قلم : سامي جواد كاظم
هلك معاوية واستجدت ظروف على الأمة الإسلامية والحسين عليه السلام حجة الله على أرضه والأمر له فيما يراه هو التصرف الامثل لهذه الظروف وقد صعقت الأمة الإسلامية في بلاد العراق والجزيرة بيزيد خليفة عليهم ولكن اهل الشام كان الامر الطبيعي والصحيح بالنسبة لهم ، ومن هنا فان أتباع دين رسول الله (ص) ينتظرون من الحسين عليه السلام أمرا .
وهنا لا بد من التنويه إن الإمام المعصوم عليه السلام عندما يتصرف تصرف معين يعتبر حجة ويجب علينا الالتزام به وان جهلنا لماذا و كيف فهذا لا يمنع من الالتزام بما يأمرنا به المعصوم فان علمنا فهذا يزيدنا علما وهو الأفضل وان قصر فهمنا فنتمسك بما امرنا رسول الله (ص) التمسك به الكتاب والعترة . لو قلت إن الإمام الحسين عليه السلام يطالب بالخلافة وان احد أهم أسباب خروجه الرئيسي هو المطالبة بالخلافة التي هي حقه ، اعلم ان هنالك من يرفض هذا الرأي ولكن مهلا عليّ لاتحدث بالمصادر والعقل .
الفكرة العامة لدى الامامية انهم لا يرغبون بالسلطة وهذا الفهم الخاطئ جعل الظلمة تزداد ظلما علينا ، إن السلطة هي أهم أداة لتحقيق العدل الإلهي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالرغم من إمكانية تحقيق الواجبات الإلهية من غير سلطة الا أنها بالسلطة هي الأفضل وهاهم الامامية دفعوا الثمن غاليا منذ استشهاد امير المؤمنين عليه السلام والى يومنا هذا حتى بات اثره واضحا على الوضع السياسي في الدول التي يتواجد فيها الامامية والعراق نموذجا لما يجري على الشيعة بسبب السلطة .
ان الحسين عليه السلام يريد الخلافة ليجعلها وسيلة وليس غاية والادلة على ذلك كثية كما جاء في المصادر ومنها مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص182 في حديث للحسين عليه السلام مع عبد الله بن الزبير بعد ما استدعاهما الوليد لقصره وتنبؤ الحسين عليه السلام بهلاك معاوية لرؤية رآها في منامه كان قصر معاوية يحترق قال الحسين عليه السلام لابن الزبير : اما انا فلا أبايع ابداً لان الامر كان لي بعد اخي الحسن فصنع معاوية ما صنع وكان حلف لاخي الحسن ان لا يجعل الخلافة لأحد من ولده وان يردها عليّ ان كنت حيا .......انتهى ، تمعنوا في عبارة لان الامر كان لي بعد اخي ، وهذا ما أشرت اليه في المقدمة .
ولما عزم الحسين عليه السلام مقابلة الوليد اصطحب معه جماعة من أصحابه وخدمه وأتباعه وأشار إليهم ان علا صوته فليدخلوا تحسبا من غدر الوليد فالحسين لا يرمي نفسه للتهلكة ابداً ، ولا اريد الحديث عن ما جرى في قصر الوليد بين الحسين عليه السلام والوليد و مروان بن الحكم ولكني اقتطف هذا المقطع من حديث الحسين عليه السلام للوليد بعد ما ذكر الحسين مساوئ يزيد قال : فمثلي لا يبايع لمثله ولكن نصبح و تصبحون وننظر وتنظرون أيّنا احق بالخلافة والبيعة ـ الخوارزمي ص 183 ، المقتل للمقرم ص143 ـ وهنا يقول الحسين عليه السلام اينا احق بالخلافة والبيعة ......
للعلم ان مروان الذي يحث الوليد على ضرب عنق الحسين عليه السلام ان لم يبايع فان له عدة مواقف غادرة وخائنة منها انه قتل طلحة في الجمل وهم من فريق واحد وثانيهما انه اسر لدى الإمام علي عليه السلام في معركة الجمل وتوسط الحسنان للافراج عنه وابيهم عليه السلام يعلم بنفس هذا الخبيث ولكن اكراما للحسنان عليهما السلام اطلق سراحه ولما اراد ان يبايع الامير رفض بيعته وقال انها كف يهودية ، ومروان الذي لم ياويه احد لما انتفضت المدينة ـ ثورة ابن الزبير ـ غير الامام السجاد عليه السلام ولما تسلط على رقاب الناس كان اول من نال غدره الامام السجاد عليه السلام .
وفي ليلة السادس والعشرين او السابع والعشرين من رجب غادر الحسين عليه السلام المدينة متوجها الى مكة مع عياله حيث كان عبدالله الرضيع عمره يوم او يومان أي ان امه كانت في مرحلة النفاس . امران امام الحسين عليه السلام بديلهما امران الاول هو المطالبة بالخلافة والثانية هي استحالة البيعة ليزيد والعكس هو فقدان الخلافة فهذا لا يهم ولكن يبايع يزيد هذا هو المستحيل بعينه وهنا امتناعه عن البيعة هي التي تستحق الوقفة والبكاء والحديث والتعظيم والتبجيل والبحث ودراسة الابعاد وجني الثمار.
فالموقف بين الحسين عليه السلام ويزيد الفاسق ليس المطالبة بالبيعة ورفض الحسين لها ليس هكذا الامر فقط بل انه اكبر من ذلك بكثير ، فمسالة ان الحسين عليه السلام يصف يزيد انه فاسق وشارب خمر فان الحكام الامويين هنالك من كان افسق منه وأخس منه ولو لم يقتل يزيد الحسين عليه السلام لكان هنالك من سبقه في ميدان ارتكاب الموبقات فضلا عن ابيه معاوية فهنالك بقية الخلفاء الامويين فيزيد الثاني أخس من يزيد الاول المشهور بحبابة وسلامة وكان يسكر ويتغنى بهما حتى انه عمل بركة وملأها بالخمر وجلس فيها عريان وهو يشرب منها كالكلب حتى ان نقص الخمر في البركة بان لكثرة ما شرب منها وان هذه المجالس الفاجرة والعاهرة كانت تهيؤها له زوجته حفيدة عثمان بن عفان واسمها سعدة حيث هي التي اشترت له حبابة وليختلي بها وهو سكران ويغني ، الم يامر جاريته بان تلبس ملابس الرجال وهي تحته يزني بها وتخرج لتصلي جماعة بالمسلمين وفعلت ذلك بالفعل ، اين موبقات يزيد الاول من موبقات يزيد الثاني ؟!!!.
وعلى ذكر الخليفة الثالث الم يولي اخيه غير الشقيق على الكوفة ويصلي الفجر بالمسلمين وهو سكران يتقيأ من الخمر ويقول للمصلين هل ازيدكم أي يصلي الفجر اكثر من ركعتين .لنعد الى حبيبي وحبيبكم وحبيب الاحرار في العالم انه الحسين عليه السلام وقد حط برحله في مكة فماذا جرى هنا سنتحدث عن ذلك في مجلسنا القادم .اتمنى ان اكون قد وفقت في طرحي هذا وانكم لاول مرة قراتم هكذا طرح .
https://telegram.me/buratha