المقالات

كامل الشبلي اخر شقاوات بغداد

2036 10:00:00 2009-12-20

محمود الشمري

المحاور : سيرة ذاتية الموضوع مرسل بشكل خاص إلى الحوار المتمدن وسيرسل إلى مواقع أخرى بعد نشره في الحوار المتمدن السماح بالتعليق والتصويت كامل الشبلي اخر شقاوات بغداد

السيد كامل الشبلي واحد من أواخر شقاوات بغداد الأحياء , يمر هذه الأيام بأوقات عصيبة في صراعه مع المرض , الذي يكاد أن يصرعه نهائيا , بينما لم يستطع صناديد بغداد القدامى أن يهزوا شعرة واحدة من شعرات شواربه التي ( يقف عليها الصقر ) .. ولكن ..(وربّ قوي , للزمان يلين )..كامل الشبلي واحد من الشقاوات المعروفين في مدينة الكاظمية في فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي ..متكور العضلات , حاد النظرات .. مفتول الشاربين ..جريء , شجاع ..بين الشقاوات والعتاة هو أسد جسور..و مع الضعفاء والفقراء هو حمل وديع ..يجبي (الخاوة ) من الأغنياء لحمايتهم من الأشرار والسرّاق في وقت كانت الدولة فيه آنذاك مجرد شبه دولة ..وكان يغض الطرف عمن لايستطيع الدفع لضعف أو خسارة ..يتفجر غضبا عند ما يرى الأشرار ..ويتصاغر متواضعا مع كبار السن والضعفاء ..ويتلاشى حياء مع النساء ..مقاييس الرجولة في زمانه , غير مقاييسها في زماننا ..فمقام الرجل في زمانه يكون بين الرجال , ورجولته التي يفاخر بها و يتناقلها الناس هي عن صراعاته مع العتاة ..وليس كما يفتخر بعض الرجال في زماننا .. بفتنتهم للصبايا .. وخداعهم للنساء ..وفي واحدة من مغامراته ..قامت الشرطة في الستينات بمداهمة مقهى يتواجد فيه لغرض القاء القبض عليه ..قفز كامل بخفة القط الى سطح المقهى وأقفل الباب بعده بقفل كبير .. وما أن ألتفت حتى وجد أن الكلب الضخم الشرس الذي يحتفظ به صاحب المقهى ويربطه بسلسله حديدية .. قد كسر السلسلة وها جمه .. وتصارع كامل مع الوحش محاولا تخليص نفسه , ولكن الحيوان أبتدأ بعضّه وتمزيق جسده ..ولم يستطع كامل الأبقاء على حياته سوى بقتله للوحش المسعور بخنجره الحاد ..

كامل الشبلي أعتزل الدنيا وترك مدينته التي أحبها وأنتقل للعيش في مدينة أخرى بعد أن حاول رجال أمن صدام أن يقتلوه , لأن صدام أمر بقتل , شقاوات زمان المعتزلين , خوفا من جرأتهم وشجاعتهم وقدرتهم على قيادة الناس , ومحاولة منه لإرعاب الناس بعد قتله الجسورين منهم !!..

أنه شكل أخر من أشكال اضطهاد البعثيين لشعبنا واستهتارهم بالقيم الأنسانية ..

كامل ألشبلي أخر شقاوات بغداد عاد الى مدينته التي تربى بها وساهم بحمايتها من الأشرار في وقت كانت الدولة فيه مجرد شبه دولة , ليقضي آخر سني حياته بها بعد أن انقشعت ظلمة البعث ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فائز
2009-12-20
عجبت من وصفت أن سميته شقاوة فهو ليس مثل شقاوات جماعة صدام بل هو شريف شئنا أم أبينا والله العالم بالنيات!!.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك