عماد الاخرس
لقد تم الإعلان عن المرحلة الأولى لجولة التراخيص الثانية لحقول النفطية العراقية وحصلت الكثير من المحافظات العراقية على نصيبها من الشركات الاستثمارية لتطوير حقولها النفطية .. إلا أن محافظة ديالى لن تحصل على نصيبها بحجة عدم تقديم الشركات أية عروض لتطوير حقولها الشمالية (ديكلة بات) و (قمر) و (الخشم الاحمر) و (ناودمان) والتي تتمتع بنفط خفيف وكميات كبيرة من الغاز وذلك حسب ادعاء السيد وزير النفط .. حقا أمر عجيب .. لأن ما يعرفه الجميع هو إن كبرى الشركات العالمية تتصارع علنا ومنذ سنين للحصول على أي استثمار بالعراق وخصوصا في المشاريع النفطية !
لذا من حقي كعراقي يتشرف بأصوله المنحدرة من هذه المحافظة الجريحة أن أوجه الأسئلة المحيرة التي تدور في ذهني وأهالي محافظتي الكرام إلى أعلى هرم في وزارة النفط ..ابدأها .. لماذا عزفت الشركات الاستثمارية عن تقديم عروضها لتطوير الحقول النفطية فى محافظة ديالى ؟ هل إن نشاط الإرهاب فيها يقف وراء ذلك ؟ وإذا كان هذا احد الأسباب .. لماذا قدمت الشركات عروضها للاستثمار في محافظات أكثر سخونة ومنها بغداد والموصل ؟ هل هناك مشكله في عائديه هذه الحقول بين الحكومة وإقليم كردستان؟ هل هناك مشكله تتعلق بتطوير هذه الحقول مع دول الجوار مثل ( ايران ) ؟ وأخير أسئلتي .. هل ستبقى حقول هذه المحافظة بدون استثمار والى متى ؟
وبصراحة أقولها لك سيدي بان هذه القضية أصبحت مصدر شك لدى المواطنين في ديالى جعلتهم يشعرون بحساسية عاليه تجاهها .. لذا فغاية مقالنا هي الحصول على إجابات واضحة ووافيه من قبلكم عن الأسئلة أعلاه و لكي لا ينعكس سوء فهمها سلبا على العملية السياسية الجارية في العراق الجديد لأن البعض من الحاقدين عليها بدا يستغل هذه القضية في إقناع المواطن بأنها مقصوده من قبل الحكومة اتجاه هذه المحافظة بسبب نشاط الإرهاب فيها .. واعتقد وصلتك أنباء تصريحات البعض من الساسة المشاركين فيها ومضمونها بان هناك أهداف سياسيه وراء عدم فتح باب تطوير الحقول النفطية في ديالى !
لذا نقولها .. إن المواطنين في هذه المحافظة الجريحة التي التهمها الإرهاب يجب أن يعرفوا وبوضوح الأسباب الحقيقية التي تقف وراء عدم تطوير الحقول النفطية في محافظتهم .. أما الإشارة بعدم تقديم الشركات لعروضها فهذا أمرا يبقى مبهما وغير مقنعا . إن بدأ العمل بحقول هذه المحافظة يعنى فتح فرص للعاطلين عن العامل وتحريك السوق الذي اختفت فيه كل أشكال النشاط الاقتصادي الحقيقي من المصانع والشركات سواء في القطاع العام والخاص إضافة إلى مصيبة شحه المياه والظمأ التي قضت على الكثير من البساتين والأراضي الزراعية .. هذه الأسباب كانت سببا في تفشى الفقر والبطالة وبالتالي سهولة شراء ذمم المراهقين من قبل الحاقدين . أخيرا .. أتمنى سيدي أن نحصل على أجابه وافيه للأسئلة الواردة في بداية المقال ونؤكد لك بان محافظة ديالى عراقيه وأهلها عراقيون يستحقون الرعاية أسوة بالمحافظات العراقية الأخرى وأكثر بسبب خصوصية معاناتهم خلال سنين الإرهاب وليس العكس بتحميلهم تبعية حفنه قليله جدا من الإرهابيين المغرر بهم.
https://telegram.me/buratha