عبد الرزاق الكاظمي
تعرضت بغداد مؤخرا الى يوم دام آخر سمي بالثلاثاء وقبله كان الاحد والاربعاء ولربما الى ما تبقى من آيام الاسبوع لاحقا حسب التوقعات الصادرة من المشاركين بالعملية السياسية وبالذات منهم في الاجهزة الامنية ووسائل الاعلام المختلفة (لاأرانا الله وبغدادنا بالذات شــر هذه التوقعات والقوادم فيها وشر من يضمر لها من الاشرار ومن يوفر لهم الزاد والمؤى وكل من يحرضهم ويحفزهم ويحدد لهم منطلقهم او منطلقاتهم وان يقلبها عليهم وبالا أينما كانوا حتى وهم في جحورهم التي يعتقدون أنها ستعصمهم من غضب بغداد يوما ما وأن حالت المصالحة دونه اليوم فأين هم من يوم غد بل واين هم من غضب الجبار) وقبل ان نقول ما عندنا لابد وان نذكر ولو على سبيل الدغدغة بالمشاعر ان بغداد والعراق كله وجميع ما فيه من طوائف وأقوام ومنذ سقوط الطاغية ولحد ما بعد هذا الثلاثاء ايامهم كلها دامية وكلها دمار وخراب مع فارق النسب او الارقام بمعنى انها ترتفع يوما وتنخفض يوما آخر ولكنها هي هي وهي امتداد لما سبق اي انها زمن الطاغية كذلك رغم انها كانت محصورة بالمعتقلات او الحروب او انها ليست في العلن كما يحصل الان . وهي لم تتوقف يوما والقاتل هو هو ايضا .رغم المسميات العديدة التي يتخفى بها الان والتي لا تشير لسواه مطلقا .والان نعود الى الثلاثاء وما أعقبه من ردود افعال ومثلما ما سبق تسابق القوم على أبرازها بطرقهم الخاصة وكلا حسب هواه وموقعه وأحلامه وخلفيته فالشامت منهم شمت وعبر ما عنده من فضائيات والحزين ازداد حزنه وتحول الى ثورة عارمة وعبر الفضائيات ايضا . المهم ان الجميع قالوا ما عندهم وهي تتراوح ما بين تبريرات واتهامات وحتى شعارات ووطنيات قد لاتخلوا من مبالغة او تكرار في مجموعها مساحة لا بأس بها من الموضوعية ويمكن الاستفادة منها كعلاج او في تشخيص ما يحيط بنا من علل او بؤر ينطلق منها القتلة او من يدعمهم وقد نحكم من خلالها او نشير عاى من هو مصر على الحاق الاذى بالعراق وفق جداوله ودوافعه وفي نفس الوقت نستطيع ان نحدد من هو على الجانب المقابل الذى يحمي البلد ويحرص على ان لايصيبه أي مكروه او تتعطل الحياة فيه كما يحلم القتلة ونحن نعرف الطرفين من خلال الحب والبغض الذي يكناه للعراق والمترجم على الارض فعليا . ومن خلال ذواتهم ايضا وحسب وسائلهم التعبيرية ؟ ونحن لايهمنا من هذا العرض سوى ما يخدمنا بالعلاج او الحلول المطروحة التي يراد بها عدم تكرار ما حصل من خلال تضييق الخناق على القتلة وكل من يؤيهم ويوفر لهم مستلزمات القتل وما أشبه . وقبل ذلك لابد وان نشير الى ان الاروقة السياسية وبكافة مفاصلها لازالت تزدحم وبلحاظ حرارة الحدث او هول الكارثة وهي منشغلة بدراسة كل ما على الطاولة من خيارات وكل ما من شأنه ان يساعد على كيفية التصدي للارهاب برمته . وكما يبدوا انهم وقياسا لما مضى جادون هذه المرة بالبحث والعمل وطرق كل الابواب التي قد تساعدهم في مهمتهم والتي لاتخلوا من منغصات وصراعات نتيجة اختلافهم بالمصالح أو الرؤى وهم على اعتاب مناسبة مفصلية تخص مستقبل العملية السياسية برمتها . ونحن ندرك كيف تتحرك الادوات وبأي أتجاه وكيف يكون الحسم وقد تسرب من صورها الكثير منذ هذا الثلاثاء وقد رأينا ومن على المنابر الاعلامية كيف تتصارع هذه الارادات والاجندات والادوات وحتى الذيول ومن داخل العملية السياسية بالتبني او الانتساب . وما يهمنا هو النتيجة التي نأمل ان تلغي ما تراكم من احباطات ويأس نكره ان يكون مزمنا رغم اننا لانشك بأن النصر سيكون حليف الشعب العراقي لامحاله ومعه كل القوى المخلصة التي تحملت وزر ما مضى ولربما الى ما سيكون ايضا وما دام القوم بالمعترك لابأس ان نشارك ولو من باب التذكير او الموعظة وهي اضافة قد لايضر من التمعن فيها وهي مواقف او وقفات يشار لهاعند الضرورة لدقة ما فيها من أثر .
