلت فقال :(وإبراهيم الذي وفى ألاتزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للانسان إلا ما سعى)النجم:38 وانت تزعم أنك تاخذ البريء بالسقيم والمطيع بالعاصي فسمعه زياد فقال:إنا لانبالغ ما نريد فيك وفي اصحابك حتى نخوض إليكم الباطل خوضا ) انظر البيان والتبين للجاحظ ج2 ص62-65 وتاريخ الطبري ج5ص217-221 والكامل للمبرد واصبح هذا هو المنهج والدستور الذي تسير عليه الدولة الاموية وتتعامل به اجهزتها المختلفة مع الناس فحين تولى عبيد الله بن زياد امارة العراق خلفا لابيه سنة 55 استعمل الشدة المتناهية والقسوة والبطش واعمل السيف في الرقاب من دون رحمة او لين وطارد الصلحاء والمعارضة تحت كل حجر ومدر وفتح ابواب الاسجون على مصراعيها وعذب وقتل وصلب ومثل وقطع الرؤوس ولم تنج منه حتى النساء الاتي كان يمتهن كرامتهن بشكل تتقزز له الابدان هولا وفظاعة ..واستمر هذا المنهج باشد فضاعة واكثر اجراما في زمن الحجاج الثقفى الذي قتل القراء وطارد الصلحاء وذبح وسجن ومنع عطاء الناس وحاربهم في ارزاقهم وشن العدوان على الشعوب لاستصفاء الاموال واستحصال الاماء وجعل الامة كلها عبيد لفراعنة بني امية وبقى هذا دستورا لكل من اتى بعده من الولاة على تثبيت سياسة شرعنة الارهاب والعنف والبطش ...
https://telegram.me/buratha