( بقلم: عبد الكريم الحيدري )
اختتم قبل أيام في لندن المؤتمر الدولي للمقابر الجماعية في العراق نظمته ( مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات في بريطانيا ) ومقرها لندن, وألقيت في المؤتمر العديد من البحوث القيمة حول المقابر الجماعية التي انشأها نظام صدام المقبور, منها بحث بحث الدكتور صاحب الحكيم والدكتور إبراهيم بحر العلوم والدكتور طالب الرماحي الذي جاهد على مدى ثلاث سنوات لتخليد ذكرى شهداء المقابر الجماعية الذين نستهم الحكومات الثلاث المتعاقبة بعد سقوط النظام, ولم تذكر وتخلد الشهداء إلا عبر حملاتهم الانتخابية وقد تساءل المثقفون والإعلاميون في النجف الاشرف التي قدمت اكبر عدد من الشهداء عبر تاريخها المعاصر سيما بعد الانتفاضة الشعبانية, عن عدم تسمية الإدارة المدنية احد ساحاتها او شوارعها أو مدارسها بهؤلاء الأبطال, فضلا ً عن إقامة نصب تذكاري يخلد هؤلاء الأبطال الذين نالوا الشهادة على يد اكبر جلاد دكتاتور في التاريخ وقدموا أرواحهم قرابين لدينهم, ومذهبهم, مذهب الحق, مذهب أهل البيت(ع), إنهم بحق شهداء الإسلام... وتحدوا الطاغوت ودباباته وطائراته وجلاوزته وجعلوها هباءً منثوراً.. إنها حقاً المعادلة الظالمة.. فأين تلك الوعود برعاية عوائلهم.. وأين تلك الدعوات التي علت المنابر وقالت إنها ستكرم هؤلاء الشهداء.. لربما قائل يقول بعد حين.. فنقول كلا .. لان اغلبهم ليس لديهم احد من هؤلاء الأبطال.. من منا ينسى رحيم الكعبي.. رياض الياسري.. محمد الخرسان وإخوته.. إبراهيم الخوئي ورفاقه .. حيدر العبودي.. العذاري.. فخر الدين.. محيي الدين.. الجصاني.. معلة.. العكايشي.. الطرفي.. الخاقاني.. التميمي.. أولاد سفر علي.. بحر العلوم.. الحكيم الطريحي.. الجواهري.. آل المعمار ..الحلو... وعشرات العوائل والأسر النجفية الأصيلة التي قدمت أبناءها قرابين.. نجد إن جميعها لم يتبوأ احد منهم احد المناصب وان أبناءها ما زالوا عاطلين عن العمل ولايستطيعوا حتى أن يوظفوا أولادهم عمالاً في البلدية أو البريد فضلا ً عن الشرطة المحلية وأجهزتها.. وإنهم يومياً يطرقون أبواب اللئام.. فيجدوها مفتوحة لأولئك المتحزبين ... وموصدة بوجههم.. لا لشيء إلا لكونهم بعيدين عن الانتماءات الحزبية وانصهروا بحب ولاية أمير المؤمنين (ع).
وبعد كل هذا نجد وسائل الإعلام لم تتطرق ولو ببنت شفة عن أول مؤتمر عالمي لشهداء المقابر الجماعية.. فخلال الأيام الماضية راقبت القنوات الفضائية ومعظم الصحف المحلية والوطنية في العراق ومواقع وكالات الأنباء وشبكاتها.. فلم يتطرق احد ولو من بعيد عن هذا المؤتمر.. إنها مظلومية أخرى تضاف لمظلومية أتباع مذهب الحق..
اني اعرف شخصياً منظم المؤتمر الدكتور طالب الرماحي ابن النجف الاشرف البار وشاهدته كيف يتجول من مدينة لأخرى ومن مقبرة لأخرى.. ومن مؤسسة لأخرى لأجل توثيق المجزرة .. وقابل ذوي الشهداء واتصل بالمثقفين والكتاب والسياسيين.. لأجل توثيق المقابر الجماعية .. تعرفون لماذا؟ لأنه بحق احد أبنائها.. ويسعى بإخلاص وجد لكي لا ننسى جرائم الطاغية تمر مرور الكرام.. وانه سعى للاتصال بكل من يريد أن يساهم.. فقلت له لماذا لا تلتقي بـ ( ) وتعرض له مشروعك.. فما كان من فلان إلا إنه رفض مقابلته بحجة إن الكثير يستغل مقابلته ويتاجر بها بوسائل الإعلام؟! فمن هو الذي يتاجر بدم الشهداء .. بدم إخوتنا وأحبتنا الجواب متروك للتاريخ.
https://telegram.me/buratha