كريم النوري
الجولة التفقدية الميدانية لسماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي لمحافظة البصرة ونواحيها اتسمت هذه المرة بمزايا وخصائص عديدة رغم انها جاءت في اجواء ليست آمنة كلياً وخاصة تلك الزيارات الميدانية لعوائل الشهداء والمجاهدين والمضحين واللقاءات المتعددة مع طبقات المجتمع البصري التي عكست عناية واهتمام سماحته بابناء البصرة الاوفياء والاصغاء التام لمعاناة ومشاكل المواطنين ومحاولة تطمينهم بنجاح التجربة الديمقراطية في العراق وحثهم الدائم على المشاركة الفاعلة في الانتخابات القادمة.وما اثار حماس مستقبليه ممن التقاهم من البصريين هو قدرته الفائقة على رصد مكامن الخلل وتشخيص حالات الفشل وايجاد الحلول العملية والعلاجات الواقعية دون تبرير الاخطاء والاخفاقات او تحميل الاخرين اخطاء التجربة.وقد اتسمت هذه الزيارة بالابتعاد الكلي عن أي رائحة انتخابية او حملة دعائية للتيار الذي يقوده سماحته لاعتقاده ان المشاركة الفاعلة في الانتخابات القادمة هو المؤشر الايجابي على نجاح التجربة وترسيخ اركانها رغم التحديات والتهديدات والتدخلات الاجنبية لاجهاض المشروع الديمقراطقي في العراق.وربما ما يميز هذه الزيارة انها اتصفت بالعفوية والتلقائية دون التكلف المتزايد او الاستعداد المسبق وهو ما يعطي للزيارة مصداقية واهمية بالغتين وابتعدت عن المراسم الرسمية او الاستعدادات المبيتة فقد فوجىء الكثير من العوائل والشخصيات والمناطق التي زارها بحضوره المفاجىء واطلالته الباسمة وطلعته المشرقة التي اججت مشاعر مستقبليه وانتزعت دموعهم من غير رغبتهم وتلعثمت عواطفهم بطريقة منفعلة جعلت احدهم يحاول تقبيل قدميه لكنه ابى ذلك وامتعض.وفي شوارع البصرة فوجىء احد العرسان في موكبه زفته عندما استوقفته حماية سماحة السيد عمار الحكيم فلم يعرفهم في بادىء الامر فاستغرب واضطرب لولا مبادرة احدهم اليه مطمئناً بان سماحة السيد يريد ان يهنئكم فأنشرحت اساريره ورقرت دموعه فرحاً فنزل من سيارته وصافح سماحته غير مصدق بهذه المفاجئة وقدمت له هدية نقدية من مكتب سماحته بمناسبة زفافه..وفي ابوالخصيب وخصوبة الاخوة والمحبة زار سماحته الاخوة ائمة وابناء السنة مستقبلاً بالاهازيج والهوسات الشعبية التي عكست تفاعل اهالي الخصيب مع سماحته وتعبيرهم عن الشكر والامتنان لهذه الزيارة التفقدية لمدينة ابي الخصيب..ويمكن الاشارة العابرة الى الابعاد الاجتماعية والسياسية والانسانية لهذه الزيارة الميدانية الموفقة وباختصار شديد:1- الابعاد الاجتماعية:لا يخفى اهمية البعد الاجتماعي لهذه الزيارة لقائد سياسي كبير ليس له موقع تنفيذي او رسمي في البلاد وهذا ما يعزز من اهمية لقاءاته كلماته ويضفي مصداقية على حديثه وحركته وكان سماحته يتحدث لكل الطبقات الاجتماعية التي التقاها بطريقة تنسجم مع وعي من يلتقيهم ويتكلم بهموم واهتمامات المواطنين العامة ولم يستثن في زيارته الوجهاء والعشائر والتجار ومختلف الشرائح الاجتماعية في العراق والتحدث اليهم وفق ما تقتضيه المواضيع المثيرة للجدل والمسائل التي يعاني منها الاخرون ثم يضع الحلول الواعية لكل قضية يتطلب اثارتها ومناقشتها.وكان لرجال القوة البحرية قسط من هذه الزيارة التفقدية الميدانية للاصغاء عن قرب لمعاناة ومشاكل المواطنين.وكان سماحته يلتمس الاعذار لمسؤولي العراق الجديد في المواضع التي ينبغي ان تكون فيه مساحة من العذر ويضع يده على موضع الجرح في حالات القصور او التقصير كما كان يشد من ازرهم ويوجههم بضرورة المشاركة الفاعلة في الانتخابات وحذر من العزوف عن الانتخابات او مقاطتها لان ذلك يحقق للاعداء اهدافهم واغراضهم.2- البعد السياسي:لم يترك سماحته مجالاً او فرصة الا وكرسها في توجيه الوعي الاصيل والرؤية الصائبة وحل الاشكالات ورد على الشبهات المطروحة في الشارع او المقدرة في الاذهان بذكاء ورؤية تحليلية معمقة وتصورات موثقة موضحاً الافكار بامثلة تقريبة وتبسيط لا يخلو من العمق الفكري.واغلب توصياته وارشاداته وتوجيهاته كانت تصب في توجيه مسار الجماهير باتجاه الحفاظ على المنجزات الحاصلة في العراق الجديد والدفاع عن العملية السياسية واهمية التجربة الجديدة وان خالطتها بعض الاداءات الخاطئة على مستوى التنفيذ والتطبيق اعتقاداً منه بان الاداءات الخاطئة والمواقف الفردية المنفعلة لا تلغي اهمية الدفاع عن التجربة والمعادلة السياسية القائمة في البلاد.3- البعد الانساني:اهتم سماحته بكافة المكونات الاجتماعية والدينية والسياسية ولم يميز بين مكون واخر ولم يسأل عن انتماء او توجهات ذوي الشهداء والضحايا لانهم قدموا انفسهم للعراق وكان النصيب الاوفى من هذه الزيارة لعوائل الشهداء والمضحين والمحرومين مشاركاً اياهم بالمصابرة والمثابرة على التغلب على قسوة الحياة وجشوبة العيش، وشملت زيارته جميع الطبقات والمكونات فكان للاخوة السنة سعة من وقته وللمسيحيين وكافة البصريين.اثبتت هذه الزيارة ان القادة الكبار لا يكتفون بفتح مكاتبهم للمواطنين والاصغاء الى مشاكلهم والعناية بهموهم واهتماماتهم بل المبادرة الى زيارتهم في بيوتهم والاطلاع عن قرب على معاناتهم ومشاكلهم.
https://telegram.me/buratha