بقلم: داعية
في الكثير من الدول تجد تمثالا رمزيا للشهداء المجهولين تحت اسم "الجندي المجهول" يقام عادة وسط البلد ويزوره بين الحين والحين وفي مناسبات عديدة مسؤولون كبار وضيوف رسميون بهدف تخليد ذكرى ذلك الصنف من الجنود الذين لم يمكن التعرف على اسمائهم او العثور على مقابر لهم، وهذه قيمة خلقية عليا خلاصتها اننا اوفياء حتى للذين لم نعرف اسماءهم ولا ادوارهم ، يكفي انهم ضحوا من اجلنا، اذا لم نقل انهم ضحوا لكي نصل الى المواقع التي وصلنا اليها.
هذا اذا كان الشهداء جنودا مجهولين، اما اذا كانوا جنودا معلومين فمقابرهم تكتسب اهمية اكبر، فاذا لم يكونوا جنودا بل كانوا قادة، واذا كان الحاكمون ينتمون الى نفس خط اولئك الشهداء القادة فالمسالة تاخذ ابعادا اوسع، بحيث يحرص الحكام على عدم تفويت فرصة زيارتها والاشادة بدور من يرقدون فيها وتكريم اية بقايا مادية او معنوية من ذلك الشهيد.عندما زرت مقبرة الشهيد الصدر بكيت كما لم ابك من قبل...اترك كل شي بما في ذلك الوضع الماساوي للمقبرة، وأسأل السؤال التالي:هل رأى أحدٌ يوما أحدَ القياديين الفعليين (كالسيد رئيس الوزراء او احد الوزراء او النواب ) يزور قبر الشهيد الصدر بالرغم من انهم زاروا النجف اكثر من مرة؟ليس المهم الجواب، فالجواب معروف، لكن المهم دلالات الجواب.
https://telegram.me/buratha