فألاول من التاريخ وبالذات من عبيد الله بن زياد (لعن) الذي قبض على الثائر (هاني بن عروة )المذحجي وهو يعلم انه شيخ عشيرته (مذحج) وهي عشيرة كبيرة في الكوفة وقد تقاتله اذا اراد قتل شيخها ومع ذلك فقد قتله ورمى برأسه من القصر ومعه الكثير من الدنانير وبالفعل جائت العشيرة لكي تثأر لشيخهاالا انها وحالما رأت الدنانير تركت الرأس وأنشغلت بالدنانير ؟اما الموقف الثاني فهو من فلسطين . فقد حاولت اسرائيل قتل احد قادة حماس (عبد العزيز الرنتيسي )ولكنها فشلت وكان رد حماس المباشر في وقتها هو عملية استشهادية نوعية داخل العمق الاسرائيلي المهم هنا ان الغرب وامريكالم يشجبوا هذه العملية مثلما أعتادوا عليه رغم ما نجم عنها من خسائر والسبب ان حماس عرفت كيف توضف الاعتداء الاسرائيلي وكيف توقف الانحياز الاوربي الامريكي المزمن لأسرائيل وحتى اسرائيل نفسها لم تحرك ساكنا كما تفعل عادة . وذات الشئ تكرر عندما حاولت قتل (خالد مشعل) في الاردن وقد قبض على الجناة وتمكن الملك من مقايضتهم بحياة مشعل الذي اصيب او تسمم عندما رفض تسليمهم ما لم يعطوه الدواء المضاد للسم كثمن مقابل ثمن وهذا ما حصل . اماالموقف الاخير فهو الاسلوب الذي تتبعه اسرائيل في كيفية الرد او الانتقام من الهجمات الفلسطينية وهو انها ترد وبقسوة بالغة وفي كل مكان على اي هجمة او عملية ومهما كان حجمها واحيانا تشن حربا استباقية وتفرض بعدها الشروط الملائمة لها والتفاصيل يعرفها كل العرب ؟ونحن هنا لسنا بصدد التقييم اي نؤيد او لانؤيد لاننا في موضوع آخر والمهم لنا هو كيفية الاستفادة من هذه التجارب في مواجهة الارهاب وهي لها صدى وتأثير ونحن لايضيرنا اذا اخذنا منها ما يصلح لنا . ومع ذلك وكخلاصة مما ذكرنا وما دمنا في مشروعية الرد او القصاص واهمية ما يشكله في حالة اعتماده كخيار وحيد ينبغي ان نستخلص منها
1ـ عنصر الزمن او التوقيت 2ـ اهمية المال 3 ـ الصرامة او الشدة 4 ـ الاداء او الادارة . اما ما مضى لايدل على ان السياسة المتبعة لأحتواء الارهاب هجومية الطابع او حتى استباقية وانما محكومة برد الفعل وهذا يعني انها دفاعية لذلك فشلت لانها ليست لهذا النوع من الحروب فالمطلوب وعندنا قاعدة معروفة تقول بالهجوم كأفضل وسيلة للدفاع عن النفس ) ان تكون الخطط بعيدة المدى وذات طابع هجومي متحرك خاصة اذا ما علمنا ان الارهاب ينطلق من أوكار وحواضن معروفة وليس بالضرورة ان تهاجم او تحاصر بالدبابات او المدرعات وأنما بسبل أخرى وهي معروفة ومتوفرة الجيد فيها انها تتحكم بحركته وتقتنصه وقت الضرورة وبدون ضجيج حتى . فالحرب خدع وتضليل وبذل والعدو قد يلوح وقد لايلوح اي انه يتخفى اكثر مما يظهر وأساليبه كذلك . لذلك يجب ان لانسمح له بتمويه الاجهزة الامنية او كشفها كعدة وعدد وخطط وبرامج وما اشبه ومن الضرورة هنا ان تتغير كل اماكن السيطرات والاجهزة الثابتة مع عناصرها وجعلها متحركة بحيث لا يتمكن العدو من رصدها او يضع خططه بناءا على ثباتها هنا او هناك ولا ننسى انه يمتلك قابلية التسلل والاختراق وحتى الـــــشراء.
