شفيق المحمداوي
بدا وزير الداخلية في جلسات استماع مجلس النواب رجلا مسكونا بهاجس القائمة مدافعا عن مستقبله السياسي بعد نهاية حكومة الوحدة الوطنية مستقتلا على بقاء قائمة (وحدة العراق) وان تعرض العراق ووحدته إلى الانهيار بفعل التفجيرات واعمال العنف ومؤامرات الجوار .ومن يراقب إجاباته (المترفة) يلحظ أن السيد البولاني غائب عن الأمن وربما اطمان لمستقبل البلاد وابتعاد مدافع الإرهاب عن العاصمة وهو يعلن من بغداد افتتاح قائمة وحدة العراق شانه في ذلك شان العديد من القوائم الانتخابية التي استعجلت الظهور وتركت البلد يصطرع في غلواء الطحن الارهابي لعظام الناس وجلودهم !!.كان واضحا أن السيد البولاني لم يكن في أجواء الوزارة .. هذا الأمر يقودنا إلى تقرير حقيقة عدم وجوده في إطار الأمن .وربما كان الاتفاق السياسي بين الأطراف العراقية صائبا وهو ينحي رجل الأمن عن الانشغال باليوميات الحزبية .. إذ سرعان ما نكشف عيب الوزارة كبيراً وخرقها اكبر من الرتق أمام المجلس والشارع حين داهم الإرهاب بيوت العراقيين ومؤسسات الدولة فيما الوزير في الانبار يناقش مع أبو ريشه واركان (وحدة العراق) اوضاع القائمة وزيادة عدد (الكوسترات) المحملة بالعشائر وهي تزور قادة القوائم في القصور الرئاسية !!.لم يقنعنا السيد الوزير بالإجابات التي قدمها للمجلس ولم يقنع النواب الذين تناوبوا في الحديث وربما كان انحيازه لتحويل الجلسات إلى السرية لكي يعطي بعض (اللمعة) المفتقدة لظهوره التلفزيوني ولإجاباته الباردة وغير المقنعة .. لكن هذه السرية لم تنقذ الموقف ولم تزد الوضع الأمني على لسان الوزير ألا انهيارا في عيون العراقيين المجروحين بكرامة السيادة المنقوصة امنيا وفي أراء وقناعات النواب الذين كان طبيعيا أنهم لن يكونوا شهود زور على واقع الجريمة المرتكبة بحق العراقيين ولن يوقع احد منهم على شهادة حسن سلوك بحق وزير من وزراء الأمن لم يحسن السلوك قدر اساءته لصلاحيات تنفيذية اوكلت اليه في مرحلة بدا الناس فيها أحوج ما يكونون للامن ورجاله لا القوائم الانتخابية ورموزها !!.
بين وبينكم .. تابعت جلسات الاستماع للوزراء الامنيين خصوصا اجابات السيد البولاني .. فلم احصل على اجابات واضحة .. أو جملة يمكن الاعتماد عليها في بناء رأي حصيف .. وكل الذين استمعت اليه عبارات فضفاضة تصلح مانشيتات مجلات شعرية أو صحف سياسية في دول بينها وبين الإرهاب بعد المشرق عن المغرب .. كان الوزير (مرتاحا) وقد بدا (الترف) على ملامحه وكان شيئا لم يكن .. لكن الشيء المحزن الذي هالني مقدار فجيعة العرقيين بهكذا وزارات أمنية ووزراء كفوئين !.
كل طرف يلقي بالائمة على إطراف برلمانية أو سياسية ويحاول أن يقدم مطالعة اقرب إلى (المرافعة) يبرأ فيها نفسه لحماية قائمته الانتخابية وليس دفاعا عن اجساد الناس التي ضربتها التفجيرات الاخيرة !!.كنت اعتقد فيما مضى أن وزرائنا الامنيين ملهوفون على الناس حريصون على دم العراقيين وقد أدركت متاخرا أن المسالة تحولت مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية إلى (مباراة انتخابية) .
https://telegram.me/buratha