جسام خليل
في ظل الانفجارات الأخيرة ودور أجهزة الأمن في التعامل مع الوضع الراهن وكثرة الاتهامات بين مختلف الأطراف في إلقاء اللوم على بعضهم البعض وتنامي قوة الإرهاب في إيقاع القتل والدمار بين صفوف الشعب المسكين واليأس من القضاء على الإرهاب وتكبير حجمه إعلاميا واجتماع أعداء العملية السياسية ولملمة شملهم وتكوينهم قوة لا يستهان بها...نسأل السؤال التالي: ما معنى أن يقال عن شخص ما انه شجاع وأين تكمن مواطن الشجاعة؟و كيف نقيم قوة فرد أو حكومة أو مؤسسة أمنية؟إذا رجعنا إلى التاريخ نجد الكثير من الأبطال والشجعان الذين اثبتوا في ساحات الحرب بطولاتهم ولم يغبنهم حقهم حتى أعداءهم ومناوئهم.ومهما حاول المفبركون أن يجعلوا من الشجاع جبان وبالعكس لم يفلحوا..والشجاعة من الصفات الظاهرية والعلنية عكس العلم والحكمة مثلا التي ربما يستطيع الأعداء أن يخفوها ويلتفوا حولها ,لان الفارس الشجاع كان يجندل عدوه أمام مرئ ومسمع الآلاف من العسكر وهولاء هم شهود على شجاعته وإقدامه لان ما يحدث أمام أعينهم و لا يمكنهم الإنكار والجحود...لكن هل يكفي قتل احدهم في سوح المعارك حتى يوصف شخص ما بأنه شجاع ؟ الجواب كلا.الذي يجعل الشخص يوصف بالشجاعة هي قتله عدوا قويا وقويا جدا منازلة وليس اغتيالا. وكلما كان العدو قويا صار القضاء علية قمة في البطولة وأكثر إذا كان القتال من اجل غاية نبيلة .و هكذا كان علي عليه السلام لا يجندل إلا الأقوى بين أعداءه و يهرب منه الشجعان ومع أنهم اخفوا الكثير من فضائله ولكنهم لم يقدروا على إنكار شجاعته لان القاصي والداني شهد بذلك واصبحت مسالة شجاعته من المسلمات.عندما يقتل الأمام عمرو بن ود العامري الذي كان يلقب بألف فارس في معركة الخندق وقد كان قويا وشجاعا وكان المسلمين يهابونه ويخشون مجابهته,عندما يقضي الأمام عليه السلام على هذا الشجاع حتى الذي في قلبه شي من علي لا يسعه إلا أن يفرح بهذا الانتصار ويصف الإمام بالبطل الضرغام..ولهذا كان قتل المرأة والصبي شيئا معيبا ويستنكف فعله من له ذرة من الرجولة لان قتل الضعفاء ليس من المرؤة والشجاعة في شي,وحتى قتل الضعفاء من الرجال والجبناء لا يدعو إلى الافتخار ,إلا اللهم إذا كان عددهم كبيرا... وديدن البطل البحث ومناداة الشجعان من العدو والتباهي بقتلهم..على حكومتنا وقادتنا السياسيين في ظل نتائج الفشل في مقارعة العدو أن يتعلم من علي عليه السلام ويصرخ ليخرج أقواهم ليبيده ولا يتعلل بعلل وأعذار سخيفة لا تنطلي حتى على السفهاء.كذلك يجب أن يفهموا بأننا لانخاف الإرهاب مهما كان قويا لأننا أولاد وأبناء مدرسة الأبطال, وبما أن ساحة المعارك اختلفت عن ما مضى فأصبحت مع الأسف في أيامنا هذه تشمل مدارس الأطفال والمؤسسات الخدمية وأسواق الخضروات والملابس, نقول لكل من يساهم ويمول ويساعد وينفذ عملية قتلنا بان أطفالنا ونسائنا وشبابنا وكهولنا ينادونكم للمنازلة وباغتيالنا حين غفلة لن تنالوا من عزيمتنا وإصرارنا على بناء وطننا بل سيزيدنا ذلك قوة وصلابة وثبات على مبادئنا بان لا نجعل للجبان والخائن مكانا بيننا يرضى بقتلنا ويفرح لمصابنا..نقول للحكومة لا تفتخروا بانتصاركم على عدو ضعيف واستتباب أمن مؤقت بل ابحثوا عن قوة الإرهاب واقضوا عليها يخضع لكم فيما بعد خفافيش الليل التي تخشى الظهور وتكره بزوغ الشمس..الأعداء يريدون أن يكسروا حبنا للحرية وينفذ إلينا اليأس ليعلنوا انتصارهم ولكن هيهات منا الذلة كما قالها وعلمنا إياها سيد الأحرار ورمز البطولة والشهادة الإمام الحسين عليه السلام وعلى حكومتنا أن تعلم بان الشعب لم يضعف ولن يضعف ولكن إذا كانت الحكومة تعتقد بأنها أمست ضعيفة فليعلنوها وسنرفدها بشجعان لا يهابون أحدا إلا الله وستفر منهم (شجعان) الارهابين ومن ورائهم ..
https://telegram.me/buratha