المقالات

المسرح الحسيني... والانطلاق نحو الكمال

716 12:50:00 2009-12-21

سعد الدراجي

دأب النظام الدكتاتوري السابق على محاربة الافكار والمعتقدات التي لا تتوافق منظومتها الفكرية المتخلفة ذات الطابع الدموي الاستبدادي شأنه شأن اي نظام فاشي لا يؤمن بمن معه أو يعارضه، وقد استطاع ذلك النظام مع شديد الأسف في فرض هيمنته وإشاعة روح الرعب في المجتمع العراقي، واستطاع أيضا شراء ذمم الكثيرين من ضعاف النفوس من الانتهازيين والوصوليين الذين ينعقون مع كل ناعق... وللأسف فان هؤلاء كانوا من جميع شرائح المجتمع وطبقاته، وقد ساعده في ذلك النجاح طول الفترة التي حكم بها العراق، حيث استعمل أبشع أنواع القتل والإرهاب ضد الشعب الشجاع فكانت انجازاته الباهرة هي شن الحروب في الداخل والخارج ودفن الناس في مقابر جماعية وهم أحياء !! إن مسؤولية التصدي للهجمة الشرسة ضد الفكر الإسلامي الحضاري في هذا العصر يجب أن تشمل جميع قطاعات الشعب وان تنهض بها جميع المؤسسات الدولة الحكومية وغير الحكومية إضافة إلى دورنا نحن كأفراد لكي نستطيع أن نعود بالعراق مجددا إلى وضعه الطبيعي والخلاق بين الأمم .. إذا لا بد أن نسارع إلى إصلاح الخلل في بنية مجتمعنا من خلال تفعيل الأنشطة الحيوية التي باستطاعتها أن تحدث تغييرا ايجابيا يخرجنا من هذا المأزق الصعب،

ومن هذا المنطلق فان احد هذه التوجهات إن لم اقل أهمها هو (المسرح ) هذه الأداة البالغة الخطورة والأهمية مستفيدين فيها فكريا وأخلاقيا من الملحمة الحسينية الخالدة ،والتي نعتقد انها الموصل الوحيد للانتقال بالمجتمع العراقي والإسلامي من واقع التخلف الذي يعيشه حاليا إلى واقع مغاير يتوفر فيه الازدهار الحقيقي، ولكي نستطيع أن نحقق هذه الأهداف المشروعة لابد أن نستند إلى مبادئ المدرسة الحسينية، لإقامة مجتمع العدالة الاجتماعية والمساواة الإنسانية... إن الاعداء يعلمون تماما بان الفكر الحسيني هو الامتداد الطبيعي للفكر المحمدي السماوي المقدس حيث يستند هذا الفكر الى القران الكريم.

لذا يجب أن يدعوا الجميع لإقامة المسرح الحسيني الصحيح بعيدا عن الممارسات والانفعالات المتخلفة المضرة بالرسالة الحسينية ،ويجب أن يعلم الجميع أن منظومة الفكر الحسيني منظومة خلاقة ومحصنة من جميع محاولات التحريف والتشويه المتعمد الذي يسعى إليه الاعداء باستمرار، لغرض إفشال فاعلية هذه المدرسة!!، إذا ففي المسرح الحسيني بالذات نستطيع أن نجد ضالتنا ،نستطيع أن نقدم جانبا من الملحمة الحسينية الخالدة ومعانيها ودلالاتها الإنسانية والفكرية التي تساعد المجتمع على مواجهة الأزمات والمحن والعبور الى الضفة الأخرى بكل عزم وثبات عندما يتوفر الإيمان الحقيقي بهذا النهج المبارك..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك