عباس المرياني
قد لا أكون دقيقا في احتساب السنوات الفائتة التي بدا فيها تشكيل لجان تحقيقيه من قبل مجلس الوزراء أو وزارة الداخلية أو الدفاع من اجل فك طلاسم كثير من الماسي التي حلت بالشعب العراقي المظلوم كما أن ذاكرتي متعبة وليس بإمكانها معرفة عدد القضايا التي تم من اجلها تشكيل هذه اللجان للتقصي والمتابعة وليس من حق احد أن يطالب بنتائج التحقيق التي لم تكتمل حتى يومنا هذا . وللحقيقة فان المواطن العراقي البسيط لم يضيع وقته في حساب الأيام التي يستغرقها التحقيق ومعرفة النتائج لأنه تجاوز مرحلة التخدير ووصل إلى مرحلة الشفاء التام من أن يصاب بوهم الخداع وأصبح يبادل أصحاب الوعود الكاذبة ازدرائه لهم ويترك لهم حرية اختيار الإجابات المتكررة على سؤال واحد وهو متى ننتهي من هذا الكذب والنفاق والدجل .ولما أيقن المتخصصين في خداع أنفسهم قبل أن يخدعوا الآخرين إن لجان التحقيق لم يعد لها سوق يمكن تصريف نخاستها فيه لجئوا إلى الاستجواب كبديل لمخدر قد يستمر إلى نهاية الحكومة الحالية وهو كل مايريده أصحاب اللجان التحقيقية. وإذا كانت اللجان التحقيقية التي تم تشكيلها منذ أكثر من ثلاث سنوات مضت من عمر حكومة المالكي لم تثمر إلا عن أشواك دامية وماسي جديدة أدمت أجساد العراقيين وأحرقت الأخضر واليابس وخلفت ألاف الضحايا والأرامل والأيتام يتاجر بآلامهم وماسيهم من هو أجدر بحمايتهم فما الذي نتوقعه من استجواب من اقسم أن يكون حاميا وحارسا ومستقلا وبعيد عن السياسة وأحزابها يعد العدة في عواصم دول الجوار لان يكون القائد الضرورة في المرحلة القادمة وما الذي نتوقعه من حكومة لا تستطيع أن ترجم شيطانا واحدا اقسم ثم احنث بيمينه وما الذي نتوقعه من حكومة تنتظر الفرج من باب أقفلته على نفسها وأعطت مفتاحه إلى حارس البوابة الشرقية الجديد الذي يحلم في رابعة النهار بعلاقة جيدة ومتناسقة مع دول الجوار الكريمة معه.والمحزن المبكي أن هذه اللجان والاستجوابات لم تأتي بجديد في طريق معالجة المشاكل والاختراقات الأمنية التي تهدد حياة المواطن المسكين يوميا بل أن الأمر يتناسب طرديا مع تشكيل اللجان أي كلما تشكلت لجنة كلما استبيح الدم العراقي انهارا وكلما انعقد مجلس النواب لاستجواب احد السراق أو عديمي الكرامة إلا وجاء الرد زلزالا مدويا حازت وزارة المالية على النصيب الأكبر منه.إننا لا نطلب المستحيل إذا كنا نريد أن نعيش مثل باقي الشعوب بأمن وأمان ولكننا نرفض أن ترتبط أرواحنا بمفخخات اللجان التحقيقية واستهتار الأجهزة الأمنية وتهاون القائمين عليها.ما فائدة هذه اللجان وهذا الاستجواب إذا كان نهر الدم لا ينقطع وما فائدة هذه اللجان وهذا الاستجواب إذا كانت الجريمة تقيد ضد مجهول وما فائدة الاستجواب إذا كان الجميع يتهم الجميع وكلهم بمأمن من القانون وما فائدة اللجان والاستجواب إذا كان المقصر يمنح وسام الترفيع والعلاوة.أوقفوا كل هذه المهازل واجمعوها مع أمالكم وأمنياتكم واحملوها على ظهوركم في الأيام المتبقية لكم لان زمانكم انتهى ولا يتسع الوقت لتشكيل لجنة أخرى
https://telegram.me/buratha