عبد الله الجيزاني
ترتكز الوطنية على عدد من الثوابت التي من خلالها يقاس الوطني من غيره،ولعل حب الوطن واحده من اهم تلك الثوابت ،الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه،وايضا من ميزات الوطني ان يكون شجاعا لديه القدرة على استنقاذ حق الاخرين من نفسه،اما ان نتكلم بالوطنية ونرفع شعارها في مكان ونتغاضى عن اغتصاب اجزاء من ارض الوطن في مكان اخر ونكون وطنيين عندما يكون التهديد من طرف ونشحذ سيوفنا ضده وننسى اطراف اخرى ونتغاضى عن تجاوزها هذا يعني قمة الخيانة وبيع للوطن،نتذكر نهاية عام 1979 وبداية عام 1980 عندما وجه البعث الصدامي كل وسائلة ضد الجمهورية الاسلامية وتحت ذريعة احتلالها لاراضي عراقية مثل خضر وهيلة وسيف سعد وغيرها وشحن الشارع العراقي من خلال شعارات الوطن والوطنية وتحرير الااراضي المغتصبة وبعدها شن حربة الظالمة ضد الجمهورية الاسلامية والتي حصدت مئات الالوف من ابناء الشعبين المسلمين وبعد ان انتهت الحرب خرجنا بدون خضره وهيلة وسيف سعد،وظلت مشكلة الحدود بين العراق والجمهورية الاسلامية قائمه ومنح القائد الضرورة جزء من ارض العراق للسعودية والاردن تكريم لموقفهم من قادسيته هذا الموقف الذي يطالب الشعب العراقي بثمنه كمليارات من الدولارات التي دفعت لذبح هذا الشعب، ثم اراد القائد الضرورة ان يغطي على فضيحته بعد حرب الثمان سنوات ليشن وبايحاء دولي ام المعارك ونتائجها معروفة للجميع ومنها فتحت حدود العراق الشمالية امام تركيا لتصفي معارضيها على ارض العراق،وفي هذه الايام عندما دخلت مجموعة من الجنود الايرانيين الى مسافة (100)متر الى داخل الارض العراقية عند البئر الرابع في حقل الفكة النفطي ونفت وزارة الداخلية العراقية ذلك ونفى عدد من جنود الحدود العراقيين ذلك وكذا نفت الجمهورية الاسلامية ذلك اي ان الخبر لم يصل الى اليقين وايضا افادت مصادر الجمهورية الاسلامية بان الارض التي يشار الى احتلالها ايرانية واكيد لديها ماتثبت به ذلك،ونحن ندعي تابعيتها لنا ولدينا مانثبت به ذلك،ازاء هذه المعطيات نرى ان الامر الى الان يحتاج الى تاكيد واتصال مع الطرف الاخر وروية في تشخيص الحال ثم بناء موقف على ضوء ما تنتجه الاتصالات المشتركه،لكن ماذا سمعنا وشاهدنا من ادعياء الوطنية ،القناة الفضائية العراقية ادخلتنا اجواء الحرب من خلال الاخبار العاجله والاستطلاعات في الشارع على سؤال محدد مارايك باحتلال ايران لحقل الفكة النفطي و(ليس البئر الرابع في حقل الفكة النفطي)؟ وطبيعي كل مواطن وطني يستنكر ويرفض الاحتلال لو وقع من قبل اي طرف لذرة من تراب العراق،اما المطلك والنجيفي فهولاء قرعوا طبول الحرب ضد ايران وربما لو كان لديهم صلاحية لجيشوا الجيوش لشن قادسية اليطلك وبنفس الاسلوب الصدامي تناول الكثيرين هذه الحادثة التي نجزم انها مفتعلة ويراد منها حسابات انتخابية،
لنا ان نسأل وطنيوا الشعار لماذا لم تتحدثوا عن هبات صدام من الارض العراقية الى السعودية والاردن ولماذا لم تستفزكم تركيا بتدخلها المستمر في ارض العراق الطاهرة ولماذا تدافعوا عن منظمة خلق الارهابية التي لاتمتلك اي صفة شرعية على ارض العراق وهي منظمة اجنبية ووجودها رغم عن الحكومة العراقية،هل في عرفكم الوطني ان الارض العراقية مقسمة الى اجزاء مقدسة واجزاء رفع عنها التقديس،في الوقت الذي ندين اي تجاوز على ارض العراق من اول شبر في زاخو الى اخر شبر في الفاو ونقطع الرجل التي تطأ ارض العراق بالقوة ننصح البعثيين الصداميين ممن اخترقوا العملية السياسية بان اهل العراق هم من دفع الدماء الطاهرة لاجله وهم من يحدد التجاوز على ارضه وهم من يختار طريقة الرد ولن يسمحوا لكم مرة اخرى ارسال ابنائهم الى محارقكم وتحت شعارات الوطنية الكاذبة ويبقى شراركم في الداخل بلباسهم الزيتوني يعيثوا بالارض ويملئوها فسادا وافسادا وعلاقتنا مع دول الجوار تحدد في ضوء موقفها معهم وانتم ونحن نعرف من وقف معنا ومن وقف ضدنا رغم الدس والكذب الذي اشتركتم به مع المحتل وخلط الاوراق امام المواطن العراقي كي لايكتشف الحقيقة كاملة حقيقة طائفيتكم وركوبكم في زورق مشروع الاحتلال الذي تحاولون تغطيته بشعارات الوطنية التي فارقتكم منذ السقيفة الى اليوم،ودعوه للحكومة العراقية الى التفاهم مع دول الجوار على النقاط الخلافية بيننا كي نسحب كل الاوراق التي يستغلها الاعداء في اثارة المشاكل مع الجيران.
https://telegram.me/buratha