( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )
اهلاً بشهر الله.. اهلاً بشهر القرآن.. اهلاً بشهر ليلته خير من الف شهر وسلام هي حتى مطلع الفجر.هذا شهر الله قد حل بين ظهرانينا وها نحن نزداد اصراراً بالمضي في بناء دولتنا وتجربتنا واستعادة كرامتنا.يقيناً ان دماءً عراقية ستراق بسلاح الغدر والارهاب الذي استجمع كل فلوله في مواجهة ارادة العراقيين وصبرهم وتضحياتهم كما سالت هذه الدماء يوم امس ونحن نقف على اعتاب شهر الرحمة. لكن اياً كانت تلك الدماء فإنها ستبقى نفس الدماء التي روت شجرة الاسلام في بدر ومثيلاتها من الصفحات الناصعة التي صنعها الاسلام المحمدي الاصيل.
في رمضان هذا يحدونا الامل الكبير من ان شعبنا سينهل من معين هذا الشهر الفضيل كل فضائله وقيمه ومعانيه بعد ان سافر بعضنا مع كل الشهور بغير ما جاء به القرآن ورمضان وليلة القدر.في هذا الشهر ندعو من الاعماق لاخواننا من أي جنس كانوا ولأي طائفة ينتمون ان يترفعّوا فوق كل الضغائن ويسموا فوق كل الصغائر ويولوّا وجوههم صوب الله لا ليواجهوا النفس بالجوع والعطش انما ليجعلوا موائدها اشكالاً من الرحمة والرأفة التي يلتقي عليها المسلمون، فلا غدر ولا فجور ولا اعتداء على الحرمات ولا انتهاك للكرامات كي تبقى ايادي الشياطين فيه مغلولة.
صوم رمضان تدريب ثوري يمرّن الفرد كيف يثور على واقعه ويقلع عن مفاسده ويتخلص من ادرانه وجرائمه وذنوبه ومعاصيه ويسلك الطريق الذي يقربه زلفة الى الله سبحانه وتعالى. شهر رمضان ثورة على الواقع الذي يريد ان يفرضه علينا اعداء الامة وتغيير شامل لحياة خرساء عرجاء باغية يحاول اولئك البائسون ان يؤطروننا بها.
ليكن ايها العراقيون شهرنا هذا شهراً للمودة والمحبة وموحداً لكلمتنا ومفرقاً لخصومنا، ولنكن كذلك ممن خصهم نبي الرحمة (ص) بخطبته حين قال: "ايها الناس انه قد اقبل عليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله افضل الشهور وايامه افضل الايام ولياليه افضل الليالي وساعاته افضل الساعات هو شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله وجعلتم فيه من اهل كرامة الله.
ايها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الاقدام ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله حسابه". هنيئاً لنا هذا الشهر ونسأله تعالى ان يعيده على عراقنا وامتنا وقد تكللت اهداف شعبنا بالامن والاستقرار والازدهار والقضاء على الارهاب وفلوله لينعم الجميع بحياة الاسلام والسلام ودفء محبة الوطن.
https://telegram.me/buratha