سعد الدراجي
دأب النظام الدكتاتوري السابق على محاربة الافكار والمعتقدات التي لا تتوافق منظومتها الفكرية المتخلفة ذات الطابع الدموي الاستبدادي شأنه شأن اي نظام فاشي لا يؤمن بمن معه أو يعارضه، وقد استطاع ذلك النظام مع شديد الأسف في فرض هيمنته وإشاعة روح الرعب في المجتمع العراقي، واستطاع أيضا شراء ذمم الكثيرين من ضعاف النفوس من الانتهازيين والوصوليين الذين ينعقون مع كل ناعق... وللأسف فان هؤلاء كانوا من جميع شرائح المجتمع وطبقاته، وقد ساعده في ذلك النجاح طول الفترة التي حكم بها العراق، حيث استعمل أبشع أنواع القتل والإرهاب ضد الشعب الشجاع فكانت انجازاته الباهرة هي شن الحروب في الداخل والخارج ودفن الناس في مقابر جماعية وهم أحياء !! إن مسؤولية التصدي للهجمة الشرسة ضد الفكر الإسلامي الحضاري في هذا العصر يجب أن تشمل جميع قطاعات الشعب وان تنهض بها جميع المؤسسات الدولة الحكومية وغير الحكومية إضافة إلى دورنا نحن كأفراد لكي نستطيع أن نعود بالعراق مجددا إلى وضعه الطبيعي والخلاق بين الأمم .. إذا لا بد أن نسارع إلى إصلاح الخلل في بنية مجتمعنا من خلال تفعيل الأنشطة الحيوية التي باستطاعتها أن تحدث تغييرا ايجابيا يخرجنا من هذا المأزق الصعب،
ومن هذا المنطلق فان احد هذه التوجهات إن لم اقل أهمها هو (المسرح ) هذه الأداة البالغة الخطورة والأهمية مستفيدين فيها فكريا وأخلاقيا من الملحمة الحسينية الخالدة ،والتي نعتقد انها الموصل الوحيد للانتقال بالمجتمع العراقي والإسلامي من واقع التخلف الذي يعيشه حاليا إلى واقع مغاير يتوفر فيه الازدهار الحقيقي، ولكي نستطيع أن نحقق هذه الأهداف المشروعة لابد أن نستند إلى مبادئ المدرسة الحسينية، لإقامة مجتمع العدالة الاجتماعية والمساواة الإنسانية... إن الاعداء يعلمون تماما بان الفكر الحسيني هو الامتداد الطبيعي للفكر المحمدي السماوي المقدس حيث يستند هذا الفكر الى القران الكريم.
لذا يجب أن يدعوا الجميع لإقامة المسرح الحسيني الصحيح بعيدا عن الممارسات والانفعالات المتخلفة المضرة بالرسالة الحسينية ،ويجب أن يعلم الجميع أن منظومة الفكر الحسيني منظومة خلاقة ومحصنة من جميع محاولات التحريف والتشويه المتعمد الذي يسعى إليه الاعداء باستمرار، لغرض إفشال فاعلية هذه المدرسة!!، إذا ففي المسرح الحسيني بالذات نستطيع أن نجد ضالتنا ،نستطيع أن نقدم جانبا من الملحمة الحسينية الخالدة ومعانيها ودلالاتها الإنسانية والفكرية التي تساعد المجتمع على مواجهة الأزمات والمحن والعبور الى الضفة الأخرى بكل عزم وثبات عندما يتوفر الإيمان الحقيقي بهذا النهج المبارك..
https://telegram.me/buratha