كريم الوائلي
البحث في الاقثصاد الاستراتيجي يتجاوز حدود الدول والقارات ويعود السبب في ذلك الى كونه استراتيجي ، وله تكميلية سياسية وامن قومي واستخدام امثل لامكانيات العراق الاقتصادية وعلاقات دولية متشعبة وواسعة ، ومن المؤكد ان سماحة السيد عمار الحكيم على دراية بشروط التحوّل الى الاقتصاد الاستراتيجي ، ومعلوم ان محاولات وضع اسس البناء الاستراتيجي للاقتصاد العراقي قد بدءت بعد انبثاق الجمهورية العراقية الاولى عام 1958 متمثلا بالمجلس الاعلى للاعمار ، غير انها فشلت ، ومن حسن الطالع لم يكتب لها الاستمراروالنجاح على الرغم من توفر المرتكزات المادية من الاموال والخامات الاولية ووسائل الانتاج ، وذلك لكون الاسس القاعدية للبناء ارتكزت على الرؤية الاشتراكية تماشيا مع التبشير بالاشتراكية في ذلك الحين ، ومن اهم اسباب فشلها القفز على الحلقات التكميلية لاسس البناء الاقتصادي وحرق المراحل الحضرية للتحول الاجتماعي ، واقحام محفزات وامصال منشطة جيء بها من المنتوج المعلب للحرث في ارض الغير، ولو كتب لها التأسيس افتراضا لاصاب الاقتصاد العراقي ما اصاب الاقتصاديات الاشتراكية من انهيار كلي ، اما اليوم وقد ادخل على النظام الاقتصادي العالمي انماط وتقنيات ونظام عالمي يحقق السلام الدولي ويوأمن التعاون والاتفقيات وتلاقح الخبرات ، وعملقة مستويات الانتاج الواسع او ما يطلق عليه (Massproduction ) ومناقلة الصناعات والمواد الوسطية والتكميلية في نظام مواصلات واتصالات عالمي فاعل ، مع انتهاج سياسة اقتصادية استثمارية في العراق الجديد تلامس وتماحك الاقتصاد الحر الذي يوفر فرص سن قوانين الاشراف والرقابة وتوفر السلع الخدمية واستخدام عقلاني للثروة الوطنية واستكمال التحول الحضري للمجتمع العراقي وتقادم العهد على اقتصاد التبادل السلعي الزراعي مع اقامة نظام سياسي ديمقراطي تدعمه مؤسسات دستورية ، وإلى جانب ذلك بلوغ العملية السياسية العراقية منطقة الرشد والعقلنة مع ظهور الملامح المشجعة للاستقرار ولا سيما الاجواء التي سوف توفرها نتائج الانتخابات العامة المقبلة ، فأن مبادرة سماحة السيد عمار الحكيم تكون قد جاءت في ظرفها ووقتها المناسبين . والمعروف ان بناء اقتصاد استراتيجي يدفع بالبلدان الطموحة الى خلق بدائل اقتصادية تشكل حماية وصيانة للاقتصاد الوطني من تقلبات الاسواق والاضطرار الى سبل التغيير المفاجأ لمصادرالدخل القومي جراء حدوث الكوارث البيئية والطبيعية والتقلبات السياسية ، وتشكل منظومة البدائل الاقتصادية في عصرنا هما مقلقا للدول والحكومات ، بل ان البحث عن البدائل بلغ في العقود الاخيرة مرحلة الازمات وراح يلقي بظلاله المربك على حركة المال العالمي وانتاج الازمات وتصديرها . ويختزن العراق بدائل عملاقة تقع في مقدمتها السناعات البتروكيميائية التي تضمن استمرار الحاجة العالمية للخامات النفطية ومنتجاتها الضرورة ، ويرشح العراق كواحد من من اكثر البلدان النفطية حظوظا لهذه الصناعات وذلك لتوفر المواد الاسياسية للصناعات البتروكيميائية ورخصها الشديد ونعنى بها الكبريت والغاز وخام النفط وهي مواد متوفرة ورخيصة ، ومن البدائل الاقتصادية استنباط مصادر للطاقة بأستثمار الموارد النفطية في بناء منشآت نووية سلمية وكذلك بناء منظومات الطاقة الشمسية ، ومن البدائل المهمة الاخرى النهوض بالانتاج الزراعي وتشجيع الاستثمار في استصلاح الاراضي واعمار وتطوير شبكة الري وانشاء منظومة للصناعات الغذائية وكذلك استثمارثروات الكبريت والسليكات ( الرمل الزجاجي) والفوسفات وغيرها .ويتطلب تفعيل الاقتصاد الاستراتيجي تحديث الصناعت العراقية الثقيلة وتوفير المفاصل التكميلية للمعامل والمصانع الكبيرة مثل مصانع الحديد والصلب والسيارات والمعدات ومعامل الورق و والزجاج والتعليب والسكر والاسمدة والنسيج الحريري الصناعي الناعم وصناعة الاجهزة الكهربائية وصناعة المطاط (الاطارات) والادوية والالبان والالبسة الجاهزة والدراجات وغيرها من الصناعات التي تشكل المنظومة الاساسية للقاعدة الصناعية الاستراتيجية التي بنى عليها سماحة السيد عمار الحكيم في اطلاقه المشروع الاستراتيجي الوطني في العراق .وتأتي الصناعة السياحية واحدة من اهم مصادر الدخل في العراق ، حيث تتوفر الاساسيات من المناخات والحواضر والمواقع التاريخية والموضوعية التي من شأنها ان تخلق نهضة سياحية حديثة وتخرجها من الهدر والسبات الطويل ، وتعد الصناعات السياحية من الثروات المهمة والمهملة والتي تختزن امكانبات حضارية وثقافية عظيمة وبأمكانيات استثمارية متنوعة وكبيرة لكنها غير مستثنرة .
ولا بد لنا ان نعرج على مفصل مهم يدعم المشروع الاستراتيجي الوطني للسماحة السيد عمار الحكيم وهي الافاق الجديدة والمستحدثة للموقع الاستراتيجي للعراق في المنطقة ،حيث يوفر العراق حاليا جسرا مهما وآمنا ورخيصا وسريعا لنقل البضائع والسلع الخفيفة والمتوسطة بين بلدان عديدة في المنطقة فيها رقي اقتصادي وثقافي وكثافة سكانية ومناطق آهلة جديدة كانت مغيبة بسبب الانظمة السياسية المتسلطة مع امكانية تشغيل السكك الحديدية العراقية التي كانت معطلة والتي تم تدشينها مؤخرا ومع قدرات العراق على تطوير واستثمار الملاحة النهرية .والاهم من كل ذلك هو الانسان العراقي المتمرن على استيعاب المكننة والتقنيات الجديدة والمؤهل حضاريا ونفسيا للاخذ بكل مبادرة تغييرية والذي يشكل هدف وادات مهام ارساء الاستراتيجية الوطنية لبناء الدولة العراقية الحديثة وعلى ذلك فان مبادرة سماحة السيد عمار الحكيم لها ما يبررها تماما وتعد اول التفاتة ذكية ومسؤولة لبناء العراق الجديد .
https://telegram.me/buratha