المقالات

في ذكرى الحسين (ع) عَبرة وعِبرة واستنهاض

944 12:04:00 2009-12-16

إدريس الحساني

كذب الموت فالحسين مخلد كلما مرّ الزمان ذكره يتجددتمر الذكرى عبر التأريخ لتشحذ فينا الهمم ، وتعيد للذاكرة ملحة بطولية حققت كل أهدافها المقدسة ، وسطرت أروع صور الشجاعة والإباء في معركة غير متكافأة ، تركت للأمة إرثاً لا يدانيه إرث وصورة ناصعة عن الإسلام وانكشفت حينها أقنعة النفاق حتى قالها بطل تلك الملحة ( يا شيعة آل أبي سفيان ) . ونحن اليوم في ذكرى الحسين (ع) لا بد لنا من وقفة نستجمع فيها قوانا ونستثمرها لتكون عِبرة ودرساً في حياتنا الاجتماعية والدينية والسياسية والعسكرية في ظل خطط الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء ومراعاته لكل القيم الإنسانية والدينية وإدارته السياسية لتلك المعركة والأبعاد العسكرية ونضوجها وكأنها معركة بين طرفين متكافئين . ومن طرف آخر نستثمرها لتكون عَبرة باعتبارها مصاباً مفجعاً لا مثيل له ، ذهب ضحيته سبط النبي (ص) وثلة طاهرة من آله وصحبه وأنصاره ، على يد أعتى طاغوت عرفه التأريخ استباح حرمات الله ، وسفك دم الأطهار في معركة غير متكافئة .ومن جانب ثالث فلا بد من الاستفادة من هذه الذكرى لاستنهاض الأمة وبث روح التضحية والجهاد فيها من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الكافرين هي السفلى ، فكربلاء الحسين شملت جميع الجوانب فللحزن مكان ( ولمثله فليكِ الباكون وليعج العاجون )، وللدرس مكان تستلهم الأمم منه دروساً فريدة تغير مجرى التأريخ ، ناهيك عن استلهام روح التفاني من أجل القيم العليا ( والجود بالنفس أقصى غاية الجود ) . في ذكرى الحسين (ع) يتوجب علينا أن نطبق المبادئ الحقة التي استشهد من أجلها الإمام الحسين ( ع) ، وأن نجري مسحاً ميدانياً على أرض نفوسنا ومعتقداتنا وسير حياتنا ونتسائل بعد ذلك ما مدى انسجامنا مع هذه الثورة وما أرادت تحقيقه على الواقع المعاش ؟ وهل أننا نقف فعلاً مع جيش الإمام الحسين في معركته ضد الظلم والطاغوت ؟ وهل أننا شخصنا الإمام الحسين (ع) وإن كان عدد جيشه أقل بكثير من جبهة الظلم والاستبداد ؟ وهل إننا في منأى عن قول الإمام : يا شيعة آل بني سفيان ؟ حينها يمكن أن نقول أننا استثمرنا الذكرى ووفينا للإمام الحسين (ع) وأهدافه المقدسة وأننا لا زلنا على العهد الذي قطعناه مع صاحب الذكرى وأننا على الدرب سائرون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك