عماد العتابي
كثيرة هي دروس أبي عبد الله الحسين ( ع ) .... وستظل خالدة أبد الدهر ... باقية ما بقي الليل والنهار ... كريمة الفكر مثل كرم ال هاشم ... قوية النشأة مثل قوة الحق ... .... وعظيمة النتائج مثل عظمة صاحبها....تعلم منها الغريب قبل القريب ... كيف لا وقد قال فيه عظماء العالم كل خير وتفنن في مدحه حتى مخالفيه في العقيده ... وتمنوا لو تتعلم منه شعوبهم رغم أختلافهم الفكري والديني ..... قيل الكثير في الامام الحسين وثورته في كل زمان و مكان ... يكاد لا يخلو بلد من فكرة الامام الحسين في كيفية العيش بحريه ... وكيفيه الثوره على الظلم حتى لو كانت الدماء الزكيه هي مهرها ... وحتى لو كانت الارواح الغاليه هي عنوانها ... يقول غاندي :: لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين شهيد الإسلام الكبير ... ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين ....
وقال في الامام وثورته الكثير وهكذا فعل بعض المفكرين في أنحاء العالم .... ولأن الحريه هي عنوان أي ثوره فأني أجزم مقتنعا بأن ثورة الحسين ( ع ) وبالاضافة الى أهدافها الاسلامية المعروفه فأنها بالتأكيد كانت من أهم دروس الانسانيه في الحريه أن لم تكن أهمها على الاطلاق ... فقد قدم الامام الحسين خيرة أبناء بني هاشم على مذبح الحرية وصاروا عنوانا لها.... وعليه فالحرية التي ننادي بها ونتغنى بها هي ليست مجرد فكرة سطحيه مفادها أن نعمل ما نشاء دون قيود فهذه هي العبثيه بعينها ... أنها لا تعني أن نتبع شخصا ما والى الابد فهذه هي العبوديه ... كما أنها بالتأكيد لاتعني أن نقول كل ما في خاطرنا لأن هذه هي السطحية .... الحريه كما أفهمها وكما تعلمتها من موقف أبي عبد الله الحسين هي حرية النفس ... حرية الفكر الملتزم المنطلق نحو الافاق ... فلا عبودية لغير الخالق ... ولا تبعيه لأي مجموعه مهما تكن هذه المجموعه ... فعندما نكون أحرار في أنفسنا وفي طريقة تفكيرنا وفي تنفيذ هذه الافكار سنكون تلقائيا أحرار في مجتمعنا وستقودنا حريتنا الى فهم الاخر وأعطائه حقه وحريته ... وأن نتفهم وجهة نظره مهما أختلفت عنا ... كما ستكون حريتنا سببا في تحرير الاخر من نفسه ومن عبوديته للأشياء والاشخاص ...وسنكون جميعا أحرارا كما أراد الامام الحسين حين حول (( أنتصار الدم على السيف )) الى حكمة عالميه وجعل المظلوم عنوانا للأنتصار ..... يا ترى هل سينتصر دم الابرياء على سيف الارهاب ؟؟ وهل سيحول العراقيون ظلمهم الى أنتصار ؟؟؟ هذا هو ما أؤمن به وهذا هو ما سيكون ....
https://telegram.me/buratha