الشيخ اكرم البهادلي
هناك كلمة طيبة جدا وحكيمة لقائد سياسي عراقي كبير يقول فيها ( الانتخابات تشبه عملية الطبيب والمريض ) فالشخص المريض لابد له من ان يذهب للطبيب لانه ان لم يذهب للطبيب فانه سيشتد به المرض والوجع فيموت اما الشخص الطيب غير العليل فله ان يذهب للطبيب لفحص نفسه والاطمئنان وله ان لايذهب والانتخابات كالمريض فكلنا يقر بان الوضع الخدمي ليس جيدا ومع حفظ ما للحكومة من منجزات لكن الحكومة فشلت في ملفين مهمين هما ملف الخدمات وملف الامن وهو امر متفق عليه سواء رضينا ام ابينا وان تشخيص هذا العيب ليس جريمة وان اقررنا بذلك يتطلب منا معالجة هذا الامر وان العلاج الوحيد والناجع هو الذهاب الى الانتخاب ولكن هذه المرة الذهاب يختلف لان القائمة مفتوحة وقبل الخوض في هذه القضية اجد من الضروري القول ان العملية السياسية او الانتخابات هي من القضايا التي نقتل يوميا من اجلها فلماذا ترسل الينا الدول العربية هذه المفخخات وما الدافع من وراء هذه المفخخات اليست العملية السياسية هي المستهدفة والعملية السياسية من حيث انها تجربة او نموذج فالدول العربية تحاول ان تجهض النوذج العراقي حتى تقنع شعوبها بان الديمقراطية في العالم العربي لا تخلف الا الموت والدمار والسرقة واستباحة الاعراض وان مايفعله الرؤساء والامراء والملوك وابنائهم من جرائم وتعدي على حقوق موطنيهم هو اهون من ان يذهب المجتمع الى الديمقراطية التي ويلاتها انفجارات يومية وقتل واختطاف في الشوارع يومي هذه الرسالة يريد الاعداء ايصالها لذا علينا ان نتكاتف من اجل ان ينجح النموذج العراقي الذي بدأ يزحزح المنطقة برمتها حيث تخضع الدول مثل الكويت وقطر والبحرين والامارات ومصر الى ارادة الجماهير مكرهة يوما بعد يوم نحو النموذج الديمقراطي ويبدو ان النموذج العراقي الديمقرطي ينجح ويجد له صدى في العالم العربي المحاصر رغم ما يحدث من انفجارات وقتل ورغم تخلف الملف الخدمي بسبب تدني عقلية الحكومة وبسبب خوائها وان اختيارنا للحكومة القادمة بنجاح سيدفع بتجربتنا الى اسقاط التماثيل والاصنام العربية التي تجثم على حكم الدول العربية بقوة وسطوة الامن المركزي والجلاد والقمع وان نجحت تجربتنا فانها ستدفع بالشعوب لتقديم دمائها رخيصة لخوض التجربة وستسود ثورة الانقلاب على الظلم ، ان الذهاب الى صندوق الانتخاب هو العلاج الوحيد الناجع في دولة المؤسسات وان الاصرار على الانتخابات يجعلنا نختارر فلسفة الحكم او منطق الحكم الصحيح لان المقدمة ان كانت صحيحة ادت الى نتائج صحيحة ومقدمتنا هي التداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات لان الدماء لا تدفعنا الا للدماء فالملوك قتلوا وسحبوا بالشوارع والثورة القاسمية انتهت بالدماء كما بدأت بالدماء والبعثيون ذهبوا الى مشانق العدالة لانهم قتلوا من كانوا قبلهم اذا سيرة الموت والقتل لن تدفع الا للقتل والموت وسيرة التحرر والتداول لن تدفع الى الرقي في اختيار الحاكم لذا علينا بالذهاب لصندوق الانتخاب لانجاح النموذج الجديد او فلسفة الحكم التي تعتمد السلم والسلام مادمنا نؤمن بالسلم والسلام ومادمنا نريد ان ندفع العراق نحو الاستقرار وعلينا ان اردنا ان نطور الملف الخدمي والامني ان نسير الى صناديق الانتخاب لانه ليس من مبرر لاحد في النكوس عن صناديق الانتخاب بحجة تخلف الخدمات لاننا ان قعدنا فلن نجد من يطور هذا الملف وهل من الممكن ان ينجح انسان اذا لم يذهب للامتحان ربما يفكر في انه لن ينجح لصعوبة الاسئلة ولكن ربما تاتي الاسئلة سهلة فينجح او ربما تاتي الاسئلة من الفصول التي ادركها جيدا اما ان يجلس فانه لن يشم رائحة النجاح وهكذا هو ملفنا الخدمي والامني ان اردنا ان ينجح فعلينا ان نثابر في في الذهاب للانتخاب وعلينا ان نبحث هذه المرة في البرامج الانتخابية وهذا الامر متعلق بامرين او ركنيين مهمين الركن المهم الاول هو ان نختار الكيان السياسي الذي يقدم برنامجا متكاملا ويتحدى به باقي البرامج لان البرامج تختلف ولقد انتخبنا في السابق من دون ان نسال عن برنامج القوائم وربما كانت الضرورة التي يعيشها العراق هي التي دفعت بنا ان نختار رغم اننا لسنا نادمين عن ذلك الاختيار وانا اتحدث عن نفسي لاننا حققنا بذلك الاختيار دستور نريده وقوانيين صحيح لم تكتمل الا ان الكثير منها كان منسجما مع مانريد وانا مؤمن بان ماحصلنا عليه في الفترة السابقة هو افضل مايمكن الحصول عليه واننا نامل ان نحصل على المزيد في المرحلة القادمة عن طريق اختيار البرنامج المناسب .
اما الركن الثاني المهم هو ان نختار من هو مؤمن ببرنامجه فالكثير من الاحزاب قدمت وستقدم برامج وربما البعض منه برامج مهمة وجيدة لكن ليس المهم ان يكون البرنامج عظيما الا ان من يطرحه يطرحه لغرض انتخابي وربما الفترة المنصرمة جعلتنا نعرف من يضع برنامجه للتطبيق ومن يضع برنامجه للانتخاب فقط وعبور مرحلة الصندوق ومن الضروري ان نوصل المؤمنيين ببرامجهم من الثقاة فقد وصل في البرلمان السابق بعثيون وهم اليوم سبب المآسي والبلايا .
https://telegram.me/buratha