المقالات

ايها العراقيون : لايغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم !

1236 20:16:00 2009-12-20

حامد جعفر صوت الحرية

عدت من بغداد خائبا لما رأت عيني وسمعت اذني من اهمال ورشوة وفساد لم يزل ينحر في المجتمع رغم انتفاء الحاجة اليه كما كان ذلك في ايام صدام السوداء . ذهبت الى دائرة كاتب العدل في الكاظمية لاجراء معاملة .. فما كان من الموظفة خلف الشباك الا ان ترسلني عدة مرات لتصوير الجنسية وشهادة الجنسية وتوابعها عند مصور هناك وكان هذا المصور ياخذ اضعافا مضاعفة مما ياخذه اي مصور اخر في شوارع بغداد من اجور..!! وكنت كلما عدت للموظفة تكتشف ان التصوير ليس بالتسلسل المطلوب وتعيدني للمصور ثانية وثالثة ورابعة, حتى كادت تنفد نقودي..!! وفي النهاية اعادت لي كل الصور لانها اكتشفت انها غير ضرورية ... ياسلام ! وفي نهاية المطاف لم احصل على الاوراق المطلوبة الا بدفع رشوة خمسة الاف دينار للموظفة ام فلان في احدى الغرفتين .. وهكذا حصل في دائرة التقاعد رغم تحذير الدولة من الرشوة وكتابة ذلك على لافتات في الدوائر ولكن لاحياة لمن تنادي .ولما هطلت الامطار , وكان العراقيون يدعون الله ان ينزل عليهم من السماء ماء بعد سنين من الجفاف وقطع دول الجوار لماء الجداول والانهار , اذا بشوارع بغداد تتحول الى خلجان ووحول فما تكاد تعود الى بيتك من رحلة في شوارع بغداد ومحلاتها حتى تكون انسانا من طين من راسك الى قدمك .. ورأيت الناس يلقون بكل شيء على كاهل الحكومة .. اما هم فلا يمدون كفا لخدمة انفسهم وكانهم مشلولون و معوقون..!!رأيت المجاري وقد طمرتها مخلفات البناء وحفريات الدولة .. اما بوابات المنهولات الحديدية فقد سرقت وملأت هذه المنهولات بالازبال من ورق واكياس وحديد وبلاستك وكل ما يمكن ان يرميه بشر . والغريب ان هذه المنهولات لاتبعد في كثير من الاحوال الا بضعة انجات من ابواب بعض البيوت..!! رايت الشباب والمراهقين يتسكعون ويدخنون فقلت لنفسي لو كان بعض من هؤلاء جاء بفاس او مسحاة وكرى المجاري امام بيته وبيت جيرانه وجاء اخرون واخرجوا الازبال من المنهولات لجرت مياه الامطار بسلاسة وقلت الوحول والازبال والاطيان , فما بال هؤلاء لايبالون وينتظرون الدولة ان تقوم لهم بكل شيء..!!

اما الزبالة فحدث ولاحرج, فقد رايت تلالا هنا وهناك والذباب يسرح ويمرح عليها ويتمتع بالوانها ووفرة الطعام فيها , ولما رأيت الناس لايبالون ذهبت بنفسي الى احدى تلال الزبالة وقدحت فيها نارا فاشعلتها وارتفعت فيها السنة اللهب فاحرقت الذباب وبيضه وافراخه واضمحلت الروائح الكريهة وتحول تل الزبالة بعد ساعة الى ركام من رماد وتساءلت لماذا لايفعل الناس ذلك كل يوم لازالة هذه الزبالة وضررها , والامر لايكلف مراهقا او شابا ان يفعل ذلك الا ان يشعلها كما يشعل سيجارته ..!؟ ولكن اقول لاحياة لمن تنادي ..واخيرا وانا اغادر العراق من مطار بغداد , كاد ضابط يحمل نجمة واحدة حليق اللحية والشارب ان يمنعني من المغادرة لان اسمي في الجواز العراقي الصادر من سفارة العراق في بلدي الغربي الذي احسن مثواي يختلف عن اسمي في جوازي الغربي ..!! فحدجته بنظرة الم وقت لنفسي: ام هذا الضابط الشاب لم تكن حاملا به ايام كنا نقاسي من حكم البعث وجلاوزته وغيرنا اسماءنا خوفا على عوائلنا ونحن في المنافي , وهذا ما فعله نوري المالكي والوف غيره من المعارضين ..واليوم يتصدى لمثلي ولا يعرف قدري طفل كهذا حمل رتبة ضابط بالرشوة والمحسوبية..!! فتبا لمسؤول يضع مثل هذا الفتى البليد في موقع مهم وخطير.. ولولا تدخل مدير امن المطار لكان هذا الضابط الطفل يمنعني من الرحيل..!!

