سامي جواد كاظم
كل الائمة عليهم السلام لديهم ارادة في داخلهم لتسنم امور المسلمين بكل مفاصلها أي الخلافة ولكن مطالبتهم بالخلافة تفاوتت بين معصوم واخر عليهم السلام حسب الظرف الذي يعيشوه فقد تكون المطالبة من خلال ثورة او دعاء او مدرسة او نشر فقه وما الى ذلك من اساليب اثبتت عظمتها من خلال بقاء التراث المحمدي شامخ بين كل ثقافات العالم التي اثبتت عجزها امام كثير من مستجدات العالم من تشريع واحكام وعلوم .فالارادة موجودة لدى كل معصوم للحصول على الخلافة فطلب امير المؤمنين عليه السلام من اصحابه الالتحاق به ليلا عقب السقيفة تدل على الارادة ولكن المطالبة لم تحصل لقلة العدد ، وشرط الحسن عليه السلام على معاوية على ان تعود الخلافة لبني هاشم بعد هلاكه هي الارادة ، وقول الباقر عليه السلام الجمعة لنا والجماعة لشيعتنا فانها دلالة على من يجب عليه اقامة الجمعة الا وهو الحاكم العادل المتسلط على رقاب الناس ، ويكفينا طلب هارون العباسي من الامام الكاظم عليه السلام بان يحد له فدك حتى يستردها فقال له عليه السلام حدودها عدن وافريقيا والدولة البيزنطية وارمينيا والبحر فقال له انها الخلافة ، ويؤكد لنا هذا الامر هو عند ظهور الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف والحكم بالعدل والاحسان الا يدل على ارادة السلطة ؟ومن ثم عند قيام الحسين عليه السلام بثورة من اجل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كيف يتم ذلك هل سينصب خليفة اخر غير يزيد ويكون هو جانبا ؟ هل يعقل هذا ؟!!!.لنعد الى ما توقفنا عنده وهي استعداد الحسين عليه السلام للتوجه الى مكة ، ومن خلال قراءة كتب التاريخ بهذا الصدد تبين لي ان الحسين عليه السلام كان قاصدا غير مكة عند تركه المدينة ولكن هنالك امور استجدت فغيرت واجهته عليه السلام ، من اين جاء استدلالي بان الحسين عليه السلام كان قاصدا غير مكة وتحديدا العراق.من خلال قراءة سيرة الحسين عليه السلام خلال حكم الطليق معاوية كان كثيرا ما ترد اليه رسائل من العراق وحتى الوفود التي تاتي الحج كانت تلتقي بالحسين عليه السلام وتحثه على النهوض بثورة ، وجواسيس معاوية كانت تنقل له ذلك ، اذن ان الحسين عليه السلام كان يرى مكانه في العراق ،هذا اولا .ثانيا : عندما التقى عليه السلام بام سلمة ليودعها قالت له ام سلمة رضوان الله تعالى عليها لا تحزني بخروجك الى العراق ، وذكرت له نبوءة جده رسول الله (ص) بانه سيقتل في العراق بارض اسمها كربلاء ـ وسيكون لنا حديث عن هذا المحور المهم حول علم الحسين بمقتله وسار باتجاهه ـ اذن واجهة الحسين عليه السلام العراق بدليل نصيحة امه ام سلمة (رض).ثالثا : الا وهي نصيحة اخيه محمد بن الحنفية له عندما عزم الحسين عليه السلام على ترك المدينة وهذه بعض فقرات نصيحته ، سال الحسين عليه السلام اخاه قائلا فالى اين اذهب ؟ قال: الى مكة فان اطمأننت فبها والا فاذهب الى اليمن فانهم انصار جدك وابيك عليهما السلام والا فالتحق بالرمال وشعب الجبال وصر من بلد الى بلد حتى يقضي الله امرا ( مقتل الحسين للخوارزمي ، مثير الاحزان للجواهري ) فكان جواب الحسين عليه السلام انه عزم على الخروج الى مكة .الملاحظ في نصحية ابن الحنفية رضوان الله تعالى عليه هي هروب الحسين من يزيد بالرغم من انه نصح حبا وخوفا على الحسين عليه السلام ولكن شخص مثل الحسين عليه السلام يهرب من يزيد وهو الذي له مواقف في زمن معاوية اعتقد هي السبب في حقد يزيد على الحسين عليه السلام من هذه المواقف عندما ضحك معاوية على عبد الله بن سلام ليطلق زوجته الجميلة التي هواها يزيد فطلب من ابيه ان يتزوجها وبالفعل اغرى معاوية زوجها بمنصب مقابل طلاقها وبالفعل طلق زوجته وبعث معاوية ابي هريرة ليخطبها ليزيد وعند قدومهم المدينة مروا بالحسين عليه السلام ، هل تعلمون لماذا مر ابو هريرة وصاحبه بالحسين عليه السلام ؟لانه لا يوجد في المدينة اكرم واجود من الحسين عليه السلام في استقبال الضيف ، وعند مرورهم بالحسين عليه السلام حكوا له سبب مجيئهم فعلم بكيد معاوية وفاسقه ابنه فقال لهم اعرضوا عليها طلبي بزواجها ، وبقية القصة معلومة حيث فضلت الحسين عليه السلام ورفضت يزيد وعندما عاد ابو هريرة ليبلغ معاوية بالخبر قال له معاوية انك غبي اولم تجد بيت غير بيت الحسين تذهب اليه ؟والموقف الاخر عندما جاء مروان يطلب بنت عبد الله بن جعفر الطيار من الحسين عليه السلام حيث امرها موكل الى خالها فرفضه الحسين عليه السلام وزوجها الى ابن اخيه فازداد حقدا مروان على هذا الموقف ونقله الى يزيد الذي حملها في صدره لينتقم من الحسين عليه السلام عندما تحين الفرصة .عندما خرج عليه السلام من المدينة التقى بعبد الله بن مطيع العدوي وعرض نصيحته على الحسين عليه السلام هو البقاء في مكة وعدم الرحيل الى الكوفة وبدأ بوصف الكوفة واهلها بصفات سلبية حيث فيها قتل ابوك وطعن اخوك كاد ان يذهب فيها .اقول : العجب من هكذا نصائح لامرين ، الاول ان كنتم تنصحون الحسين عليه السلام وتعلمون بمكانته وقرابته فلماذا لم تنصروه وتؤازروه بل اكتفيتم بالنصيحة وتركه وحيدا ، والثاني هل سلمت المدينة ومكة من زندقة وبطش يزيد يا من تنصحون الحسين عليه السلام بالبقاء فيها ، الم يهتك اعراض النساء في المدينة والزمهم على مبايعة يزيد بانهم عبيد ؟! الم يضرب الكعبة بالمنجنيق ؟ اية حرمة يلتزم بها يزيد ؟هذا عبد الله بن عمر ينصح الحسين عليه السلام بالصلح مع يزيد ويستشهد بحديث لرسول الله (ص) قاله بحق الحسين وهو ( حسين مقتول فلئن خذلوه ولم ينصروه ليخذلنهم الله يوم القيامة )، عجيب هذا التناقض في كلام ابن عمر فانه يقر بالذي يخذل الحسين عليه السلام يخذله الله عز وجل يوم القيامة ولم يقدم على نصرة الحسين عليه السلام ، بل يطلب من الحسين عليه السلام الخذلان مع يزيد وحاشاه الحسين من هذا الخذلان ، هل القوم الذي فيه عبد الله بن عمر افضل من قوم الكوفة ؟وهذا ابن الزبير الذي يتظاهر بالتودد للحسين في جلساته الخفيفة معه فكيف يكون للحسين مكان مع من يطمع بان تكون الرياسة له ؟ عن سعيد بن جبير قال دخل ابن عباس على ابن الزبير فقال له ابن الزبير ألام تعنفني وتوبخني ؟ فقال ابن عباس لاني سمعت رسول الله (ص) يقول بئس المسلم يشبع ويجوع جاره ، وانت ذلك الرجل فقال ابن الزبير والله لاكتم بغضكم اهل هذا البيت منذ اربعين سنة، العقلية الجاهلية لا زالت متقوقعة في هكذا نفوس وهذا يطمع بالرياسة والتمرد على بني امية حبا بالرياسة وليس لدين الله وعندها لو بقى الحسين عليه السلام في مكة فان هذا يعني ازدياد جراح وتشقق المسلمين.انتهى مجلسنا هذا واسال الله ان ينال رضاكم وسيكون مجلسنا القادم ان الحسين عليه السلام هو الذي راسل قبل ان يراسلوه والمكان الذي كان يريد ان يقصده بعد مكة ليس الكوفة وكيف تغيرت رحلته؟!! .
https://telegram.me/buratha