المقالات

بين الاصلاح والاضعاف

615 09:57:00 2009-12-19

احمد عبد الرحمن

فرق شاسع وكبير بين منهج تشخيص مواطن ومكان الضعف والقصر والخلل في بنية الدولة، واداء مفاصلها المختلفة، لاجل المعالجة والتقويم والاصلاح، وتصحيح المسارات، وبين منهج التشهير والاضعاف، والتفتيش عن عيوب ونواقص الاخرين لتحقيق المكاسب السياسية على حسابهم بعيدا عن الحسابات الوطنية العام.ان الدولة-أي دولة-مهما كانت قوتها، من الطبيعي ان تعتريها مكامن ضعف وخلل وقصور وتقصير، وهذا الضعف والخلل والقصور والتقصير يحتاج الى من يؤشر عليه، وينبه اليه، ويطرح الحلول والمعالجات الناجعة له، حتى لايستفحل ويتوسع، وبالتالي يهدد البناءات القائمة في الدولة على اسس صحيحة وصائبة.ولاشك ان دولتنا العراقية المعاصرة، التي تأسست على انقاض اكبر منظومة استبدادية ديكتاتورية شهدها العالم في التأريخ الحديث، والتي مازالت في سني عمرها الاولى، واجهت وتواجه الكثير من التحديات والمخاطر، ولم تتخلص من كل السلوكيات والثقافات والسياقات الخاطئة والمنحرفة التي اوجدها ورسخها نظام البعث الصدامي البائد على امتداد عقود من الزمن.وتبرز تلك السلوكيات والثقافات والسياقات الخاطئة والمنحرفة بأشكال وصور ومظاهر متنوعة، وفي مختلف المفاصل والعناوين.ولان مسؤولية معالجة الاخطاء والسلبيات، والمحافظة على الانجازات والمكاسب، وصيانة الدستور، يمثل مسؤولية تضامنية تقع على عاتق جميع العراقيين، فأنه من الخطأ ان يفهم دائما التأشير والتنبيه على مكامن الخطأ على انه يراد اضعاف الدولة والحكومة، والاساءة الى هذه المسؤول او ذاك.هذه الحقيقة، تحدث عنها وتناولها بشيء من الاسهاب والوضوح رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم في المجلس السياسي الثقافي الاسبوعي.وكان امرا مهما للغاية التوقف عند هذا الامر وتسليط الاضواء عليه وتصحيح الفهم له.فحينما نقول-على سبيل المثال-ان اداء الاجهزة الامنية ضعيفا ودون المستوى المطلوب، ارتباطا بمعطيات وحقائق ماثلة على الارض، فهذا لايعني اساءة للمسؤولين، ولاتقليلا واستهانة بالجهود الخيرة والتضحيات الكبيرة التي بذهلا وقدمها منتسبي الاجهزة الامنية والعسكرية في مواجهة الارهاب وتجنيب البلد منزلقات خطيرة.وحينما نقول-على سبيل المثال-ان الواقع الزراعي او الواقع الصناعي في البلاد يعاني من الضعف، فلا نقصد هنا التعريض بالوزير الفلاني او المسؤول الفلاني، بقدر ما نسعى ان عرض واقع الحال، ولفت الانظار الى ذلك الواقع، وصياغة تصورات ورؤى وافكار يمكن ان تساهم في اصلاحه.وهكذا بالنسبة للجوانب الاخرى.وهذا ما نحن بأمس الحاجة اليه، فمن دون المراجعات المستمرة والمتواصلة، ومن دون المكاشفات الواضحة والشفافة، ومن دون تغليب المصالح الوطنية العامة، لايمكن ان تبنى الدولة وتنهض وتزدهر، وتطوي صفحات الماضي المؤلم بكل اخطاءه وسلبياته وكوارثه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك