قلم : سامي جواد كاظم
نعم الموضوع سابق لاوانه ولكن ماذا افعل ان اخذت حيز تفكيري هذه البطلة بكل معنى الكلمة والفكرة التي تاتي في خاطري ان لم التقطها بالورقة والقلم فانها تذهبواقعة الطف غنية بكل العلوم والثقافات فلو تبحرنا في مقطع من هذه الواقعة فاننا نستدل بها على ثمرة فكرية او علمية تنير لنا الدرب .نحن الامامية اعتقادنا يقين الا وهو ان الارض لا تخلو من حجة وقد جاء الاكثار من هذه الاخبار بخصوص هذا القرار فحجة الله في الأرض هو منهل التشريعات الالهية التي تقوم حياتنا بكل مفاصلها .والادلة كثيرة على ذلك منها رواية هشام بن الحكم وهو من أصحاب الإمام الصادق (ع) ، فقال إن منزلة حجة الله في النظام الكوني كالقلب في بدن الإنسان، فكما أن الإنسان بحاجة إلى القلب كذلك الأمة بحاجة إلى الإمام (ع) ، والمعلوم ان الله عز وجل خلق الخليفة قبل الخليقة حتى يكون هو الحجة التي يحاجج بها عباده ومن هذا هنالك قواعد اصولية تسمى البراءة العقلية والشرعية ومفادها قبح العقاب من غير بيان الله عز وجل خلق نور حججه الطاهرين (عليهم أفضل الصلاة والسلام) قبل أن يخلق الخلق أجمعين، فكان أول مخلوق هو حجة الله، وآخر موجود يغمض عينيه عن الدنيا هو حجة الله أيضاً، حيث بموته يفنى العالم.عن الحسين بن أبي العلاء قال: قلت لأبي عبد الله (ع) : تكون الأرض ليس فيها إمام، قال: «لا» قلت: يكون إمامان، قال:«لا إلا وأحدهما صامت» ...في واقعة الطف الامامان الحسين وولده السجاد عليهما السلام وكان السجاد (ع) عليل كما هو معروف لدينا وكثيرا ما كان الحسين عليه السلام يوصي زينب عليها السلام بالعناية بولده ومنعه من القتال .والان في مشهد من مشاهد هذه الماساة الا وهو في قصر ابن زياد اللعينعندما ادار بصره في بقية الأسرى من أهل البيت فوقع بصره على الإمام زين العابدين، وقد أنهكته العلّة فسأله:مَن أنت؟ اجاب :(عليّ بن الحسين..) ، أوَ لم يقتل الله علي بن الحسين،فأجابه الإمام بإناة: (قدْ كَانَ لِي أَخُ يُسَمّى عِليُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَتَلْتٌموهُ، وَإِنَّ لَهُ مِنكُم مطَالبِاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ..)، فصاح غاضبا ابن مرجانة :الله قتله.فأجابه الإمام بكّل شجاعة وثبات:(أَللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا، وَمَا كَانَ لِنفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ..).فرفع عقيرته قائلاً:وبك جرأة على ردّ جوابي!! وفيك بقية للردّ عليَّ...والتفت إلى بعض جلاديه فقال له:خذ هذا الغلام واضرب عنقه.، فاحتضنت ابن أخيها، وقالت لابن مرجانة:(حسبك يَا بْنَ زِيَادٍ مَا سَفَكْتَ مِن دِمَائِنَا، إِنَّكَ لَمْ تُبْقِ مِنّا أَحَداً، فَإنْ كُنْتَ عَزَمْتَ عَلى قَتْلِهِ فَاقْتُلْني مَعَهُ..).وبهر الطاغية وانخذل، وقال متعجّباً:دعوه لها، عجباً للرحم ودَّت أن تقتل معه.لقد أنجا الله زين العابدين من القتل المحتم ببركة العقيلة فهي التي أنقذته من هذا الطاغية الجبار.هنا لنقف عند هذا المشهد قليلا ونغترف من العلوم كثيرا .، وكما اسلفنا الى ضرورة وجود الحجة على الارض .فلو نفذ الطاغية ابن مرجانة امره بقتل السجاد عليه السلام فان الغضب الالهي سيقع عليهم لا محالة عندما تخلو الارض من حجة وقصص الانبياء عليهم السلام غزيرة بهكذا احداث فكم من نبي امره الله ترك قريته حتى تخلو من حجة وينزل الله عز وجل عليهم غضبه منهم قوم نوح ولوط وشعيب عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والتسليم .هنا قيام زينب عليها السلام باحتضان السجاد عليه السلام ومنع اللعين من تنفيذ امره ماهي ابعاده ومدلولاته ؟فاما ان زينب عليها السلام تعلم بعواقب الامور وانها في احتضانها لابن اخيها عليهما السلام يكون حفظا لرحمها وتنفيذا لوصية اخيها ودفعا للبلاء عن امة جدها رسول الله (ص) .او ان الله عز وجل خص زينب عليها السلام في حفظ حجته على الارض ورحمة لامة محمد ( ص) من البلاء في هذا الموقف .والافتراضان هما يدلان على صدق حديث الامام السجاد عليه السلام بحق عمته عندما قال لها : ( أنت بحمد الله عالمة غير معلمة، وفهمة غير مفهمة) الاحتجاج ص305 .والمعلوم ان في واقعة الطف اكثر من مرة يوصي الامام الحسين عليه السلام اخته زينب بالحفاظ على بقيته من بعده بالرغم من ان زينب عليها السلام ترى بام عينها اخوتها وابناء اخيها الحسن والحسين عليهما السلام وهم يتساقطون شهداء على ارض الطف ولا تمنعهم من الخروج بقدر منعها وحمايتها للسجاد عليه السلام .وهنا نسال هل اخرت زينب عليها السلام يوم القيامة ؟!!
https://telegram.me/buratha