اى ان أغراءاته كثيرة ومتنوعة والفساد المستشري يساعده كثيرا على تحقيق مآربه ؟ اما على الصعيد الخارجي فالارهاب ينطلق من بلدين مجاورين لنا هما سوريا والسعودية . والعراق كبلد غني وبكافة المعايير يستطيع التضييق عليهما وحتى الاستغناء عنهما تماما ويتجه الى سواهما وليس بالضرورة الى من يجاوره مباشرة وما دام يستطيع ذلك وهما من يحتاجانه فمن المنطق ان يكون حازما معهما وان تكون سياسته حدية وجدية وبلاعواطف ومجاملات وانما ند للند واذا لم نتمكن على ذلك (فالباب التي تأتيك منها الريح سدها وأستريح )فما بالك بالمفخخات والقتلة والفتاوي الضالة . والعين بالعين ونحن اذا افترضنا بأننا نستطيع قطع كل اشكال روابطنا معهم فهل نتضرر أكثر مما نحن عليه الان وهم من يضطروننا الى ذلك اي انهم وبتعبير صريح انهم من اعلن علينا الحرب وينبغي ان نرد عليهم والامر بقوابله كما يقول المثل او ان لم يكن وفاق ففـــــــــــــــراق و هو الافضل ونحن لسنا بصدد ان نفتح هذا الجرح لانه مرير بمعنى الكلمة او نحارب وهم يدركون معاناتنا وكم دفعنا من ويلاتها وبأموالهم وشعاراتهم ولكنهم لازالوا مصرين على جرنا لها وحسب ما عندهم من جداول واجندات وتوقيتات يعتقدون ان العراق لاقبل له عليها الان . ولكنه يستطيع الرد وبوسائل اخرى غير الدبابة والمدفع (رغم اهميتهما في التوازنات ) وانما بالقدرة على استعادة عافيته وقدرته من جديد وهو مبعث قلقهما ايضا ؟ أما النقاط الاربع التي تبلورت مما ذكرنا من مواقف سابقا فالعراق قادر على ترجمتها على ارض الواقع وهي سهلة عليه بلحاظ ما عنده من قدرات ولكن بشرط ان يكون قادة العملبة السياسية الراهنة على مستوى من الوعي والحنكة والدراية والتضحية مما يمكنهم من التغلب على كل النوازع والاطر الضيقة فوحدتهم مطلوبة وقدر تعلق الامر بمستقبل العراق ويجب ان يكون حبهم وولائهم له وحده وليس لسواه ؟ ولاننسى ان اغلب دول الجوار تراهن وعلى ما لديها من ذيول تأخذ الاوامر منها وهم مشاركين في العملية السياسية من عرقلة هذه العملية والتاثير عليها وحتى افشالها وحتى ضرب القرارالعراقي وجعله اسيرا لهم وحتى توجيهه بألاتجاه الذي يخدمهم
ولكن وكما قلنا اذا اتفقت القوى الاساسية والفاعلة ووحدت كلمتها وخطابها وتجردت من الذاتيات سوف تنتهي الذيول وبنهايتها ستدرك دول الجوار انها سوف تخسر بلدا وشعبا قد يكون الافضل قريبا وقد يعود اليه ما كان قد فقده ايام النظام السايق وهو يستطيع الاستغناء عنهم ويتجه الى ما هو اوسع واغنى منهم وبكثير اما هم فلا يستطيعون . لذلك ستكون خطواتهم المستقبلية محسوبة وبالقدر الذي يقربهم للعراق وحتى بصيغة الاعتذار منه عما سلف وبالتوازي مع مسيرته نحو التحرر من كبوته وما رافقها ومن ثم أمتلاكه ومن جديد لعوامل القوة والقدرة على ضبط ومحاسبة من يصر على الحاق الاذى به ؟ وفي الختام لابد من التاكيد مرة اخرى على كيفية الاستفادة مما في النقاط الاربع ونحن نعرف ان الحكومة لديها الكثير من الاسرى والسجناء وجلهم من القتلة والارهابيين وبينهم من رعايا دول الجوار . وجرائمهم موثقة والقضاء العراقي قال كلمته بحقهم وهي تتناسب وجرائمهم ولكنها وياللاسف لم تنفذ بهم لأسباب معروفة وهي من شجع القتلة على الاستمرار وحتى توسيع رقعة اجرامهم ؟ لذلك وما دمنا في الحلول اوالمعالجات يجب ان تنفذ الحكومة هذه الاحكام فورا وبالتزامن مع كل عملية ارهابية وبالتوازي والتوازن مع نوعية الجريمة ومكان الحدث بمعنى ان كان الضحايا او الشهداء (10) يجب اعدام ما يماثل هذا العدد وبنفس مكان الجريمة وسواء كانت ادوات القتل سيارة او عبوة أو حزام ناسف وحتى تخريب يجب التعامل بالمثل واعتبارهم جميعا رهائن وينبغي تطبيق حق القصاص بهم وبذلك نضرب (100) عصفور وبحجر واحد ومن المؤكد ان الحكومة ستربح المعركة والشعب في آن واحد والاهم ان الصمت سيكون سيد الموقف فلا لغو ولا ثرثرة او شوشرة من كل الادعيــاء او ممن اعتدنا عليهم بالفضائيات وسيكون الضغط قاسيا عليهم هذه المرة لذلك سيصابون بالدوار المزمن . وعندما يرى العالم الدمار والقتل وعلى مقربة منه القتلة وهم معلقون كالاضاحي لايقول غير ماقاله الشعب العراقي . اللهم اشهد اني قد بلغت,
https://telegram.me/buratha