قاسم العجرش
تصاعدت العمليات الأرهابية مؤخرا حدو وأخذت منا الكثير ، أحبة كانوا في سويداء العيون وما بين الشغاف والقلب كنا نضعهم وفقدناهم على حين غرة نتيجة لتظافر عدة عوامل يمكن تلخيصها هنا بعدة نقاط:أولا: أن أعداء التحول السلمي نحو الديمقراطية من بقايا البعث لا يروقهم أن يروا أنفسهم خارج نطاق حركة التأريخ في وطننا وهو يمضي بنا يحث الخطى نحو واقع جديد بلا بعث وبلا آلام وبلا آثام وبلا قيح صدام، ويقينا فان هذا الواقع مغاير تماما لعقيدتهم الشمولية ولفكرهم المبني على أحادية التوجه نحو اهداف باتت خارج نطاق المقبول ليس محليا وأقليميا فحسب بل عالميا ايضا، ولذا فهم أي البعثيين وحلفائهم من بقايا عصور الجهالة ونتاج فكر السقيفة المتمثل بالأصولية التي تدعي الأسلام ونحتت لها أسما بلا دلالة منطقية هو القاعدة ـ هذا الأسم يذكرنا بالقاعدة التي أتخذها أبن الوليد خلف جبل أحد لينقض على الأسلام الوليد في لحظة ضعف ـ قد صمموا على تخريب العملية مهما كان الثمن ، حتى ولو كان الثمن القضاء على الشعب العراقي برمته ، تماما مثلما قال جرذ العوجة بأنه سيسلم العراق للمحتل أرضا بلا شعب !وثانيا : أن شركاء في العملية السياسية حاولوا هم أيضا وضمن ذات السيناريو المتفق عليه مع التحالف البعثي التكفيري تخريب العملية السياسية ونتاجها أنتخابات مجلس النواب القادمة عبر بوابة ما يسمى الحق الدستوري الذي تمتع به عضو محلس الرئاسة السيد طارق الهاشمي، الذي اشترك عن عمد أو بدونه في عملية زعزعة الأمن عبر تلك البوابة؟ وتتذكرون كيف أوصل السيد الهاشمي الأمور الى حافة الهاوية، وكيف وضع البلاد قرب آتون أزمة دستورية وقانونية خدمة لمصالح انتخابية ضيقة وعازفا لعزف منفرد على ربابة الطائفية التي لم يغادرها مطلقا بالرغم من أدعاءه خلاف ذلك وهو ما لم تستطع كل التصريحات التجميلية حجبه.وثالثا : أن شركاء آخرين ايضا في العملية السياسية ولدوافع أنتخابية معروفة لم يراعوا حساسية المرحلة وخطورة أي تصرف غير محسوب النتائج فصعدوا كثيرا من سقوف أطروحاتهم السياسية ومطالبهم المشروعة وغير المشروعة مما شكل أرضية وبيئة مناسبة لتدهور أمني متوقع، وفي هذا الصدد أتخذت قضية كركوك منطلقا للمصالح الفئوية مع أنها ليس لها علاقة بأنتخابات مجلس النواب على الأطلاق، فكانت النتيجة أن خلافات البرلمان وصيحات النواب المتشددين فيه تترجم الى مفخخات في شوارع بغداد والموصل والى جرائم أخطر في كركوك ودبالى.ورابعا:أن هناك حالة من الترهل في العمل الأمني نتيجة ميل قيادات الأجهزة الأمنية العليا الى الأطمئنان الزائد عن الحدود المقبولة الى مستويات الأستقرار الأمني ، وتمريرهم صورة وردية عن الواقع الأمني من خلال التلقيل من قيمة ما يحدث على الأرض وحجب الكثير من اخبار الحوادث الأمنية عن مصادر القرار العليا، مما عكس صورة زائفة عن الوضع الأمني لدى قيادات البلاد العليا وجعلها تطمئن الى أداء الأجهزة الأمنية أطمئنانا لا يتناسب مع حقيقة تراجع الأداء, ومع أن تلك الأجهزة قدمت تضحيات جسام في المعركة ضد الأرهاب ، لكن الكثير من تلك التضحيات كانت نتيجة للقيادة السيئة التي كانت تلقي بالنشامى من أبناء الجيش والشرطة لقما سائغة بفم الأرهابيين. لقد فقدنا أحبة أعزاء من رجال الجيش والرطة نتيجة لعدم مهارة القيادات الأمنية وعدم تخصصها.ولا ندري من أين توفرت الخبرة الأمنية مثلا لضباط الدفاع الجوي السابقين ليقودوا ةزارة الداخلية مثلا؟ ولا نعلم كيف تأتى لمضمد صحي أن يقود مفصلا أمنيا مهما، وهناك أمثلة لا تعد ولاتحصى عن رجال يشغلون مواقع أمنية حساسة ليس بين وجودهم فيها وتحصيلهم العلمي أو تخصصهم العسكري أدنى علاقة!وخامسا: أن سياسة التعامل مع البعث والقوى المسلحة والتفاوض معها خلف الستار والتصافح معها تحت الطاولة وفر فرصا كبيرة لتسلل عناصر بعثية ومعادية كثيرة الى أجهزة الأمن والجيش والشرطة فكانت النتيجة أن حوالي عشرين ألف عنصر قيادي بعثي على الأقل من أجهزة نظام صدام القمعية وأجهزة المخابرات والأمن وفدائيي صدام وقوات المهمات الخاصة والحرس الخاص وطواريء الأمن وطواريء الحزب يتبوأون اليوم أرفع المناصب والمراكز الحساسة في الجيش والشرطة وألأمن والمخابرات فكانت الأيام الكارثية هي نتاج تلك السياسة الخرقاء التي روج لها دعاة المصالحة من معتنفي أطروحة ((دولة القانون)) مع قتلتنا وقتلة آبائنا من قبل وقتلة أبنائنا من بعد..وسابعا: أن البيئة القانونية المرتبكة مؤسسيا وأدائيا جعلت الأرهابيين يطمانون الى أن مصيرهم لن يكون إلا كمصير من سبقهم من عتاة المجرمين الذين خرجوا من السجون يتلمضون ماسحين شواربهم الكثة المصطبغة بدماء العراقيين الذين لاكوا أكبادهم في حفلة ((أحد)) الجديدة مثلما فعلت جدتهم هند زوجة سيدهم أبي سفيان الذي قال تلقفوها تلقف الكرة وحفظوا الدرس منه الى البد .وثامنا: وهذا هو المهم أن قيادة الحكومة ولأمر غير مفهوم تمسكت بسياسات خاطئة بمجملها بأدارة الملف الأمني ولم تستمع أو تقبل الأستماع الى آراء المخلصين وأكتفت بآراء شلة المستشارين الفاسدة الفاشلة التي تحيط بها فكانت هذه هي النتيجة دماء فوق دماء وتحتها دماء ومن جانبيها تفور الدماءحفظكم الله ...
https://telegram.me/buratha