قلم : سامي جواد كاظم
احدى المنافذ التي تعود بالخير والفائدة على المسلمين هي الاموال الموقوفة والتعريف الفقهي لها هو حبس الاصل وتسبيل المنفعة ، أي ان اصل المال الموقوف يبقى ثابت والفوائد الناتجة عنه تكون مجانية كما نشاهد برادات الماء والابنية التي تخصص للمسافرين وغيرها من الاموال الاخرى .والملاحظ ان الامامية هم الاكثر في التبرع بالاموال الموقوفة بسبب كثرة العتبات والمقامات التي تعود لهم مع الندب والحث على تعمير هذه المراقد وخدمة زوارها ، يضاف لها علامتنا البارزة الا وهي انشاء الحسينيات .والحقيقة هنالك بعض الامور التي نقف عندها عند بعض الاموال الموقوفة والتي لم يتم وقفها وفق دراسة متانية وتحتاج الى دراسة دقيقة حيث ان الكثير منها اصبح عرضة للتلف او فائض عن الحاجة .والاشكال الشرعي هو لا يجوز التصرف بها الا بعلم الفقهاء والتي يتحرز كثيرا الفقيه عند البث بامر هذه الاوقاف لما تحمل من اشكالات شرعية قد تشكل ذمة الفقيه .كل العتبات المقدسة تعاني من الفائض من كتب الزيارة والقران بل تعجز ادارة هذه العتبات من توحيد كتب الزيارة لكل عتبة كتاب خاص بها .وياتي من يتبرع بكذا الف نسخة زيارة الى المكان الفلاني ولا يقتنع ان قيل له انها فائضة عن الحاجة ويبدأ تكديس هذه الكتب في اماكن خاصة للحفاظ عليها ، وهذا الامر نلاحظه حتى في الجوامع والحسينيات بل الاهمال واضح لهذا الجانب .بعض الجوامع نجدها من غير ادامة بل حتى البعض منها لم تستوفي المرافق الخدمية السليمة فيها ، والبعض منها تراكمت الاتربة على اثاثها من غير التفات المتبرع بالجامع الى هذه السلبيات وقد يكون المتبرع توفى فتبقى من غير عناية ، هذا ناهيك عن تواجد اكثر من جامع في مساحة صغيرة .ولابد لنا من الاشارة الى تعدد الجهات المسؤولة عن هذه الجوامع فيعضها للاهالي والبعض منها لرجال الدين والاخر للاوقاف واخرها متروكة لاهالي المنطفة يتكفل بها من سكنه قريب منها .واما الاجهزة الكهربائية وتحديدا برادات الماء فاننا نلاحظ الكثير منها كتب عليها وقف وهي مهملة تمتما لا كهرباء يصلها ولا ماء فيها وهي اموال اشبه بالمهدورة ولا احد مسؤول عن هذه الاموال المتواجدة بكثرة في الشوارع والاسواق .لماذا لا تكون هنالك جهة متخصصة لهذه الاموال تحدد مكان الوقف وترفض كل الفائض عن الحاجة او تستبدلها باموال نقدية بعلم الواقف تستطيع من خلالها بناء مشاريع انتاجية ارباحها للفقراء ، او حتى مساكن تاوي الكثير ممن لا سكن لهم .اين الاشكال لو حولنا بعض الجوامع الى عمارات سكنية وتبقى وقف على ان يتم بناء جامع في حي بني حديثا لا جامع فيه من الايرادات التي تاتي من هذه العمارة ، او على اقل تقدير جعله مؤسسة ثقافية او معهد للدراسات افضل مما يبقى اشبه بالمهجور . وان كان الارهابيين استخدموا الجوامع ثكنات عسكرية اجرموا اجرام فيها ابشع من اجرام البعثيين والامريكان في سجونهم ، فلو كان هذا الجامع الوحيد في المنطقة ما تجرأ عليه الارهابيون ، فلكثرتها استسهل الارهابيون التجاوز عليها .لا اريد ان اقول ان اغلب الجوامع التي تم بنائها في العراق عقب الانتفاضة الشعبانية كلها كانت مسجد ضرار بعينه وباموال وهابية صرفة تم بنائها وهي بعينها استغلت ارهابيا للقتل والتعذيب وخزن المتفجرات وتفخيخ السيارات والشواهد كثيرة .فلو كانت هنالك هيئة او مؤسسة تشرف على كل الاوقاف وبكل مذاهبها لامكن ضبطها وادامتها والاستفادة القصوى منها .
https://telegram.me/buratha