قاسم العجرش
((لا تكسر أبداً كل الجسور مع من تحب)) لو طبقنا هذه البديهية في حياتنا لكنا أسعد الناس ، ولذقنا طعم المحبة كأحلى من الشهد ، لكن منا الكثير من يفعلون العكس ، فهم غالبا ما يحطمون الروابط المشتركة بينهم وبين الآخرين، فمنذ أول جدال أو نقاش حول موضوع معين أو مشكلة عابرة ، سيما أذا كان شأن سياسي، ينتهزون الفرصة لينهشو لحم من أفترضوه خصما أو منافسا أو ندا، وينشرون أسراره وخصوصياته بكل سبيل يمكن يمكن أن يسلكوه وفي أي زمان أشغلوا منه حيزا حتى ولو كان يوم الجمعة سلعة صلاتها!، لا يتركو وسيلة إلا أتخذواها لتحطيم من هم قبالتهم ممن ذكرنا آنفا، سوى سلكه ليحطموهم بأمعان وقسوة الى أن يتأكدون أن صورتهم قد أصبحت (نيكاتيف)، الأبيض أسود والأسود أبيض.
وبين مسارات العملية التحطيمية للمقابل يحاولون أن يظهرون أنفسهم على أنهم النقيض الأيجابي، النقيض البديل، وأنهم صناع مجد جديد وبناة مستقبل أمة، وأنهم خلقوا لخدمتك أيها العراقي، وما عليك أذا أردت أن تفوز بالغنيمة التي هي ((هم)) إلا أن تتبعهم منقادا طائعا، تنظر الى أسفل ، الى حيث مواضع أقدامهم تقتفيها! فهم كما يصرحون الطريق نحو الغد الوضاء! وليس عليك أن تنظر في عقيدتك ، ليس عليك أن تنتظر ((المخلص)) ـبضم الميم وفتح الخاء وكسر اللام ـ الذي ينتظره المسيحيون، ولا ((المهدي)) الذي ينتظره المسلمون، ليس عليك هذا، بل عليك أن تتخلى عن فكرة المستقبل ، فأصحابنا السياسيين هم ((المخلصين)) بضم الميم وفتح الخاء وكسر اللام! وهم ((الهداة)) وهم ((المهديون)) ولولاهم لا كنا ولن نكون كما قال شفيق الكمالي بحق سيده صدام...
...أحدهم كان طالبا في الأعدادية في مدينة الحلة، وفي ثمانينات القرن الماضي أعتقلته عناصر الأمن في مدينته على خلفية شكوك بنشاطه الأسلامي، وبقي في المعتقل إثنان وثلاثين يوما فقط لاغيرها، كان خلالها يحظى برعاية متميزة، فهو أبن أسرة من الأثرياء،.المهم بعد تلك الأيام أطلق سراحه، فيما أعدم النظام الآلاف وشرد أضعافهم، وللتخلص من وجع الرأس، ولأن أسرته ثرية فقد أرسلته الى ((لندن)) وهناك أمضى((كل)) عمره مترفا منعما ليعود بعد التغيير النيساني الكبير في 2003 سالما غانما قائدا مناضلا مجاهدا صنديدا عنيدا راعيا لحقوق الأنسان...سلام
https://telegram.me/buratha