رغم توصياتي للأخوة في الوكالة أن لا ينشغلوا بكل الشتائم والسباب الذي تتعرض له الوكالة والكثير من رموزنا الوطنية والدينية من قبل موقع شبكة دولة القانون، لأنني وجدت أن هم هؤلاء إشغالنا عن أهدافنا الأساسية التي نهضنا بها، إلا إني تلقيت مقالاً من أحد القراء صادر عن الشبكة بحق النائبة العلوية شذى الموسوي، ولم أجد نفسي إلا باكياً بعد ان أتممت قراءة المقال.
المقال كتبه شخص يسمي نفسه حمد العراقي، ولا أشك أنه مستعار كما ولا أشك إنه احد أعضاء مجلس النواب لطبيعة التفاصيل التي يذكرها كاتب المقال عن النائبة الموسوي، ولطبيعة اعتماده على استخدام العبارات الأدبية الخاصة بالسباب الجنسي، فإنه واحد لا غير لأني كنت أعرف لغته هذه من عدة جلسات سمر جمعتني به في أيام المهجر في قم ودمشق قبل أن يسافر للندن!! ولم يبكني ما كتب حمد العراقي بقدر ما يهمني طبيعة الأخلاقية الهابطة جدا التي تعامل بها المقال والشبكة وروادها في موضوعهم.
ولنعود لأصل القصة ففي يوم حضور السيد رئيس الوزراء للبرلمان كانت النائبة شذى الموسوي قد اعترضت على كلام المالكي بأنه كان متناقضا ومتضاربا ولم يقدم أية إجابة على أسئلة البرلمان الجدية، وقبلها بيوم كان القضاء العراقي في صدد تعيين الموعد الخاص بالاستماع إلى شكواها من رئيس الوزراء ومن وزير النفط الشهرستاني، ولهذا في ليل يوم استضافة المالكي كتبت مقالة شبكة دولة القانون: المتحينكة اللهلوبة شذى الموسوي!! ومن عنوان المقال يمكن العثور على المعنى الأخلاقي الهابط، ولكن حينما تقرأ المقال تصدم بأخلاقية لم يصل إليها الكثيرين من أولاد الشوارع واقعاً، وأنا هنا لست مدافعا عن النائبة العلوية وإن كنت أجد الدفاع عن حماة المال العام وعن المخلصين وعن عوائل الشهداء واجبا ما بعده من واجب، كما وإني لا أنتقد الشبكة لأنها كتبت مقالا تجرح به هذا أو ذاك فعشرات المقالات كتبت وفيها تجريح برموز وطنية كبيرة وفيها من المغالطات والأكاذيب الكثير، وإني لم أكتب انتصاراً لمقال تعرض فيه الكاتب النائب لواحدة من بنات رسول الله (ص)، وأقولها صراحة ليس هذا ما استفزني، وإن كان مؤلماً جداً!! ولكن حقيقة أخلاقية وحيدة هي التي استفزتني بشدة وبقية المواضيع جاءت بالتبع لها.
نحن عراقيون وندعي إننا من الإسلاميين، وبالتالي فإن سياقاً أخلاقياً وعرفياً يحكمنا في أشد لحظاتنا تأزماً فضلاً عن أوقاتنا العادية، وقد نختلف ولكن هناك معايير تمسك بنا لكي لا يشط بنا الاختلاف عن الطريق، وما وجدته في المقال هذا خروجاً عن جميع أعرافنا وسلوكياتنا كعراقيين ومن العار أن يكون هذا المقال منسوباً لمن يصف نفسه انه ينتمي لحزب إسلامي!
إذا كانت العلوية شذى الموسوي صاحبة الصرخات الصادقة لصالح عوائل الشهداء وضد حزب البعث ولتحصين المال العام وحفظ اموال الفقراء لم يشفع لها كونها زميلة برلمانية لمن كتب المقال الهابط، فكيف ترى الأخلاقيات التي تتحكم بصراعات الكتل السياسية؟! وإن كنا نرى في الخسة التي استخدمها علمانيوا الحزب العتيد في قضية مصرف الزوية مع الدكتور عادل عبد المهدي قد أفصحت بعض الحدود التي يمكن أن يصل إليها هذا الصراع، والعجيب إننا لم نجد أي أخلاقية مماثلة تحصل حينما يهاجم مصرف البياع من قبل قوة تحمل باج رئاسة الوزراء ويتصدى لها حراس المصرف بعد مصرف الزوية بأيام وحينما يسرق مصرف كركوك من قبل قوة هي الأخرى تحمل باجات تنتسب إلى القائد العام، فلم يتحدث احداً من الأطراف المنافسة للحزب العتيد عن ذلك أبداً، بل لم يلمحوا اطلاقاً لذلك، رغم إن فضيحة مصرف البياع تدخل نفس السيد رئيس الوزراء لكي يعتم عليها حينما نفي وجود حادثة في مصرف البياع!! رغم إن السياقات الرسمية كلها تؤكد حدوثها، ونفس التكذيب كان دليل إدانة!، ولو قدّر لي أن أضم لهذه الأمور حادثة زهراء الموسوي وحادثة الصحفي (الذي أساء لرموزنا كثيراً) عماد العبادي وكليهما كان تورط أفراد الحزب العتيد أتباع قانون الدولة!! فيهما من أوضح الواضحات، فإني سأخلص لمبدأ يجب أن يرتسم أمام أعيننا أثناء التحليل السياسي للمشهد يدلّنا على إن أي نسبة من الورع والخوف والعيب والحياء يمكن أن يتم تجاوزها بمنتهى السهولة، سهولة لم تكشفها ضحالة السباب الجنسي الذي كتب النائب مقالته فقط وإنما كان لمشهد زهراء الموسوي وهي تبتز حشمتها وعفافها من حراس الحزب العتيد صورتها الأوضح.
وإذا لم يشفع لشذى الموسوي ان تكون من العوائل المتضررة من النظام المجرم فأبوها قتل بسيارة مدير الأمن ابراهيم علاوي الشخصية وعماتها تم إبادتهن وعمها قتل، وهي وعائلتها أمضوا ليال مرعبة في سجون الطاغية، فلا أقل كان بالإمكان لتفجير بيتها في ظل دولتكم من قبل المجرم عدنان الدليمي وعصابته في حي العدل أن يجعلكم تحنون الرأس خجلاً منها ومن بقية العوائل المهجرة، بالرغ من إننا لم نجد في ردودكم ما تعرض واحداً منكم للعصابات الطائفية التي قتلت ونهبت وهجرت بإسم الطائفية، فلقد أثبتم إنكم حمائم مع قتلتنا، ولكنكم ضباعا مع أهلنا الذين حموكم من قبل!
وإذا كان عيب شذى الموسوي إنها انتقدت السيد رئيس الوزراء فهلا تكرم النائب الذي ينظر لسبابه الجنسي بجملة من الروايات ان يتذكر كلام أمير المؤمنين (ع): ويحكم إنه سب بسب أو عفو عن ذنب!
وإذا كان عيب شذى الموسوي أنها كانت صريحة مع أبناء شعبها ودينها حينما تصدت للفساد المالي وتصدت لأموال الفقراء ولهذا كانت صريحة جداً مع المالكي ومع حسين الشهرستاني، فلا أقل كان بالإمكان أن تستتروا أنفسكم ولا تتكلموا، أو إن أجبرتم على الكلام فردوا بما يحترم في العقول ولا ينفّر القلوب والشعور، ولكن لغة السباب وبهذه الطريقة المبتذلة تجعل الناس تتهمكم مباشرة لأنها ستتذكر مبدأ: لم نراهم يسرقون ولكننا رأيناهم يتعاركون على قسمتها!!
وإذا لم يأخذكم حياء من رسول الله (ص) أن تتعرضوا لأحفاده بهذه الطريقة، فلا أقل احترموا المرأة العراقية التي تتشدقون بأنكم تريدون ان تحموها وتصونون عفافها وتحفظون كرامتها.
وإذا كنتم تتحثون عن إنكم تريدون ان تعزّوا العشائر وتحفظوا قيمها، أتراكم حفظتم شيئا من عرف العشيرة تجاه المرأة؟ أهكذا وبهذه اللهجة تتحدثون عن إمرأة لتتهمونها لا لذنب إلا لأن ذنبها الوحيد أنها تزوجت من كردي؟ أيريد أن يقول ان شذى الموسوي تريد أن تاخذ للأكراد أفينسى أن أكثر من اعطى للأكراد في واقع الحال وعلى عكس الإعلام هو المالكي نفسه؟
من مرر عقود كردستان؟
من سمح لميزانية البيشمركة؟
من ؟ من؟
كثير في الجعبة تلك الأمثلة التي تشير إن المالكي وعلى عكس إعلامه كان يبتز العرب بتصوير نفسه بأنه ضد الكراد ولكنه في واقع الحال كان معهم، ولا مراء في إن التحالف مع الأكراد مهم جدا ولكن لماذا هذه الإزدواجية؟ أهي اخلاقية جديدة ينظر لها الحزب العتيد؟ أم انها تأتي لتكون مثلاً يصطف مع كثير من قصصكم التي علمتنا إن إعلامكم شيء وواقعكم شيء آخر تماماً، ودعني ألفت نظرك إلى شيء أساسي سيادة النائب المتفذلك وألفت نظر شبكتك: كم تحدثتم عن سوء البولاني؟ واليوم اتهمتم المجلس الأعلى أنه هو من يحمي البولاني؟ فإن كانت اتهاماتكم للبولاني صحيحة لماذا لم يتقدم السيد رئيس الوزراء للطلب من البرلمان بإعفائه من منصبه؟ وهو يراه منذ الأشهر السابقة لانتخابات المحافظات قد خالف التوافق على أن يكون بعيدا عن الحزبية، فلماذا صمت ولا زال صامتا لحد الآن؟ ولو التفت المجلس الأعلى للعبتكم ورأى فيها إنكم تريدون إبدال البولاني في أيام الانتخابات ليحل محله سيادة الفريق حاليا المضمد سابقا وكيل وزارة الداخلية الحالي عدنان الأسدي محله ولتكتمل اللعبة في الإمساك بموارد الدولة في أيام الانتخابات، أتراه ملاماً حينما لا ينسجم مع طروحاتكم إن كانت هذه خلفياتها، فكل اللعبة أنكم أردتم أن يتصارع البولاني مع المجلس الأعلى لتسلموا انتم بغنيمتكم النهائية؟!
على أي حال أنا لم أكتب في الجانب الشرعي لأنكم أعلنتم أنتم وبأنفسكم أنكم علمانيون، وأعمالكم لم تكذب هذا المدّعى ولكنكم واقعاً أخجلتم العلمانيين بما كتبتم. احزب إسلامي وهو يجرح بأخت لنا محجبة بهذه الطريقة؟ ولو كانت من إمعات النساء فلا يجوز فما بالك بمن عرّفت نفسها إلا الإعلام؟
أحزب علماني وهو يجرّح إمرأة بهذه الطريقة وتطعن في شرفها ويكنى عن امورها الشخصية بطريقة قذرة؟
أقانوني ما كتبتم؟
أم دستوري ما تفوهتم به؟
أتنصرون دولة للقانون وأنتم تخالفون أبسط التشريعات القانونية والعرفية والدينية والإنسانية؟ بالله عليكم عن أي دولة تتحدثون وعن أي قانون تتحدثون؟
عن أي دولة قانون تتحدثون وأنتم تقدمون رسالة في غاية السوء عن انتهاك القانون؟
اتقوا الله في حزبكم فوالله لقد أفجعتم كل شهدائكم وقتلتموهم آلاف المرات بأشنع مما قتلهم المجرم صدام، فالمجرم صدام قتلهم وهم كانوا يتسابقون إلى نيل هذا الشرف؟ ولكنكم جعلتموهم يستحوون من انكم جئتم من ورائهم..ليقرأ السيد نوري طعمة ما كتبه خليفته؟ ولتقر أعين السيد حسين جلوخان والسيد مهدي أبو العيس ولتقر أعين الشيخ حسين معن! ولتطمئن نفس الحاج سهل! ولينظر الشهيد موحان و...
ولا أستغرب إن كان الكثير من قيادات الحزب العتيد لا يقرون هذه الأساليب الرخيصة، ولكن إلى متى السكوت؟ أأبقيتم جريرة لم تسلكوها في تطبيق نظرية الغاية تبرر الوسيلة؟
عودوا إلى أنفسكم فوالله دينكم وعراقيتكم أغلى من الكرسي ومما ابتليتم به.
وبديهي اني لم أستغرب أسلوبكم التسقيطي الآخر حينما تلومون الكاتب وانتم بأنفسكم من يلوم لتقولون له لا تكتب بهذه الطريقة فأنت لست في موقع براثا!! قديما قيل: رمتني بدائها وانسلت ولكن يفتخر براثا أنه كان دوما مدافعا عن حق المظلوم وصائنا لحرمة المظلومات ولم نسقط في يوم من الأيام في الوحل الذي سقطتم به، وسبابكم لنا هو على طريقة: اللهلوب المتحينك الذي يحسد من علا!
واعتذر لك سيدتي العلوية فنحن قرابين دون حجاب الطهر والعفة!
محسن علي الجابري
https://telegram.me/buratha