عباس المرياني
لم يمضي أسبوع بعد على أحداث يوم الثلاثاء الدامي عندما تحولت بغداد إلى مسرح لمفخخات الإرهاب وهي تزرع الموت في شوارعها الحزينة المتربة ولم ينتهي بعد عزاء العشرات من الضحايا الأبرياء الذين قضوا بسبب استهتار عناصر الأجهزة الأمنية وقادتها وتهاونهم في أداء واجبهم واسترخاص أرواح العراقيين المتعبين حد البكاء والياس. لم ينتهي كل هذا بعد وبدون خجل أو حياء يطل علينا البعض ممن يحسبون على بطانة من يمسكون بملف الأمن وبغداد؟ ليقول بكل صلف إن ما جرى أمر لا يحق للسياسيين الخوض فيه لأن هؤلاء يزايدون على أرواح العراقيين التي يريدها أن تكون حكرا له أو لحزبه المترنح وان هذه الدماء وهذا الخراب حق طبيعي تستلزمه ضرورات المرحلة الحالية وثمار المستقبل المظلم المجهول. ولم يقف هذا السياسي المسكين عند حد اتهام الآخرين بالعمل على استغلال الفرص بل طالب أن تستكمل المرحلة القادمة بنفس الوجوه التي ما دفعت ضيما عن العراقيين وأصبحت كل أيامهم دامية في دولة للقانون لم يبقى اثر منها.ولعظم المصائب فان صاحبنا هذا لازال يعتقد ان الناس لن تنطلي عليهم مزايدات السياسة الرخيصة كون المرحلة الحالية حرجة وان الرسالة العظمى التي جاء بها تحتاج إلى سنوات أخرى من التضحية والثبات حتى وان جرت الدماء انهارا ودكدكت الوزارات الشامخة مع الارض وتمزقت اشلاء العراقيين في كل يوم وفي كل بقعة ونهبت جميع اموال خزينة العراق بين االفساد الاداري والمالي وتوزيعها هبات ومنح وعطايا لمن يكون سندا وعشيرا لان صاحبهم الأجمل والاعدل من بين جميع الحاكمين. ولان في السياسة قواعد لا يجيد فنها إلا الثعالب تتجذر مع الأيام في عقول من يروجون لها ثم يعتقدون بحقيقتها ليعممها على الآخرين لكي يمرر الداعي هنا نظرية الكذب المستمر علها تصبح حقيقة ويكون بذلك قد أرضى غروره وفشله في أن واحد وإلا كيف يمكن لشخص أن يروج لقائمته وشخوصه في وقت تتعالى الصيحات ويزداد الاستنكار وتكثر المطالب بان يقوم المسؤولين على الملف الأمني بتقديم استقالتهم لو كانوا يملكون جزءا من الكرامة كما وصفها البعض.
كيف له ان يدعيها لصاحبه ولنفسه لو كان يشعر بجزء من المسؤولية اتجاه مايجري على ابناء الشعب العراقي وقد تقلدها بدون استحقاق وانفرد بقراراتها رغم ان الجميع ارادها مشاركة وطنية لا اقصاء ولا تهميش .كان عليه ان يصمت ويعتذر من الجميع لانه لم يحفظ الامانة ولم يصن الارواح والممتلكات وهذه الصفات لايصل اليها الا اصحاب النفوس الكبيرة اما الذين يلهثون خلف نوازعهم واطماعهم ورغباته فعليهم ان يتعلموا من دروس ليست بعيدة واقربها استقالة وزير الشؤون الاجتماعية الالمانية
https://telegram.me/buratha