محمود الشمري
المحاور : سيرة ذاتية الموضوع مرسل بشكل خاص إلى الحوار المتمدن وسيرسل إلى مواقع أخرى بعد نشره في الحوار المتمدن السماح بالتعليق والتصويت كامل الشبلي اخر شقاوات بغداد
السيد كامل الشبلي واحد من أواخر شقاوات بغداد الأحياء , يمر هذه الأيام بأوقات عصيبة في صراعه مع المرض , الذي يكاد أن يصرعه نهائيا , بينما لم يستطع صناديد بغداد القدامى أن يهزوا شعرة واحدة من شعرات شواربه التي ( يقف عليها الصقر ) .. ولكن ..(وربّ قوي , للزمان يلين )..كامل الشبلي واحد من الشقاوات المعروفين في مدينة الكاظمية في فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي ..متكور العضلات , حاد النظرات .. مفتول الشاربين ..جريء , شجاع ..بين الشقاوات والعتاة هو أسد جسور..و مع الضعفاء والفقراء هو حمل وديع ..يجبي (الخاوة ) من الأغنياء لحمايتهم من الأشرار والسرّاق في وقت كانت الدولة فيه آنذاك مجرد شبه دولة ..وكان يغض الطرف عمن لايستطيع الدفع لضعف أو خسارة ..يتفجر غضبا عند ما يرى الأشرار ..ويتصاغر متواضعا مع كبار السن والضعفاء ..ويتلاشى حياء مع النساء ..مقاييس الرجولة في زمانه , غير مقاييسها في زماننا ..فمقام الرجل في زمانه يكون بين الرجال , ورجولته التي يفاخر بها و يتناقلها الناس هي عن صراعاته مع العتاة ..وليس كما يفتخر بعض الرجال في زماننا .. بفتنتهم للصبايا .. وخداعهم للنساء ..وفي واحدة من مغامراته ..قامت الشرطة في الستينات بمداهمة مقهى يتواجد فيه لغرض القاء القبض عليه ..قفز كامل بخفة القط الى سطح المقهى وأقفل الباب بعده بقفل كبير .. وما أن ألتفت حتى وجد أن الكلب الضخم الشرس الذي يحتفظ به صاحب المقهى ويربطه بسلسله حديدية .. قد كسر السلسلة وها جمه .. وتصارع كامل مع الوحش محاولا تخليص نفسه , ولكن الحيوان أبتدأ بعضّه وتمزيق جسده ..ولم يستطع كامل الأبقاء على حياته سوى بقتله للوحش المسعور بخنجره الحاد ..
كامل الشبلي أعتزل الدنيا وترك مدينته التي أحبها وأنتقل للعيش في مدينة أخرى بعد أن حاول رجال أمن صدام أن يقتلوه , لأن صدام أمر بقتل , شقاوات زمان المعتزلين , خوفا من جرأتهم وشجاعتهم وقدرتهم على قيادة الناس , ومحاولة منه لإرعاب الناس بعد قتله الجسورين منهم !!..
أنه شكل أخر من أشكال اضطهاد البعثيين لشعبنا واستهتارهم بالقيم الأنسانية ..
كامل ألشبلي أخر شقاوات بغداد عاد الى مدينته التي تربى بها وساهم بحمايتها من الأشرار في وقت كانت الدولة فيه مجرد شبه دولة , ليقضي آخر سني حياته بها بعد أن انقشعت ظلمة البعث ..
https://telegram.me/buratha