قلم : سامي جواد كاظم
تسارعت الاحداث في الكوفة بعدما دخلها مسلم بن عقيل عليه السلام واستبدال واليها النعمان بن بشير بابن مرجانة حيث ارسل له يزيد اللعين رسالة يحثه فيها على قتل الحسين عليه السلام وابن عمه والا فانه ينفيه من نسبه حيث المعلوم ان معاوية الحقه به لما طلب منه الانضمام اليه فكان ما اراد لانه ابن زنا وعلى ذكر اولاد الزنا فهنالك اسلوب توارثه الطغاة فلاعجب عندما تسمع او تقرأ ان رجال المارينز الامريكي او الحمايات الخاصة لطواغيت الارض هم من اللقطاء ولا اصل لهم ومن هذه الشريحة كان طاغية العراق يعتمدهم في تصفية معارضيه وحمايته في نفس الوقت لان هذه الشريحة هي المطلوبة والتي دلهم عليها النبي محمد (ص) عندما وصف كل من يبغض علي عليه السلام هو منافق وابن زنا وهاهم الطبقة المفضلة لطواغيت الارض وما الحاق معاوية لزياد بن ابيه بابيه حيث انه مجهول النسب فاصبح زياد بن ابي سفيان مقابل ان يكون ضمن جيش معاوية ومن حماته .الجيش النظامي والجيش الشعبي هذان المصطلحان ليسا بغريبين على العراقيين فاعلموا انهما كانا حاضرين في الكوفة عند مقدم ابن مرجانة حيث ان الامويين كانوا يعتمدون على الاعاجم من بقايا رستم والموالي ممن لا عشيرة لهم في حمايتهم ويغدقون عليهم بالمال والسلطة فيكسبون ولائهم واما الجيش الشعبي هو استنفار المسلمين للحروب التي يخوضوها بحجة الفتوحات وقد كانت الكوفة مركز من مراكز التطوع فاستخدمها ابن مرجانة لحشد الناس ضد الحسين عليه السلام واصدر مرسوما بانه كل من لم يلتحق بجيشه يضرب عنقه وصادف انهم لقوا شامي جاء لكوفي ليستوفي دينه فضرب عنقه ابن مرجانة لعدم التحاقه بجيشه وهو يعلم انه ليس من الكوفة ولكن ليرهب به غيره أي اجرام هذا يسترخص دماء المسلمين ليرهب غيره ، اليس هذا الاسلوب هو بعينه الاسلوب العفلقي ؟.وتعلمون قد لاحت فرصة لمسلم عليه السلام في قتل ابن زياد في بيت شريك ولكنه لم يفعل لانه لا يعرف الغدر والنتيجة ان ابن مرجانة لما علم بالامر قتل شريك وهاني ، والسؤال المهم هنا كيف علم ابن زياد بمكان مسلم (ع) هنا انتباه وحالما اسرد لكم القصة فسيتبادر الى ذهنكم شبيهها .ارسل ابن مرجانة الى رجل من اهل الشام اسمه معقل ومنحه كيس فيه ثلاثة الاف درهم وقال له انطلق وجئني بخبر مسلم فاخذ الكيس وانطلق في الكوفة لا يعلم اين يبحث ولكنه دخل المسجد ـ هنا تاملوا كثيرا في هذه الرواية ـ نظر يمينا وشمالا فوجد رجل يصلي فقال في نفسه ان هذا الرجل يكثر الصلاة فلعله من الشيعة لان الشيعة تكثر الصلاة ـ ان كلمة الشيعة كانت مستخدمة في ذلك الوقت وانهم كانوا كثيري الصلاة عكس غيرهم ـ ولنتابع يقول فدنوت منه وقلت له انا من الشام وقد انعم الله علي حب اهل البيت عليهم السلام ومعي هذا المال اريد ان اوصله لرجل منهم ، وقد بلغني انه وصل رجل داعية للحسين بن علي عليهما السلام فهل تدلني عليه ؟فقال له الشيعي وكيف قصدتني في المسجد دون غيري ؟ قال : لان على وجهك سيما الخير، فسرعان ما اطمأن له الرجل الشيعي وقال له انا احد اخوانك واسمي مسلم بن عوسجة وقد سررت بك ،فاعطني ذمة الله انك تكتم هذا عن جميع الناس فاعطاه الوعد وعاهده على ذلك .واعده مسلم في موعد محدد وجاءه الرجل واخذه ابن عوسجة الى مسلم وعرفه به واعطاه المبلغ بحيث انهم وثقوا به وبات يدخل عليهم من غير حرج واستئذان حتى جمع اخبارهم واخبر ابن زياد وحصل الذي حصل .هكذا هم اغلب الشيعة بمجرد ان يقال لهم مولاي واقسم لهم بالامام علي عليه السلام فانهم سرعان ما يثقون بالغير معتقدين انهم مثلهم لا يغدرون فيدفعون الثمن غاليا وتعلمون ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ولكن الشيعة يلدغون عشرين مرة .لنترك احداث الكوفة حيث انها معلومة ونعود لحبيبنا ابي عبد الله الحسين عليه السلام وهو في حالة تأهب للمسير اتجاه العراق ، وهنا كان لنا مقال سابق عن من قدم نصيحته للحسين عليه السلام بعدم المسير الى العراق وذكرت كيف يمكن لامام معصوم ان يُنصح وهو الناصح الامين ؟ وكيف لهم ان كانوا حقا محبين للحسين لماذا لم ينصروه بدلا من ان ينصحوه ؟ والذي يدعي ان الناصحين هم نصحوه محبة له فالحب ان لم يغلفه الولاء يعد نفاق .وعاد الحسين عليه السلام الى المدينة حيث تكون هي في طريقه اتجاه الكوفة ، احد الناصحين للحسين (ع) وهو عمر بن عبد الرحمن بن الحرث فكانت اخر عبارة من جواب الحسين له هي ( ومهما يقض الله من امر فهو كائن البتة اخذت برايك ام تركت )، اذن هنالك امر واقع حتى لو اخذ عليه السلام براي الناصحين وعدل عن المسير الى الكوفة .لاحظوا المفارقة هنا يقول الناصحون للحسين عليه السلام اننا سمعنا رسول الله يقول انك لمقتول بارض بابل فابقى ولا تبرح مكة ، عندما يكون الرسول (ص) هو القائل وهو لا ينطق عن الهوى فهل يعني ان امتناع الحسين هو لتكذيب قول الرسول (ص) وتعلمون تبعية التكذيب تجر لمن ؟والمعلوم ان الحسين عليه السلام خرج من مكة اليوم الثامن من ذي الحجة وشعائر الحج على وشك البداية وبالرغم من كثرة الناصحين له بالبقاء في مكة الا انه اصر على الخروج ففي نفس الوقت امّر يزيد عمرو بن سعيد بن العاص على جيش جرار في المدينة وراسه موسم الحج وامره بالسير الى مكة وقتل الحسين عليه السلام غيلة وان لم يتمكن فليكن علنا حتى لو كان في الكعبة اثناء الحج ، وخرج الحسين عليه السلام من مكة قبل الحج فهل هذا عن دراية ام صدفة ؟ كذب من قال صدفة وليعلم الناصحون له ما كان سيكون مصيره لو التزم بنصحهم .والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد واله الطيبين الطاهرين .
https://telegram.me/buratha