واخيرا ادعو رجال الدين اولا والمسؤولين وذوي النفوذ ان يحيوا في الناس الهمم والمسؤولية ويرووا لهم قصص الاجيال السالفة وكيف كان الناس ينظفون شوراعهم ويكنسونها ويرشونها كيلا يتطاير التراب مع هبوب الرياح ومرور العربات ..واقول للعراقيين :لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الصافي
2009-12-21
كلامك صحيح بان من الواجب على المواطنين التعاون مع اجهزة الدولة ومع بعضهم البعض في المحافظة على المنجزات التي تقدمها دوائر الدولة الخدمية لهمولكن ليس معناه ان يتخلى المسؤولون ومنتسبيهم عن واجبهم الوظيفي تجاه المواطنين والذي يتقاضون عنه مبالغ طائلة .وهنا ياتي دور الرقابة البرلمانية والشعبية في التاشير ازاء مواطن الخلل ومحاسبة المقصرين.والمثل يقول (من امن العقاب اساء الادب)
منار
2009-12-21
ليس بالغريب فهذه حالة من عدة حالات في محافظة النجف المحافظة التي يتغلب عليها الطابع الديني الا ان الانسان ان لم يكن لديه واعز ديني بالله فان الكلام لا جدوى منه...فمثل هذه الحالات كثيرة وخصوصا في دائرة التسجيل العقاري-النجف وليس الوحيد بل دوائر النجف مكتظة بمثل هذه الحالات
راهي العذب
2009-12-21
صحيح أهل شعلية !!! عمرهم ما راح يرتاحون ما دام بهذا المستوى العتب على و زير التربية و التعليم الملتهي بالللغف أهو و عائلته الكريمة . و لا تقولولي ليييش
محسن - العتابي
2009-12-21
في 2005راجعت جنسية الاعظمية الموظفين كاعدين في تبريد والمراجعين في الحر -وزبالة واصله للسقف
زهراء محمد
2009-12-20
طبعا انا كنت في حالة عصبية جدا بس رب العالمين يعلم بحالتي ..والله وضعت الموت جنبا ولم افكر بالخوف لانها ليست من طبيعتي ابدا.هولاء القذرين كانوا يقتلوا ويعذبوا آخوتنا في السجون صدام الدموي القذر. المهم بعده وصلت الخبر الى اعلى سلطة ومنصب في العراق وغير العراق.. اليوم يجب محاسبة المسؤولين قبل المواطنين ؟لان الدوائر تكتظ بهولاء المجرمين بشكولاتهم القذره ..اما نظافة يجب من الحكومة ان توفر اماكن خاصة لرمي الاوساخ والنفايا وكذالك توفر ناقلات لنقل الاوساخ بعيده عن البيوت والمدارس حفظ للسلامة
زهراء محمد
2009-12-20
انا زرت العراق بعد السقوط وذهبت(دائرة الجنسية) استخراج بعض المستمسكات التى نحتاجها واذا يصادفنا واحد في الجنسية كان ملازم اول وكان اسمه عدي او نعلان..وقال لي انت شكو عندج في العراق انت انكليزية ؟؟قلت له اسمع زمن صدام راح ولى وردني بكل ح....لازمن صدام باقي المهم نعت هو وصدام فما كان منه ان مد يده الى جرار المكتب يريد ان يخرج المسدس؟!وكان في الغرفة شخص اخر وكان اسمه ابو زهراء هم ملازم كمز عليه لكي يصده عن اطلاق النار ؟!وكان الشخص ابو زهراء امبين خوش انسان وكان يتوسل به احسبه علي
زهراء محمد
2009-12-20
نسأل من المسؤول عن هذه الخروقات الكبيرة (والتي تدمر العراق منهاالصحية والبيئية (والقانونية)؟؟هل نرمي اللوم كله على المسؤولين (المخبوصين بالغرف والنهب فقط) بعد(امبراطورية الفرهود)؟؟!ام نرميه على العراقيين انفسهم؟!سؤالي من هم في دوائر الحكومة اليس هم عراقيين ام لا؟؟اليس المفروض هناك رقابة على هذه الامور ام ماذا؟؟زين هولاء المسؤولين ولاواحد بيهم شريف يعلم مايجري في الدوائر؟؟ لااعتقد هناك اي رقابة اومحاسبة لذالك يوم بعد يوم الحاله تسوء؟!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك